مسؤول كبير في الصليب الأحمر: «دمار هائل» في غوطة دمشق… و الأمم المتحدة تأجيل إغاثة مخيم الركبان

9

وصف مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حجم الدمار الذي عاينه في الغوطة الشرقية قرب دمشق بأنه «هائل»، مؤكداً أن الاحتياجات الإنسانية ما زالت كبيرة، إثر زيارته المنطقة التي شكلت معقلاً بارزاً للفصائل المعارضة.
في غضون ذلك، قالت مسؤولة بالأمم المتحدة، إنه تقرر تأجيل إرسال قافلة مساعدات تقودها المنظمة الدولية إلى مخيم الركبان على الحدود السورية – الأردنية، كان من المتوقع أن تصل السبت.
ويحتاج آلاف المدنيين العالقين في المخيم المساعدات بشدة.
وذكرت فدوى عبد ربه بارود، المسؤولة في الأمم المتحدة في دمشق لـ«رويترز»، أن «القافلة المشتركة المزمعة بين الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري لمخيم الركبان، تأجلت لأسباب أمنية ولوجيستية».
إلى ذلك، قال مدير قسم العمليات في اللجنة الدولية دومينيك ستيلهارت، للصحافيين في بيروت، إثر عودته من سوريا: «لقد هالني حقاً حجم الدمار الذي وجدناه في الغوطة الشرقية. لم يسبق لي أن رأيت شيئاً مماثلاً لذلك».
وتعرضت الغوطة الشرقية لحصار استمر سنوات، قبل أن يشن الجيش السوري بدعم روسي عملية عسكرية واسعة النطاق في فبراير (شباط)، انتهت في أبريل (نيسان) بسيطرته على كامل المنطقة التي كانت تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق. وتسبب القصف والغارات خلال الهجوم في مقتل أكثر من 1700 مدني.
وبموجب اتفاقات بين الحكومة والفصائل أبرمتها روسيا، تم إجلاء عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين على دفعات إلى شمال سوريا.
ورغم مرور ستة أشهر على انتهاء المعارك، فلا يزال الدمار يطغى على المشهد في الغوطة الشرقية، في ظل غياب شبه تام للبنى التحتية. وبدأ النازحون إلى مناطق مجاورة بالعودة تدريجياً إلى منازلهم، وإن بشكل غير جماعي.
وأوضح ستيلهارت: «في بعض المناطق من الغوطة الشرقية، كما في حرستا حيث كنا، فإن نحو تسعين في المائة من البنى التحتية مدمرة بشكل كامل».
وتابع: «حجم الدمار هناك حقاً صادم».
وتوزع اللجنة الدولية للصليب الأحمر المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية الأخرى على السكان والنازحين المحتاجين في سوريا. كما تتولى إصلاح شبكات الإمداد بالمياه، ودعم الخدمات الطبية في مناطق عدة، بينها الغوطة الشرقية.
وفي بلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية، نقل ستيلهارت مشاهدته لطفل يتلقى إسعافاً طارئاً من قبل أربعة أشخاص داخل مرفق طبي. وقال إن «الضوء الوحيد الذي كان متاحاً، كان من هاتف خلوي».
وأضاف: «هذه هي الظروف التي يمكن توقع مشاهدتها خلال النزاع، ولكن ليس بعد ستة أشهر» من انتهائه.

المصدر: الشرق الأوسط