مخابرات النظام الجوية تعتقل 115 مواطناً من غوطة دمشق الشرقية ومدينة التل من ضمنهم 7 عاملات في مراكز طبية قبيل سيطرة النظام على المنطقة
محافظة ريف دمشق – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تشهد غوطة دمشق الشرقية عمليات اعتقال من قبل مخابرات النظام، بشكل متصاعد الوتيرة، وطالت هذه العمليات مواطنات وعاملين في مجالات طبية ومعارضين للنظام أجروا “تسويات ومصالحة” سابقاً مع قوات النظام، بعد اتفاق التهجير لذي خرج بموجبه عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وعوائلهم، إلى الشمال السوري، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري من مصادر موثوقة، فإن مخابرات النظام اعتقلت 7 مواطنات من مدينتي سقبا وحمورية، كن يعملن سابقاً في المجال الطبي بالنقاط الطبية في غوطة دمشق الشرقية، حيث جرى نقلن إلى العاصمة دمشق، إلى أحد أفرع مخابرات النظام، للتحقيق معهن حول تفاصيل عملهن والفترة التي خدموا فيها في المراكز الطبية، كما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 72 ساعة الأخيرة اعتقال قوات النظام لثلاث مواطنات، إضافة لاعتقال أكثر من 75 آخرين من دوما وسقبا وحمورية ومسرابا وجسرين وزملكا وعين ترما وحزة ومناطق أخرى في غوطة دمشق الشرقية، ورصد المرصد السوري تركز الاعتقالات خلال ساعات المساء، حيث تعمد مخابرات النظام لمداهمة منازل المواطنين واعتقالهم بعد تفتيش المنازل، كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان حملة أمنية من قبل قوات النظام في مدينة التل، في ريف دمشق، حيث جرى نصب حواجز وتنفيذ مداهمات وتفتيش للمنازل والمحال التجارية، بحثاُ عن مطلوبين لخدمة التجنيد الإجباري، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال نحو 30 شاباً ونقلهم إلى ثكنات جيش النظام.
ونشر المرصد السوري قبل أيام أنه، لا تزال عموم المناطق التي شهدت “مصالحات وتسويات” مع قوات النظام كالغوطة الشرقية والقلمون الشرقي ودرعا وغيرها، تشهد استمرار الحملات الأمنية المتمثلة بالمداهمات والاعتقالات، التي تنفذها قوات النظام الأمنية، بذرائع مختلفة، على الرغم من “التسويات” التي جرت في تلك المناطق، إذ يواصل المرصد السوري لحقوق الإنسان رصده لتلك الحملات التي تجري بشكل شبه يومي في ظل تعتيم إعلامي وتغييب للمعاناة التي يعيشها من تبقى من سكان في مناطق “المصالحات” آنفة الذكر، حيث تشهد مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية استنفاراً لقوات النظام وأجهزتها الأمنية وذلك عقب اقتراب الأشهر الستة من الانقضاء، وهي المدة التي قدمها الروس كضمان لمن قرروا البقاء وإجراء “تسويات ومصالحات” للالتحاق بالخدمة الإلزامية للمجندين الجدد والمتخلفين والمنشقين عن قوات النظام، حيث تشهد دوما استنفار للشرطة العسكرية وفرع أمن الدولة التابع للنظام السوري، بحثاً عن مطلوبين بالتزامن مع تنفيذها حملات دهم منذ يوم أمس الخميس، كذلك علم المرصد السوري أن الأفرع الأمنية وضعت قوائم بأسماء المطلوبين للخدمة الإلزامية وسيتم تسليمها للنقاط الأمنية في غوطة دمشق الشرقية ليتم تبليغ المطلوبين على أن يجري التحاقهم بمدة أقصاها 7 أيام، فيما أقدمت قوات النظام على اعتقال أكثر من 20 شخص من أبناء الضمير وهم مقاتلون سابقون لدى الفصائل ممن أجروا “تسويات” في المنطقة، حيث جرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
