مدير المرصد السوري: مصر “عماد الأمة العربية”.. وتستطيع لعب دور كبير
قال رامى عبدالرحمن، مدير ومؤسس المرصد السورى لحقوق الإنسان، إن ضحايا العنف فى سوريا منذ بدايته فى مارس 2011، وصل إلى 255 ألف قتيل، إضافة إلى أكثر من مليون و600 ألف مصاب، ونزوح ما يقرب من 11 مليون مواطن سورى، موضحاً فى أول حوار له مع جريدة مصرية، «الوطن»، أن حل الأزمة السورية لن يأتى بـ«الحرب»، ولكن عن طريق مفاوضات «أمريكية – روسية – سعودية – إيرانية»، للاتفاق على رحيل نظام بشار الأسد، وإقامة حكومة انتقالية.
وأشار «عبدالرحمن» إلى أن سوريا دخلت بالفعل مخطط التقسيم، إذ يسيطر تنظيم داعش الإرهابى على نحو 50% من الأراضى، فى الوقت الذى يسيطر فيه نظام الأسد على حوالى 24% من مساحة سوريا، وأنهم رصدوا حالات سبى لسنيات مسلمات معظمهن زوجات ضباط فى الجيش السورى و«داعش» يعتبرهن مرتدات وكفاراً، مشيراً إلى أن هناك مئات المصريين المنضمين لتنظيم داعش وأحرار الشام وجبهة النصرة وكافة الفصائل الأخرى، وأحدهم كان المشرع الرئيسى لأحرار الشام، وقُتل فى شهر مارس الماضى، أما «داعش» فيضم الكثير من المصريين فى مناصب قيادية، وتحدث عن الجرائم البشعة التى تم رصدها من قبل تنظيم داعش، من بينها الإعدام الجماعى وقضايا رجم بالحجارة وقطع للرؤوس، مؤكداً أن «جرائم داعش لا تعد ولا تحصى».
■ هل يمكن أن يكون نظام بشار الأسد جزءاً من الحل خاصة مع دعم روسى إيرانى ومعارضة سعودية له؟
– دعنا نقل إن بشار الأسد لا ينبغى أن يكون له دور، وكل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية كائناً من كان، لذلك نقول إن كل من يريد أن يقول إن هناك حواراً مع القاتل والمجرم فهو مجرم لا يختلف عن هذا المجرم الذى يقتل أبناء الشعب السورى.
■ أين يختبئ بشار الأسد؟
– هو لا يختبئ، فهو موجود فى دمشق وفى قصره، والمرصد لا يدخله فى إطار التغطية الإعلامية، بشار لا يزال قوياً فى دمشق والساحل السورى والسويداء وقليلاً فى حماه وحمص، لكنه ضعيف فى باقى المناطق السورية.
■ وكيف يأتى الحل فى ظل الثورة المسلحة التى لن تفضى إلى حل؟
– ولن تفضى إلى حل، ولن يكون حلاً عسكرياً فى سوريا، الحل هو حوار «أمريكى – روسى – سعودى – إيرانى»، من أجل رحيل نظام بشار الأسد، وإقامة حكومة انتقالية تؤمن بوحدة الشعب السورى وتعطى الحقوق لكافة مكونات الشعب السورى الدينية والطائفية.
■ لكنك استثنيت مصر، هل لم يعد لها دور فى المعادلة السورية؟
– شاء من شاء وأبى من أبى، مصر هى عماد الأمة العربية، من يريد أن يستبعد دور مصر فهو يريد أن يستبعد أى دور عربى حقيقى، مصر ستبقى عماد الأمة العربية من أجل وجودها قادرة على طرح أى حل فى العالم العربى، ولكنى قلت إن الحل سعودى إيرانى، على أساس أن هناك فصائل مدعومة من السعودية وأخرى مدعومة من إيران.
■ هل غارات التحالف الدولى لضرب «داعش» تأتى بنتيجة؟
– هناك قتلى كثر من تنظيم داعش، ولكن أيضاً من الشعب السورى، فهناك أكثر من 140 ألف شهيد سورى، بينهم الكثير من الأطفال تغاضى عنهم التحالف الدولى الذى يقوم بالقصف بشكل يومى، على سبيل المثال، منذ أيام، كانت هناك غارة للتحالف الدولى، والصاروخ استهدف حافلة تقل 24 عنصراً من تنظيم داعش وتفحمت جثامينهم بشكل كامل.
■ هل ترى أن القوة العربية المشتركة يمكن أن تكون حلاً، أم سوريا بعيدة عن ذلك؟
– لو كانت هناك قوة عربية مشتركة حقيقية فاعلة، لاستطعنا أن نقول إنه يجب أن تكون هناك مناطق آمنة فى هذه القوة العربية المشتركة تكون مثالاً، عند ذلك سينتقل كل ما هو خاضع لسيطرة الظالمين والظلاميين وسوف يعمل على إقامة دولة سورية حقيقية.
■ هل المعارضة قادرة على لعب دور حقيقى وسط انقسامها الحالى؟
– معارضات سوريا ليست معارضة، عندما تتحد المعارضة السورية تكون جزءاً من الحل، وعندما تكون هناك معارضات سوريا فهى تبحث عن أماكن لها فى مستقبل سوريا وليس عن مستقبل سوريا نفسه.
■ كيف ترى الدور المصرى؟ وماذا تطلب منها؟
– مصر تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً جداً من خلال علاقاتها مع السعودية، ومن خلال وزارة الخارجية المصرية واللعب مع إيران وروسيا والولايات المتحدة من أجل الوصول إلى حل، لأنه إن لم يكن هناك حل نستطيع أن نقول إن الصومال جنة بالنسبة إلى سوريا.
■ وإذا لم تجدوا حلاً؟
– يجب أن يكون هناك حل سياسى، يقضى برحيل نظام بشار الأسد وإقامة حكومة انتقالية بانتخابات ديمقراطية، ومن لا يؤمن بالديمقراطية فى سوريا يجب أن يبحث عن مكان آخر ليقاتل به.
■ لكن بشار قال إنه أتى بالانتخابات وسيرحل بها أيضاً؟
– أى انتخابات، أيضاً رئيس كوريا الشمالية يقول إنه أتى بالانتخابات.
المصدر: الوطن