محلّلون: إعلان روسيا نهاية الحرب في سوريا قبول بالأمر الواقع وحراكٌ دبلوماسيٌ جديد

12

أعلن وزير الخارجية الروسي, سيرغي لافروف, أنّ الحرب في سوريا “انتهت فعلياً”, مكتفياً بالإشارة الى بعض “بؤر التوتر” كما في “إدلب وشرق الفرات” وذلك في مقابلة صحفية مع “ترود” الروسية.

وتساند القوات الروسية قوات الحكومة السورية في هجومها الأخير على محافظة إدلب، شمال غربي البلاد، منذ نهاية نيسان/أبريل 2019, حيث تسيطر “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة سابقاً على معظمها.

ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان هذا التصعيد بــ”الأعنف” وتسبب بمقتل أكثر من /4050/ شخص ونزوح ما لايقل عن /752/ ألف شخص بحسب المرصد نفسه.

امّا شرق الفرات فتسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش), ولطالما هدّدت قوات الحكومة السورية حليفة موسكو بالهجوم على هذه المناطق والسيطرة عليها.

 

شبه اتفاق

يقول المحلّل السياسي والمتابع للشأن الروسي فارهاد باتييف لـ”نورث برس” من موسكو, إنّ لافروف بتصريحه الأخير يقصد “قرب انتهاء الحرب ضدّ التنظيمات الإرهابية”, كون حكومة الرئيس بوتين تبرر وجودها في سوريا للمجتمع الروسي والدولي بالحرب ضدّ الإرهاب.

ويصادف نهاية هذا الشهر مرور الذكرى الرابعة على الدخول الرسمي للقوات الروسية في الأزمة السورية, حيث بدأت الطائرات الروسية أولى غاراتها في الـ 30 من أيلول/ سبتمبر2015 وذلك بعد موافقة مجلس الاتحاد الروسي على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستخدام القوات المسلّحة خارج البلاد.

ويتوقع باتييف أن تكون القوى الدولية الفاعلة في الأزمة السورية قد توصلت لـ”شبه اتفاق” حول محاربة التنظيمات “الإرهابية” بحسب وصفه، لذلك ستستأنف القوات الروسية والحكومية السورية هجماتها على إدلب.

ويضيف بأنّ روسيا تريد البدء بالحراك الدبلوماسي رغم معرفتها بأنّ حلّ الأزمة ما يزال بعيداً, لكنها ستحاول إيجاد “صيغةٍ توافقيةٍ” لما سماها “حرب المصالح”, ويفسر ذلك بأن التصريح الروسي حول انتهاء الحرب جاء على لسان وزير الخارجية وليس غيره كـوزير الدفاع مثلاً.

 

كفالة تركية

من جانبه يصف عضو الأمانة العامة للمؤتمر الوطني الديموقراطي السوري والأستاذ في العلوم الدبلوماسية والاستراتيجية، حسان فرج في حديث لــ”نورث برس”، تصريح سيرغي لافروف بـ “البالغ الأهمية”, ويفسره بأنّه “لم يعد هناك أعداء لروسيا لتقاتلهم على الاراضي السورية” وذلك نتيجة التوافقات التي تمت وستتم مع كل من تركيا وإيران.

ويقول السياسي السوري: “الظاهر بإنّ تركيا ستتكفل بنزع سلاح جبهة النصرة والفصائل المتشدّدة في المناطق التي تسيطر عليها”.

ويولي حسان فرج أهمية للقمة الثلاثية التي تُعقد في أنقرة بين كل من روسيا وتركيا وإيران الاثنين.

كما يتوقع فرج أن تشهد العملية السياسية دفعاً نحو الأمام ويستذكر” اتفاق بوتين ماكرون قبيل قمةG7 , اتفاق الآلية الأمنية في مناطق شرقي الفرات” حيث من المتوقع أن تبدأ اللجنة الدستورية عملها نهاية الشهر الجاري.

 

أمر واقع

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد تحدث أيضاً عن أهمية تشكيل اللجنة الدستورية, واعتبرها انطلاقة لمفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية.

وكان قرار تشكيل اللجنة الدستورية قد اتُخذ أثناء مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي رعته روسيا بمدينة سوتشي.

الخبيرالأمني والاستراتيجي بالشؤون الدولية الدكتور رجائي حرب، يقول لــ”نورث برس”: التصريح الروسي نتيجة تفاهمٍ رباعيٍ بين كل من الولايات المتحدة, روسيا, تركيا والحكومة السورية.

وعن تفاصيل “التفاهم” يقول الخبير الاستراتيجي: “هناك مفاوضاتٌ تحت الطاولة, وبعيدةٌ عن أعين الإعلام العالمي”.

ويضيف الدكتور رجائي حرب: “التفاهم الرباعي يعني القبول بالأمر الواقع، أي بقاء بشار الأسد على رأس السلطة الحاكمة, احترام التواجد الروسي في سوريا, الأمريكي في شمال وشرقها وكذلك التركي في شمال غربها”.

ويتسائل الخبير الأمني والاستراتيجي: “هل ستصمد هذه التفاهمات أمام الخلاف الأمريكي-التركي حول المنطقة الآمنة في شمال شرقي سوريا أم أنّها ستحل هذا الاختلاف عبر وجهات النظر؟ “.

المصدر: npa