مزيد من الهجمات ضد قوات “غصن الزيتون” ترفع إلى 114 تعداد هجمات خلايا القوات الكردية منذ خسارتها لعفرين تزامناً مع تحركات روسية – تركية – سورية

28
انتهاكات، اعتقالات، سلب ونهب، أتاوات مفروضة بالقوة، وعمليات قتالية بين الحين والآخر، كلها تشهدها منطقة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف محافظة حلب، والتي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل المؤتمرة بأمرها، والمنضوية تحت راية عملية “غصن الزيتون”، فمع عمليات التوطين والانتهاكات المستمرة، والضغط من قبل القوات التركية عبر الفصائل المدعومة منها والعاملة تحت إمرتها، على المدنيين لترك منازلهم وممتلكاتهم والنزوح لخارج منطقة عفرين، تصاعدت المأساة الإنسانية لأبناء هذه المنطقة، فيما شهدت عفرين في المقلب العسكري، تصاعد العمليات القتالية بين كل من الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية “غصن الزيتون” المدعمة من تركيا من جهة، وبين خلايا لوحدات حماية الشعب الكردي من جهة أخرى، في منطقة ترنده بمحيط مدينة عفرين، ومحاور أخرى على خطوط التماس بين مناطق انتشار القوات الكردية وقوات النظام والقوات الإيرانية، والتي نجم عنها مصرع 6 على الأقل من عناصر عملية “غصن الزيتون”.
هذا الهجوم رفع إلى نحو 114 تعداد عمليات الاغتيال التي استهدفت القوات المسيطرة على منطقة عفرين، والتي تواصل منعها للمدنيين من العودة من ريف حلب الشمالي، نحو بلداتهم وقراهم ومساكنهم التي نزحوا عنها، إذ وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان تصاعد أعداد الخسائر البشرية نتيجة مواصلة ال هذه مجموعات من وحدات حماية الشعب الكردي تنفيذ عمليات استهداف للقوات التركية والفصائل في منطقة عفرين، حيث ارتفع إلى ما لا يقل عن 1575 عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الدفاع الذاتي الذين قضوا منذ بدء عملية “غصن الزيتون” فيما ارتفع إلى نحو 621 عدد عناصر القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية بينهم 83 جندياً من القوات التركية، ممن قتلوا وقضوا في الاشتباكات مع القوات الكردية في منطقة عفرين والاستهدافات التي تعرضوا لها، منذ بدء عملية “غصن الزيتون” في كانون الثاني / يناير من العام 2018، فيما كانت نفت مصادر قيادية من وحدات حماية الشعب الكردي، أن تكون لقواتها أو خلايا تابعة لها العلاقة أو المسؤولية عن الكثير من الاغتيالات وعمليات التعذيب والتي ظهر بعض منها في أشرطة مصورة، منسوبة إلى القوات الكردية، واتهمت المصادر خلايا أخرى تابعة لجهات أخرى بتنفيذ عمليات الاغتيال هذه ونسبها إلى القوات الكردية لغايات في نفسها، تهدف بشكل رئيسي من خلالها إلى تصعيد انتهاكاتها تجاه المدنيين، الذي بات استئياؤهم يتصاعد يوماً تلو الآخر، مع الإجراءات غير العادلة وغير الرحيمة، وصم القوات التركية القائدة لعملية “غصن الزيتون” آذانها عن الاستجابة لشكواهم.
وجاءت هذه الاشتباكات بعد نحو أسبوع من اشتباكات بين مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، ومسلحين من جهة أخرى، لم يعلم ما إذا كانوا من المسلحين الموالين للنظام، أم عناصر من القوات الكردية من جهة أخرى، في محيط منطقتي فافرتين وبرج حيدر الواقعة في القطاع الشمالي من ريف حلب، بالقرب من مناطق سيطرة قوات النظام في غرب بلدتي نبل والزهراء، وعلم المرصد السوري حينها أن 4 مقاتلين قضوا في الاشتباكات والاستهدافات، وأصيب أكثر من 7 آخرين بجراح، كما تأتي هذه الاشتباكات عقب تحركات متزامنة في شمال حلب، على مناطق انتشار كل من القوات الإيرانية والنظام من جهة، والفصائل المدعومة تركياً من جهة أخرى، إذ رصد المرصد السوري قيام القوات الإيرانية وقوات النظام باستقدام تعزيزات عسكرية إلى ريف حلب الشمالي، من العربات المدرعة ومئات العناصر إلى منطقة تل رفعت التي تنتشر فيها هذه القوات وتنتشر فيها كذلك القوات الكردية، وعلم المرصد السوري أن التعزيزات تأتي في إطار تحضيرات لصد هجوم مرتقب من الفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة تركياً نحو المنطقة بغرض السيطرة عليها والتقدم فيها، ليعقب ذلك استقدام تعزيزات من القوات التركية بشكل غير معلن عبر على إرسال الآليات والمدرعات إلى منطقة عفرين، بالتزامن مع عملية تعزيز مواقعها وقواعدها ونقاط تواجدها في محيط مدينة عفرين وفي ريفها.