المرصد السوري نشر في الـ 5 من أيلول الجاري، أنه لا تزال قوات النظام تواصل حملاتها الأمنية وتشديدها على سكان غوطة دمشق الشرقية، والمتبقين منهم في مدن وبلدات الغوطة، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام قوات النظام بعملية التدقيق والبحث في سجلات الداخلين والخارجين، من وإلى غوطة دمشق الشرقية، فيما إذا كانوا مطلوبين لجهات أمنية، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن قوات النظام عمدت في الآونة الأخيرة لاستبدل حواجز قواتها العسكرية في محيط غوطة دمشق الشرقية، وفي مناطق مثل المليحة وعين ترما، وحواجز قوات الحرس الجمهوري، إلى حواجز تتبع لأفرع أمنية، من ضمنها فرعي المخابرات الجوية وأمن الدولة، كذلك أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تعمد في الأيام الأخيرة إلى تنفيذ حملات تفتيش في منطقة المحمدية ومزارع الأشعري وبساتين منطقة المرج، حيث تقوم بشكل يومي بتفتيش المنطقة وإجراء عمليات مسح بحثاً عن أسلحة مخبأة، يرافقهم في عملية التفتيش مختصون يحملون الأجهزة لكشف السلاح المدفون، كما يصاحبهم مقاتلون سابقون في صفوف الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية، ممن عمدوا لـ “تسوية أوضاعهم”، كما نشر في الـ 26 من آب / أغسطس الفائت من العام الجاري 2018، عن مواصلة قوات النظام تنفيذ عمليات المداهمة والاعتقالات في الغوطة الشرقية، بريف العاصمة دمشق، حيث أكدت مصادر أهلية للمرصد السوري أن قوات النظام تعمل على تنفيذ مداهمات يومية ومتتالية في مدن وبلدات بغوطة دمشق الشرقية، بحثاً عن “مطلوبين لها”، كما تقوم بعملية اقتيادهم إلى أفرع أمنية في العاصمة دمشق، وتعرضهم للتحقيق والاستجواب في مسائل محددة، فيما أكد الأهالي وبعض من اعتقلوا وجرى الإقراج عنهم، أن التحقيقات تتعلق بالتواصل مع المهجرين من الغوطة الشرقية إلى الشمال السوري، وتواجد أبنائهم في الشمال السوري، والعمل سابقاً في مؤسسات تابعة لجهات معارضة أو جهات إقليمية ودولية، لتتصاعد أعداد من اعتقلوا لنحو 300 شخص خلال الأسبوع الأخير، أيضاً كان المرصد السوري نشر خلال الأيام الفائتة أن غالبية الاعتقالات، طالت أشخاصاً في الغوطة الشرقية، بتهمة “التحقيق في مصادر الأموال للمؤسسات الإغاثية والطبية في الغوطة الشرقية”، وسط استياء من عمليات الاعتقال التي تطال سكان المنطقة ومن رفضوا الخروج منها، بين الحين والآخر، في سلسلة عمليات المداهمة والتفتيش والاعتقالات، التي تقوم بها قوات النظام وأفرعها الأمنية، بحق من تبقى من سكان غوطة دمشق الشرقية، حيث يجري بين الحين والآخر، تنفيذ مداهمات في بلدات ومدن ومزارع في الغوطة الشرقية، بحثاً عن “مطلوبين” أو أسلحة، بالتزامن مع عمليات استدعاء أشخاص معيين وفقاً لقوائم إسمية، تهدف لإجراء تحقيقات مع الأشخاص الذين عملوا في مؤسسات إغاثية وإنسانية وطبية وعسكرية ومجالس محلية وفرق إنقاذ والدفاع المدني، خلال فترة سيطرة الفصائل الإسلامية على الغوطة الشرقية، قبيل تهجير عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين نحو الشمال السوري، إذ كان رصد المرصد السوري استدعاء الأشخاص الذين عملوا في الدفاع المدني سابقاً، من قبل أفرع النظام الأمنية، التي أجرت تحقيقات معهم، ومن ثم جرى إعادتهم إلى الغوطة الشرقية، دون السماح لهم بالمغادرة نحو خارج الغوطة الشرقية، أيضاً كانت قوات النظام فرضت على سكان الغوطة الشرقية، “موافقة أمنية”، في حال رغبتهم بالخروج نحو العاصمة دمشق، حيث جرى فرض هذا الإجراء، وأكدت مصادر أهلية للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن حواجز النظام فرضت على سكان الغوط الشرقية، التوجه إلى الضباط المسؤولين عن الغوطة الشرقية، والحصول على “أمر مغادرة”، للسماح لهم بالخروج عبر الحواجز إلى العاصمة دمشق، وأكد الأهالي أن الورقة تمنح بعد إجراء تحقيق سريع مع طالبي ورقة “أمر المغادرة”، ويتضمن التحقيق أسئلة حول ذويهم ومن تبقى منهم داخل الغوطة، ومن خرج منهم نحو الشمال السوري أو خارج سوريا، فيما تحدثت مصادر عن منع قوات النظام من كانوا يعملون في مجالات طبية أو إغاثية، أو ضمن جهات معارضة للنظام في الغوطة، وبقوا في الغوطة الشرقية لـ “تسوية أوضاعهم” بالخروج نحو دمشق