مجازر للنظام في درعا تستهدف الأطفال في الملاجئ

4
قتل 25 مدنياً على الأقل امس في غارات استهدفت محافظة درعا، في حصيلة هي الأكثر دموية منذ بدء قوات النظام السوري هجومها ضد الفصائل المعارضة في هذه المنطقة الجنوبية. 
وتشن قوات النظام منذ نحو عشرة أيام عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا، انضمت اليها حليفتها روسيا قبل ايام وحققت بفضلها تقدماً سريعاً على حساب الفصائل المعارضة. 
وأجبرت العملية عشرات الآلاف على الفرار من بلداتهم وقراهم خصوصاً في الريف الشرقي، توجه معظمهم الى المنطقة الحدودية مع الأردن، الذي أكد أنه سيبقي حدوده مغلقة. 
وحضت الأمم المتحدة بدورها امس عمان على فتح الحدود. 
وتواصل الطائرات الحربية السورية والروسية استهداف مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريفي درعا الشرقي والغربي بعشرات الضربات الجوية، كما تلقي مروحيات النظام البراميل المتفجرة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 25 مدنياً على الأقل جراء غارات روسية استهدفت بلدات عدة. 
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن  إن «17 مدنياً من هؤلاء، بينهم خمسة أطفال، قتلوا جراء غارة استهدفت قبواً كانوا يحتمون فيه في بلدة المسيفرة»، مشيراً إلى أن «أكثر من 35 غارة روسية استهدفت البلدة منذ الصباح» غداة خروج مستشفى فيها من الخدمة جراء غارات روسية أيضاً.
وتعد هذه الحصيلة «الأكثر دموية» منذ بدء التصعيد على محافظة درعا في التاسع عشر من حزيران ، وفق عبد الرحمن. 
وتأتي هذه الحصيلة غداة مقتل 21 مدنياً جراء الغارات، فيما ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين منذ بدء التصعيد إلى 93 مدنياً، وفق المرصد.
وتستعد الطواقم الطبية في احدى مستشفيات غرب درعا لاستقبال الجرحى الوافدين من المسيفرة، وفق ما قال الطبيب بهاء محاميد مدير عمليات اتحاد المنظمات الطبية الاغاثية في جنوب سوريا.
وأوضح محاميد «بسبب عدم توفر الخدمات الطبية في الريف الشرقي والوضع الأمني، فإن معظم الاصابات تتوجه نحونا في الريف الغربي». 
وقالت وحدة الإعلام الحربي لحزب الله إن الجيش سيطر على مدينة الحراك في شمال شرقي درعا. 
وقال المرصد إن الجيش تقدم إلى وسط المدينة لكن القتال مستمر.
وفي مدينة درعا حيث يتواصل القصف على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، قال المقاتل أحمد أبو حازم (26 عاماً)  «الأهالي ذهبواً جميعاً. لم يبق أي مدني». وأضاف «افتحوا الحدود فقط من أجل الأطفال والنساء». 
وقال مسؤول في المعارضة السورية المسلحة امس إن هدف هجوم النظام السوري والجماعات المسلحة المتحالفة معه هو تقسيم المنطقة التي يسيطرون عليها في الجنوب الغربي إلى شطرين من خلال السيطرة على قاعدة جوية قرب الحدود مع الأردن.
وقال أبو شيماء وهو متحدث باسم المعارضة المسلحة في المنطقة إن هدفهم هو فصل ريف درعا الغربي عن المدينة وريف درعا الشرقي لكنه أشار إلى أن مقاتلي المعارضة صامدون بما لم يمكنهم من التقدم.
وقال المرصد مصدران بالمعارضة إن طائرات قصفت بصرى الشام ونوى ورخم وبلدات أخرى في محافظة درعا.
وقال عبد الله محاميد المسؤول بالمعارضة في درعا إن الضربات الجوية متلاحقة «والمنزل يهتز بنا».
وذكر تلفزيون النظام إن القوات الجوية استهدفت مسلحين في بصرى الشام بشرق محافظة درعا امس وإن القوات الحكومية دخلت قريتين أخريين في اتجاه الشمال الشرقي.
وقال التلفزيون إن 450 مسلحا في منطقة اللجاة التي سيطر عليها الجيش في وقت سابق من هذا الأسبوع سلموا أنفسهم وأسلحتهم لتسوية أوضاعهم مع الحكومة.
ودانت دول غربية عدة داعمة للمعارضة، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الهجوم، مطالبة موسكو بوقف قصفها للمنطقة التي ترعى فيها اتفاقا لخفض التصعيد منذ عام. 
وفي الرياض أدان نصر الحريري كبير مفاوضي المعارضة السورية «سكوت الولايات المتحدة» على الهجوم في منطقة خفض التصعيد وقارن الأمر باستعمال واشنطن السريع للقوة ضد هجمات على قوات متحالفة معها في مناطق أخرى.
وقال «لكن وللأسف الشديد شعرنا بعد فترة بسيطة وكأن هذه المنطقة قد تم الاتفاق عليها عبر صفقة خبيثة، وإلا ما الذي يفسر الآن سكوت الولايات المتحدة الأميركية وهي دولة ضامنة على كل هذه الخروقات؟»
وقالت فرنسا إنها تشعر بالقلق العميق من الهجوم الذي حذرت من أنه قد يتسبب في زعزعة الاستقرار الإقليمي.
ولم يصدر تعليق فوري من دمشق أو موسكو على القتلى من المدنيين بسبب الضربات الجوية إذ تقولان إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين المسلحين في الصراع الدائر منذ سبع سنوات.
ويعيش نحو 750 ألف شخص وفق الأمم المتحدة، في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة التي تشمل سبعين في المئة من محافظتي درعا والقنيطرة. وفر 50 ألفاً من بلداتهم وقراهم، وفق الأمم المتحدة. 
ويتوجه غالبيتهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة، مؤكداً أن حدوده «ستظل مغلقة».
وقال رئيس مجموعة الامم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا يان ايغلاند في جنيف «نحض الاردن على فتح حدوده». 
وأشار إلى توقف القوافل الانسانية من الأردن نحو جنوب سوريا.
وقال إن «طريق الامدادات من الحدود الاردنية، الشديد الفعالية حتى الان، قد توقف بسبب المعارك في الأيام الاخيرة»، موضحا «شدة المعارك ادت الى عدم وجود اتفاق لضمان مرور آمن للقوافل». ودعا مجلس نوى المحلي، في الريف الغربي، الأردن لفتح الحدود. 
المصدر:aliwaa