مخابرات النظام الجوية تعتقل 18 عنصراً سابقاً في الدفاع المدني من غوطة دمشق الشرقية بعد أشهر من “تسويتهم لأوضاعهم” بعد تهجير السكان

36

محافظة ريف دمشق – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مخابرات النظام عمدت خلال الأيام السابقة وعلى دفعات إلى اعتقال أكثر من 18 شخص ممن كانوا سابقاً من “الدفاع المدني” إبان سيطرة الفصائل على الغوطة الشرقية، حيث جرى اعتقال الأشخاص الـ 18 من قبل المخابرات الجوية في كل من سقبا وحرستا وزملكا بالغوطة الشرقية، دون معلومات عن أسباب الاعتقالات هذه على الرغم من إجرائهم تسويات ومصالحات بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة، ونشر المرصد السوري يوم أمس السبت، حالها كحال جميع المناطق التي عاودت قوات النظام بسط سيطرتها عليها عبر عمليات عسكرية بمؤازرة حلفائها أو عبر “مصالحات وتسويات”، تعيش مدن وبلدات وقرى الريف الحمصي الشمالي حملات أمنية لمخابرات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها، المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد خلال الأيام القليلة السابقة حملات أمنية متصاعدة في معظم الريف الحمصي الشمالي التي جرى فيها “مصالحات وتسويات” أسفرت عن عشرات حالات الاعتقال كان لمدينة الرستن النصيب الأكبر منها، إذ وثق المرصد السوري اعتقال قوات النظام عبر مخابراتها لأكثر من 60 شخص منتصف الاسبوع المنصرم غالبيتهم في مدينة الرستن ومعظمهم من الأطفال دون سن الـ 18، وترافقت الاعتقالات هذه مع انتشار قصاصات ورقية في الرستن عند المسجد العمري جاء في بعضها “”حركة أحرار الشام الإسلامية.. قوات المغاوير.. فوج أبو بكر الصديق.. خلف خطوط العدو””، ونشر المرصد السوري يوم أمس الجمعة، أن أجهزة النظام الأمنية تواصل حملاتها في غوطة دمشق الشرقية، حيث نفذت المخابرات التابعة لها حملة دهم واعتقالات في بلدة كفربطنا، أسفرت عن اعتقال 12 شخصاً على الأقل بينهم مقاتلين سابقين لدى الفصائل ممن أجروا “مصالحات وتسويات”، وأشخاص آخرين كانوا يعملون في الإغاثة إبان سيطرة الفصائل على الغوطة الشرقية، فيما لم ترد حتى اللحظة معلومات عن أسباب الاعتقال، ونشر المرصد السوري في الـ 20 من شهر فبراير الفائت من العام الجاري، أنه خلال الأيام القليلة الماضية تحصين مكثف لقوات النظام والمسلحين الموالين لها لحواجزها في الغوطة الشرقية بالمتاريس الترابية والكتل الإسمنتية، وأكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحواجز في الغوطة الشرقية ومحيطها وخاصة المتواجدة في المنطقة الفاصلة بين العاصمة وغوطتها الشرقية شهدت في الأسبوع الفائت عمليات تحصين مزدوجة بالمتاريس الترابية والكتل الإسمنتية، وذلك عقب تغيير في تركيبة الحاجز من قبل قوات النظام حيث استبدل عناصر “الحرس الجمهوري” بعناصر تابعة لفرعي المخابرات الجوية والأمن العسكري، لإجراء عمليات تفييش وتدقيق أكبر على الخارجين والداخلين إلى المنطقة، بالإضافة حسب مصادر محلية من أجل تشديد القبضة الأمنية على المنطقة وخصوصاً ماتتمتع به سمعة الفرعين السيئة السيط بالنسبة للمواطنين ومعاملتهم وإعتقالاتهم وتعذيبهم