المرصد السوري نشر أمس أنه تزداد معاناة أبناء عفرين الواقعة في شمال غرب حلب مع كل طلعة شمس ومع كل غياب لها، فلا مساكنهم تأويهم، ولا القائمون على “حمايتها” يتركونها وسبيلها، حتى يتدبروا أمرهم، فالفصائل المسيطرة من قوات عملية “غصن الزيتون” التي تقودها القوات التركية، لا تزال تمعن في انتهاكاتها بحق من تبقى من سكان في منطقة عفرين، من قتل وتعذيب وفرض أتاوات وغيرها من الأساليب، التي دفعت بمئات الأشخاص إلى النزوح بعد انقطاع آمالهم في أي لجم لكل من يعتدي عليهم في منازلهم التي بقوا فيها، إذ أبلغت مصادر أهلية المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات العوائل اضطرت إلى مغادرة منازلها وترك منطقة عفرين والنزوح نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرف الفرات، حيث أكدت الأهالي أن أسباب النزوح جاءت نتيجة الاعتقالات المتكررة من أكثر من فصيل، ممن يقومون باعتقال المواطنين وزجهم في المعتقلات مع تلفيق التهم لمعظمهم والامتناع عن الإفراج عنهم بدون دفع اتاوة تصل أحياناً لملايين الليرات السورية، كذلك فإن المصادر أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 1000 عائلة تتواجد في مناطق عين العرب (كوباني) ومناطق الجزيرة السورية، في شرق نهر الفرات، وتعاني من انعدام المساعدات المقدمة لهم، وبث الأهالي شكواهم عبر المرصد السوري بعدم تقديم أي نوع م المساعدة لهم، وإهمال معاناتهم من قبل الإدارات الذاتية في هذه المناطق، بالإضافة لشح فرص العمل، ووجه الأهالي عبر المرصد السوري نداءهم إلى الإدارات الذاتية الديمقراطية في كل من عين العرب (كوباني) والجزيرة، للقيام بواجباتهم تجاه نازحين خسروا كل شيء حتى أموالهم التي ادخروها لأنفسهم والتي دفعوها لقاء خروجهم من منطقة عفرين، على حواجز الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون”.
مصادر موثوقة أخرى أكدت للمرصد السوري أن عمليات فرض الأتاوات على حواجز الفصائل العاملة في عملية “غصن الزيتون” لا تزال مستمرة، حيث تجري عمليات فرض مبالغ مالية على السيارات والشاحنات والحافلات خلال مرورها في المنطقة، وبخاصة على الطريق الواصل إلى منطقة الباسوطة، كما أكدت المصادر أن مدينة عفرين تخلو عند منتصف ليل كل يوم، من أي تواجد مدني، فيما تنشط العناصر المسلحة من الفصائل، وتجري عمليات إطلاق نار يومية، رجحت مصادر أنها نتيجة عمليات سرقة تعمد إليها بعض المجموعات في الفصائل العاملة في منطقة عفرين والمدينة، كما أكدت المصادر أن عناصر فرقة عاملة في عملية “غصن الزيتون” نهبوا قبل 5 أيام، مستودعاً ضخمتً في وسط مدينة عفرين، يحتوي على أثاث منزل وأدوات كهربائية وتجهيزات المنازل، وجرى إفراغ المستودع بشكل شبه كامل ونقله إلى وجهة مجهولة، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس ما رصده من مواصلة الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة تحت راية قوات عملية “غصن الزيتون” انتهاكاتها بحق المدنيين من أبناء مدينة عفرين وريفها، حيث يجري بشكل دوري اعتقال المواطنين واحتجازهم وتهديدهم بالقتل في حال لم يقم ذووهم بإرسال فدية مالية، تبلغ ملايين الليرات السورية، حيث تجري عمليات ضرب وتعذيب وتهديد، بذريعة “شكوى مقدمة من الأهالي ضدهم”، كما يقومون بتوجيه اتهامات للمدنيين وتعذيبهم وضربهم والاعتداء عليهم خلال التحقيقات التي تجري في المعتقلات ومراكز الاحتجاز التابعة لهم، فيما ارتفع إلى نحو 40 عدد من اعتقلوا خلال الـ 48 ساعة الأخيرة في مدينة عفرين وريفها، من قبل عدة فصائل عاملة في المنطقة، على خلفية الهجمات التي جرت على خطوط التماس بين مناطق سيطرة قوات عملية “غصن الزيتون” ومناطق انتشار القوات الكردية في ريف حلب الشمالي الغربي.