محمد يحيى مكتبي الأمين العام الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض: نناشد العالم لتقديم يد العون للسوريين.. الوضع مأساوي فاق الوصف

بلغت حصيلة الضحايا في عموم سورية (مناطق النظام والمعارضة) أكثر من 2000 ضحية جراء الزلزال الذي وقع فجر الإثنين ، وتستمر المناشدات الدولية لإنقاذ السوريين من محنتهم  ووضع الخلافات جانباً وفكّ الحصار الذي جوّع الشعب وزاد من أزماته.

يناشد محمد يحيى مكتبي، الأمين العام الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض، في حوار مع المرصد السوري لحقوق الانسان، المجتمع الدولي لتقديم العون للسوريين المنكوبين ، موضحا مأساوية الوضع الانساني في مختلف المناطق التي ضربتها هذه الكارثة الطبيعية.

س-بغض النظر عن المواقف السياسية، ألا تدعو  الكارثة التي حلت بالسوريين  المجتمع الدولي إلى تجاوز حساباته السياسية لإنقاذ الأرواح ورفع الحصار باعتبار أن الكوارث لاتعرف حدودا ولاسياسة؟

ج- بالتأكيد نوجّه نداء استغاثة عاجلا إلى دول العالم كافة والمنظمات الدولية والجهات التي تعنى بالمواضيع الإنسانية بتقديم يد العون لكل السوريين في مختلف المناطق المنكوبة،  فالكارثة التي عاشتها سورية  هي كارثة إنسانية  تفوق التصوّرات..  آلاف الجرحى والمنكوبين ينتظرون الدعم، فضلا عن العالقين تحت الأنقاض،  ونحن بحاجة ماسة إلى آليات ثقيلة من المجتمع الدولي لإرسالها إلى داخل المناطق السورية لرفع الأنقاض ومسابقة الزمن لإنقاذ الأرواح البشرية.

س-الوضع في سورية كارثي بالأساس بفعل الحرب  والدمار والحصار ، هل حان الوقت مع كارثة حدوث الزلزال لإدراك أهمية  وأولوية كرامة الإنسان قبل أي اعتبار آخر؟

ج- بالتأكيد كرامة الإنسان وصيانتها هي أولوية قصوى نعمل على ضمانها ونحن حريصون على أن يكون  للإنسان السوري كرامته لا أن تتسلط عليه الأجهزة الأمنية القمعية والعسكرية من هذا الطرف أو ذاك، فهذه الكارثة التي تنضاف إلى المآسي الأخرى وجب أن تجعل الجميع يرتقون فوق كل الحسابات السياسية أو المصلحية الضيقة، للملمة الجراح وتجاوز الانقسام .  

س- ماهي صورة الأوضاع في شمال سوريا بعد هذه الكارثة خاصة في ظل انعدام الإمكانيات اللوجستية والمساعدات المطلوبة للإنقاذ والاحاطة  في بلد منقسم بين سلطات دمشق ومناطق خارجة عن سيطرتها في الشمال؟ 

ج- مع تقديرنا  لكل الجهات التي قدمت يد العون طوال السنوات الماضية للسوريين، ندرك بالتأكيد حجم الكارثة التي  يعيشها الشعب السوري الآن جراء الزلزال وهناك بالفعل شحّ في الإمكانيات اللوجستية والموارد التي تلبي احتياجات الناس، وهو يضاف إلى المعاناة الطويلة التي ذاق مرارتها السوري منذ 2011 نتيجة تمسك النظام بالسلطة وبسبب داعميه الذين لم يرضوا بالحلّ السياسي بل كان ولا يزال إيمانهم بالحلّ العسكري قويا ، ذلك الحل الذي قضى على حوالي 80 بالمائة من البنية التحتية في بلادنا..  المطلوب اليوم هو أن يكون هناك فعلا مسألتان، أولاهما  الضغط على النظام ومن يدعمه من أجل تنفيذ  القرارات الدولية المتعلقة بالحل السياسي والمسألة الثانية هي الوفاء بالالتزامات التي قطعتها الدول  على نفسها في مؤتمرات المانحين السابقة  والتي كان آخرها في نيسان الماضي في بروكسل.

س- كارثة الزلزال تنضاف إلى سلسلة طويلة من الكوارث عاشتها سوريا منذ اثني عشر عاما، ألا تدفع كارثة الزلزال الحالية التي لا تفرق بين مؤيد أو معارض، مسلم أو مسيحي، صغير أو كبير، القوى الوطنية عن اختلاف توجهاتها إلى العمل جديا على وضع خارجة الطريق لإخراج سوريا من محنتها السياسية حتى تكون على الدوام قادرة بوحدة شعبها على مواجهة التحديات والكوارث باقتدار؟ 

ج- خارطة الطريقة لإخراج سورية من محنتها وفتح صفحة جديدة  واضحة، وهو ما نؤكد عليه دائما ويتجلى عبر تطبيق القرارات الدولية وخاصة  بيان جنيف رقم1  والقرار 2218  والقرار 2254، هذه القرارات التي وضعت خارطة طريق واضحة جدا  من أجل الانتقال السياسي السلس في بلادنا وتشكيل حكم ذي مصداقية  لا طائفي ويشمل الجميع دون إقصاء وبعد الفترة الانتقالية  يكون هناك انتخابات ويصل عبرها  ممثلو شعب حقيقيون إلى سدة الحكم وهكذا  نكون قد وضعنا  الخطوة على بداية الطريق الصحيح لانتشال سورية من هذا الواقع المرير. فالكارثة الزلزالية أدَّت رسالتها للجميع، ووفَّرت الفرصة لاستخلاص العبر لاتخاذ إجراءات ورؤية جديدة لإنقاذ أبناء الشعب الواحد.