ما بين الفرح والشماتة.. أجواء احتفالية في الشمال السوري عقب الهجوم الإسرائيلي على “حزب الله” اللبناني
شهدت مناطق مختلفة من الشمال السوري، الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل الموالية لتركيا، أجواء احتفالية بعد الهجوم السيبراني الإسرائيلي الذي استهدف “حزب الله” اللبناني. الهجوم، الذي أدى إلى تفجير آلاف أجهزة الاتصال المحمولة “بيجر” الخاصة بعناصر الحزب، وأسفر عن سقوط آلاف الجرحى وعدد من القتلى في لبنان، فيما أصيب نحو 22 شخصاً في سوريا.
وعمت الشوارع في تلك المناطق أجواء فرح كبيرة، حيث خرج السكان المحليون، بالإضافة إلى نازحين ومهجرين، للاحتفال بما وصفوه بالضربة الموجعة لحزب الله. وجاءت هذه الأجواء بعد سنوات من الغضب الشعبي في الشمال السوري تجاه الحزب، الذي يُنظر إليه على أنه شريك أساسي في قمع الثورة السورية وداعم للنظام في حربه ضد المعارضة.
وفي العديد من المدن والبلدات، تم توزيع الحلويات ابتهاجاً، وشارك مسلحون تابعون لهيئة تحرير الشام في هذه الاحتفالات، وقاموا بتوزيع الحلويات على الحواجز العسكرية. العائلات أيضاً كانت جزءاً من المشهد، حيث قام بعضهم بتصوير أطفال يحملون الحلويات ويرفعون لافتات تحمل عبارات شامتة بحزب الله، معبرين عن فرحتهم بما أصابه.
أما النشطاء والصحفيون في الشمال السوري، وخاصة العاملين في المؤسسات الإعلامية المعارضة، لم يترددوا في إبداء شماتتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بعضهم عبر صراحة عن كرههم للحزب، واعتبروا الهجوم الإسرائيلي انتقاماً لدور حزب الله في سوريا، مطالبين بالمزيد من هذه الضربات التي تستهدفه.
لكن في المقابل، رأى آخرون أن هذه الأجواء الاحتفالية قد تكون سلبية على المدى البعيد وأعرب معارضون للاحتفالات عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه المواقف إلى تصعيد عسكري من قبل قوات النظام وحلفائه، بما في ذلك “حزب الله” اللبناني، ضد مناطق الشمال السوري. هؤلاء حذروا من أن مثل هذه التصرفات قد تؤجج الغضب وتزيد من الضغط على مناطق المعارضة، التي تأوي مئات الآلاف من النازحين والمهجرين، وتعتبر آخر معاقل الثورة السورية بعد استعادة النظام السيطرة على معظم الأراضي السورية.
كما أشار بعض المعارضين إلى أن الفرح بضربات حزب الله قد يُساء فهمه على أنه تأييد للهجمات الإسرائيلية على المنطقة، خاصة في ظل الدور الذي يلعبه الحزب في مواجهة إسرائيل على جبهة غزة، ما قد يضع أهالي الشمال السوري في موقف حساس، ويجعلهم عرضة لمزيد من الاستهداف والتصعيد العسكري.
يشار بأن التفاعل مستمر بين ويتمثل بالاحتفالات الشعبية وإبداء الآراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعد معظمها مؤيدة لما جرى وتصوير المشهد أنه انتقام طال الحزب بسبب تدخله المباشر في سوريا.