مؤتمر» اللاجئون السوريون» يحذر من تواضع استجابة المجتمع الدولي للأزمة

80

 البحر الميت- حذر المشاركون في مؤتمر «اللاجئون السوريون في الاردن:  سؤال المجتمع والإعلام» أمس الاربعاء ، من أن تواضع استجابة المجتمع الدولي وتهديد بعض المؤسسات الأممية والدولية بالتخلي عن بعض مهامها الإغاثية سيقود الى نتائج كارثية على اللاجئين وعلى المجتمعات المستضيفة.
وحذروا في توصياتهم الختامية للمؤتمر الذي استمر على مدى ثلاثة أيام في البحر الميت ونظمه معهد الإعلام الأردني بمشاركة 200 شخصية أكاديمية وسياسية وإعلامية ومؤسسات صحافية عربية ودولية، من خطورة ربط حدود الاستجابة لحاجات الدول المستضيفة بأهداف سياسية.
ودعا المؤتمرون إلى ضرورة عدم تراجع قضية اللاجئين في أجندة الاهتمامات العامة وفي أجندة وسائل الإعلام وعدم التطبيع مع وجود الأزمة في ظل استمرارها واقترابها من الدخول في العام الخامس، بالتزامن مع بروز أزمات إقليمية وصراعات دولية أخرى.
وقال البيان الختامي: «إن أزمة اللاجئين السوريين هي مسألة إنسانية في المقام الأول، وهي مِن تداعيات ونتائج الأزمة السورية الكبيرة في الصراع السوري بأبعاده الداخلية والإقليمية والدولية، وبالتالي لا بد من النظر الى أزمة اللاجئين من المنظورين الإنساني والسياسي معا».
وأشاد البيان الختامي بما قدمه الأردن ــ الدولة والمجتمع ــ من جهود، والتي تمثل « أفضل الأمثلة في التعامل مع ملف اللاجئين السوريين سواء في الإدارة الرسمية الأمنية والإغاثية، أو في التعامل الاجتماعي الأهلي الذي أظهره المجتمع الأردني.
واشار البيان الى انه وفي ظل تواضع استجابة المجتمع الدولي لحاجات الأردن  والتي هي اقل بكثير من الحاجات والتوقعات، فإن ذلك « يتطلب المزيد من الوضوح السياسي الأردني في مراعاة المصالح الوطنية الأردنية مع الالتزام بحقوق اللاجئين من منظور حقوق الإنسان، وحقوق المجتمعات المستضيفة».
واشار البيان الختامي الى انه وعلى الرغم من الآثار والتداعيات السلبية المتعددة للجوء السوري على المجتمعات المحلية الأردنية إلا أن وجود الكتلة السكانية السورية يوفر بعض الفرص الاقتصادية والتنموية التي تحتاج إلى المزيد من الوعي و الاستفادة من تجارب بعض الدول  المجاورة».
وشدد البيان على أن وسائل الإعلام الأردنية قامت بمتابعة وتغطية شؤون اللاجئين، وفرضت قضية اللجوء السوري حضورها بقوة في أولويات المضمون الإعلامي الأردني.
ونوه المشاركون إلى تسجيل المؤتمر أن الإعلام الأردني لم يمارس انتهاكات أخلاقية واضحة في تناوله شؤون اللاجئين، كما انه لم يقع حتى هذا الوقت في شرك خطاب الكراهية ضد اللاجئين.
ولفت البيان الى أنّ استمرار الأزمة السورية وتفاقم تداعياتها وطول أمد اللجوء في ظل ضعف الاستجابة الدولية أدت إلى زيادة شكوى المجتمعات المحلية من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والضغط الكبير على الموارد المحدودة؛ ما يدعو وسائل الإعلام الى ضرورة تحمل مسؤولياتها المهنية والأخلاقية بعدم الذهاب بهذه الشكوى إلى مستوى خطاب الكراهية وذلك بالتوازن في مراعاة حقوق الإنسان، وحقوق المجتمعات المستضيفة.
ودعا البيان الى ضرورة الانتقال بصحافة اللاجئين من صحافة المناسبات والأحداث اليومية الى الصحافة المتعمقة القائمة على توازن الحقوق بين حقوق اللاجئين وحقوق المجتمعات المستضيفة، مثلما لاحظ غياب الصحافة الاستقصائية عن قضايا اللاجئين وشؤونهم.
واشار البيان الى ضعف حضور المجتمعات المحلية في المضمون الإعلامي مقابل سيطرة الحضور الرسمي وأصوات المنظمات الإغاثية، أي أن رواية المجتمعات المستضيفة ورواية اللاجئين غير حاضرة في وسائل الإعلام؛ ما يستدعي ضرورة الانتباه إلى إيجاد توازن هيكلي في مضامين التغطية  الإعلامية .
وأوصى المشاركون بضرورة زيادة الثقافة القانونية للإعلاميين في هذا المجال في ظل ضعف ثقافة بعض وسائل الإعلام بالجوانب القانونية في تغطية شؤون اللاجئين. (بترا).

 

الدستور