مركل لزيادة دعم لبنان في ملف النازحين وتربط عودتهم بالتعاون مع المنظمات الدولية
قدمت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل جرعة دعم سياسي واقتصادي للبنان، ووعدت بزيادة مساعداتها للنازحين السوريين في زيارتها التي استمرت 22 ساعة لبيروت حيث التقت رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون والبرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري، وخصصت أكثر من ساعة لتفقد التلامذة السوريين النازحين في إحدى مدارس العاصمة. وأعلنت أن «عودة اللاجئين لا بد أن تحدث بالتوافق والتنظيم والتعاون مع منظمات الإغاثة» (راجع ص5).
وبينما بدا التوافق بين مركل والحريري على مسألة عودة النازحين، ظهر واضحاً التباين بينها وبين عون الذي طلب منها «دعم ألمانيا موقف لبنان لعودتهم تدريجاً إلى المناطق الآمنة في سورية، وفصل هذه العودة عن الحل السياسي»، فيما قالت المستشارة أثناء لقائها معه وفي المؤتمر الصحافي الذي عقدته مع الحريري إن «الحل السياسي يساهم في الإسراع في إنهاء ملفهم». وعلمت «الحياة» أن الجانب الألماني تجنب الحديث عن الاشتباك الحاصل بين وزير الخارجية جبران باسيل ومفوضية الأمم المتحدة العليا لإغاثة اللاجئين، فيما لمحت مركل خلال المحادثات مع الحريري، إلى أن هذا الموضوع يخضع دائماً للمزايدات، و«هذا ليس مهماً، فعندنا في ألمانيا أيضاً يحصل ذلك، بل المهم هو معالجة العبء الذي يرزح تحته لبنان بسبب كثرة النازحين».
وفي الزيارة التي قامت بها للتلامذة السوريين برفقة وزير التربية مروان حمادة، حرصت مركل على التحدث إلى أمهات بعضهم، وسألتهن عن العودة، فأكدن لها رغبتهن في ذلك، لكنهن أضفن: «لا نريد في المقابل لرجالنا أن يصبحوا جنوداً يَقتلون ويُقتلون». وأبلغها حمادة «أننا معتزون بما نقوم به لتعليم الأطفال السوريين، ونريد نهاية سعيدة لهذه الأزمة بطريقة لا يدخل معها العائدون إلى زنزانات (الرئيس بشار) الأسد». وحدّثها عن العجز المالي في إغاثة النازحين، فوعدت بزيادة المساعدات. وأوضحت في المؤتمر الصحافي: «نريد طبعاً أن نساهم في حل سياسي يمكّن من عودة اللاجئين إلى سورية، وسنزيد المساهمة المالية (للنازحين) هذا العام، ونشعر بهذا الالتزام للنهوض بالوضع الاقتصادي». وقالت: «من مصلحتنا المشتركة أن نجد حلاً سياسياً ليكون الوضع أفضل في سورية، لكي نجهز البيئة التي يمكن من خلالها أن يعود السوريون». وقالت مصادر رسمية إن مركل أشارت إلى أن روسيا تأمل بممارسة ضغوط كي يَسمح وضع دستور بتسريع الحل السياسي، لكنّ هناك شكوكاً بنجاح ذلك.
وتميزت لقاءات مركل بعقدها 3 اجتماعات مع الحريري، أبرزها لقاؤهما المشترك مع الفريق الاقتصادي لرئاسة الحكومة ورجال أعمال لبنانيين ووفد كبير من المستثمرين الألمان رافقها في الزيارة، للبحث في آفاق المشاريع التي يمكن للقطاع الخاص الألماني المساهمة فيها، وفق الجدول الذي عرضته الحكومة اللبنانية في مؤتمر «سيدر». وكانت مركل واضحة في تأكيدها أكثر من مرة أن «على لبنان أن يقوم بالإصلاحات لكي يكون أكثر جذباً للاستثمارات»، ما دفع الحريري إلى تكرار التزام الحكومة اللبنانية «بشدة بهذه الإصلاحات، وسأضمن شخصياً أن تنفذ». وشدد على «أهمية وضع آلية متابعة للإصلاحات التي وردت في سيدر مع المجتمع الدولي، وأعربتُ لها عن أملي في أن تكون ألمانيا عضواً في لجنة المتابعة».
وكرر الحريري لمركل «موقف الحكومة بأن الحل الدائم والوحيد للنازحين السوريين هو في عودتهم إلى سورية في شكل آمن وكريم، لكن هذا لا يعني أن ندير ظهرنا لإخواننا الذين وقفوا معنا في مراحل كثيرة. ولا يمكن للبنانيين أن يتحملوا هذه العدد الكبير من النازحين، من دون أن يكون هناك نمو في الاقتصاد». وأشار إلى أن طرابلس والمنطقة الاقتصادية فيها يمكن أن تكونا منصة لإعادة إعمار سورية والعراق.
المصدر: الحياة