فيما كان نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 17 من شهر شباط / فبراير الجاري أنه علم أن شاب من مدينة حرستا استشهد تحت التعذيب داخل المعتقلات الأمنية التابعة لقوات النظام، وذلك عقب اعتقاله من على أحد الحواجز عند أطراف العاصمة دمشق منذ 15 يوماً، ومن الجدير ذكره أن الشاب الذي استشهد كان قد أجرى “تسوية ومصالحة” في مدينة حرستا بغوطة دمشق الشرقية، إبان معاودة قوات النظام السيطرة على المنطقة هناك، ونشر المرصد السوري في الـ 14 من شهر فبراير الجاري، أن قوات النظام قامت بقتل فتى في الـ 17 من عمره أثناء مروره على حاجز لها في ريف دمشق الغربي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري أن قوات النظام المتمركزة على حاجز مملوك على أطراف بلدة زاكية بريف دمشق الغربي، قامت بإطلاق النار مباشرة على شاب أثناء مروره بسيارة قرب الحاجز، حيث أكدت المصادر أن السيارة لم تستطع التوقف على الحاجز، فبادر عناصر الحاجز لإطلاق النار عليها، ما أسفر عن مفارقة شاب كان يستقل السيارة للحياة، ما أشعل التوتر في أوساط السكان وسط استياء من هذه التصرفات المستمرة والتي تودي لخسائر بشرية في كل مرة، فيما يأتي هذا التوتر الذي يسود أوساط عناصر قوات النظام عقب عمليات متواصلة في ريفي درعا ودمشق، من عمليات كتابات على الجدران ومهاجمة حواجز من قبل مسلحين مجهولين، وتمزيق صور لرأس النظام السوري، حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 6 من شهر شباط / فبراير الجاري أنه علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، من عدد من المصادر المتقاطعة، أن مجهولين أقدموا على تمزيق صورة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، في ساحة منطقة قدسيا، ترافقت مع كتابة عبارات مناهضة للنظام السوري، على جدران في لابلدة، جاء فيها:: الشعب يريد إسقاط النظام..ارحل…حرية للأبد”، عقبه توتر في البلدة واستنفار لا يزال مستمراً بحثاً عن الفاعلين لاعتقالهم، كما جرت عمليات إزالة العبارات من الجدران التي كتبت عليها، وتأتي هذه الحادثة بالتزامن مع التصعيد في الجنوب السوري، ضمن محافظة درعا، من كتابة عبارات مناهضة للنظام على الجدران في ريف درعا إضافة للهجوم من قبل “المقاومة الشعبية”، على مفارز ومواقع لقوات النظام، كما تأتي بعد ما نشره المرصد السوري في الـ 22 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام 2018، عن أن ريف دمشق الجنوبي، وبالتحديد بلدة يلدا التي شهدت تهجير مقاتلين فيها وسكان من الرافضين لاتفاق “المصالحة مع النظام”، شهدت توتراً مترافقاً مع مواصلة قوات النظام التشديد الأمني فيها، بعد أن أكد الأهالي قيام مسلحين مجهولين بإطلاق النار من على دراجة نارية، نحو مفرزة أمن لقوات النظام على أطراف بلدة يلدا في الريف الجنوبي للعاصمة دمشق، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، والذي عقبه إغلاق الشوارع المؤدية للمفرزة بحواجز إسمنتية من قبل قوات النظام، حيث تأتي هذه الأحداث الأمنية عقب أيام من تمزيق مجهولين لصورة رأس النظام السوري بشار الأسد، والتي كانت معلقة على المركز الصحي في البلدة، لتعقبها هي الأخرى، حملة إعتقالات ومداهمات في البلدة بحثاً عن منفذي العملية

كذلك جاءت هذه العمليات توازياً مع إرسال قوات النظام لقوائم جديدة للاحتياط من آلاف المطلوبين من دمشق وغوطتيها ومحيطها حيث نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 18 من شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، أنه علم من مصادر موثوقة، أن النظام السوري أرسل قوائم جديدة، تضم آلاف المطلوبين للخدمة “الاحتياطية” في دمشق وريفها، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن القوائم الجديدة التي جرى إرسالها إلى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم بريف دمشق الجنوبي، ومنطقة التل بريف دمشق وحي برزة بالأطراف الشرقية للعاصمة، تضم أكثر من 5000 اسم للالتحاق بالخدمة الاحتياطية، وأبلغت المصادر المرصد السوري أن أعمار المطلوبين تراوحت بين مواليد الـ 1976 والـ 1985، على أن يسلموا أنفسهم خلال مدة 15 يوماً، وإلا سيتعرضوا للملاحقة الأمنية والاعتقال، وأضافت المصادر أن من بين الأسماء المطلوبة عدد كبير ممن جرى تهجيره إلى الشمال السوري على خلفية اتفاق التهجير الذي تم هناك في أيار / مايو الفائت من العام الجاري 2018، كما ضمت القوائم أسماء شهداء من مدنيين ومقاتلين فارقوا الحياة بوقت سابق إبان سيطرة الفصائل على المنطقة جراء قصف جوي وصاروخي واشتباكات مع قوات النظام، على صعيد متصل وفي الريف الدمشقي أيضاً، وصلت قوائم أسماء جديدة للمطلوبين للخدمة الاحتياطية في جيش النظام إلى مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، حيث وصلت آلاف الأسماء إلى المنطقة، وفي تفاصيل القوائم الجديدة، فإن نحو 1000 اسم وصل إلى حرستا، و800 إلى دوما، و700 إلى عربين، وبلدة العبادة 300 اسم فضلاً عن المئات من الأسماء الأخرى توزعت على عموم مدن وبلدات الغوطة الشرقية المتبقية.