محللون سياسيون لـ «القدس العربي»: وصول النظام السوري إلى الحدود التركية يعني قطعاً كاملاً للإمدادات العسكرية والإنسانية
إسطنبول ـ «القدس العربي»: توقع محللون سياسيون تمكن النظام السوري والميليشيات التي تقاتل معه بغطاء جوي روسي من التقدم وإغلاق الحدود التركية وبالتالي عزل محافظة حلب عن تركيا، معتبرين أن ذلك يعني وقوع المدينة تحت حصار كبير وقطع كافة الإمدادات العسكرية والإنسانية التي كانت تصل عبر تركيا.
واعتبر المحللون في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» أن منع وصول الإمدادات العسكرية والذخيرة يعني لجوء فصائل الجيش الحر والكتائب الثورية إلى أساليب عسكرية جديدة لمواجهة النظام وحلفائه تعتمد على إيقاع الخسائر البشرية وليس الحفاظ على الأرض.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أوضح، أمس، أن جيش النظام السوري والمليشيات الكردية يواصلون تقدمهم في شمال سوريا ويقتربون من معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي كما من الحدود التركية، حيث نجحت وحدات حماية الشعب الكردية في السيطرة على قرى وبلدات عدة خلال الأيام الماضية في ريف حلب الشمالي، كانت قريتا مرعنار والعقلمية القريبتان من مطار منغ العسكري آخرها، بالإضافة إلى قرية دير جمال، بحسب المرصد.
وسيطر الأكراد قبل ذلك على قريتي الزيارة والخربة وتلال الطامور، لتصبح الفصائل الإسلامية والمقاتلة بين «فكي كماشة» قوات النظام والأكراد، حيث يهدف الأكراد إلى توسيع مناطق سيطرتهم في ما يطلقون عليه «مقاطعة عفرين». ويتقدم الجيش السوري بدوره باتجاه مدينة تل رفعت أحد أهم معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي التي تبعد مسافة 20 كلم عن الحدود التركية. الناشط والمحلل السياسي السوري ياسين أبو رائد توقع أن تتمكن قوات النظام السوري من الوصول للحدود التركية وحصار مدينة حلب في حال لم تتغير موازين القوى على الأرض، موضحاً أن قوات الأسد مدعومة بالمليشيات الشيعية تتلقى دعماً غير مسبوق من الطيران الروسي الذي بات هو رأس الحربة في المعارك الأخيرة.
وقال أبو رائد المتواجد على الجانب السوري من الحدود التركية في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «في حال وصل النظام إلى الحدود لن يبقى هناك منفذ إنساني لمدينة حلب ولن يتمكن السكان والمدنيون من النزوح أو الهرب من الحرب»، مضيفاً: «لكن الأهم أن جميع الإمدادات العسكرية ستنقطع عن الثوار وكتائب الجيش الحر وسنكون أمام حصار عسكري غير مسبوق.. نحن أمام واقع خطير».
وأضاف: «الحدود التركية هي كل شيء، هي الشريان الرئيسي لعبور المساعدات الإنسانية والشريان العسكري للثوار»، موضحاً أنه «بعد وصول النظام إلى نبل والزهراء انقسمت فصائل المعارضة إلى شقين ويتم العمل الآن على إعادة ترتيب صفوفها من خلال إنشاء مجلس عسكري موحد». وسيطر جيش الأسد مساء الأحد، على قرية بكفين التي تبعد خمسة كيلومترات عن تل رفعت، وقال عبد الرحمن إن «قوات النظام تتقدم باتجاه الشمال للسيطرة على تل رفعت ومن بعدها اعزاز وهدفها الوصول إلى الحدود التركية لمنع أي تسلل للمقاتلين أو دخول للسلاح من تركيا».
واستعاد جيش الأسد منذ بدء هجومه الاثنين بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، وكسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجح في قطع طريق إمدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا، ونجحت قوات النظام بتضييق الخناق أكثر على الأحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش حوالي 350 ألف مدني. من جهته اعتبر الصحافي المعارض والمحلل السياسي السوري أحمد كامل أن تمكن النظام من إغلاق الحدود التركية «يعني محاصرة الشعب السوري وخنقه نهائياً ودفعه لأقصى درجات المعاناة والتطرف»، مشدداً على أن ذلك «لو حدث سيؤثر على الدعم العسكري الذي يصل فصائل الجيش الحر والثوار».
وأضاف كامل في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»: «هذا الواقع لو حدث سيدفع الجيش الحر لعمليات من نوع مختلف واتباع تكتيكات جديدة تعتمد على فكرة إيقاع الخسائر البشرية بالنظام وليس القتال من أجل الحفاظ على الأرض كون النظام يعاني الآن من ضعف القوة البشرية».
وأوضح كامل أن «النظام يعاني من ضعف القوة البشرية، فجيشه كان يضم 400 ألف جندي، والآن لديه أقل من 100 ألف، بينما لا توجد لروسيا قوات على الأرض، ولا يمكن لإيران الزج بعشرات الآلاف من جنودها في سوريا، التكتيكات الجديدة سوف تغير معطيات المعركة».
المصدر:القدس العربي