مسيحيو مدينة رأس العين بين مطرقة التهجير مع تبدل القوى العسكرية.. وسندان المتاجرة الإعلامية بملفهم من قبل “الائتلاف والفصائل”

116

كان لتبدل القوى العسكرية المسيطرة على مدينة رأس العين (سري كانييه) الواقعة عند الحدود السورية-التركية بريف الحسكة، على مدار السنوات، آثر كبير على الوجود المسيحي في المدينة، حيث كان يقطن في المدينة أكثر من 210 عوائل من أتباع الديانة المسيحية قبل عام 2012، وبعد سيطرة هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” والفصائل على المدينة عام 2013، فرت معظم العوائل المسيحية من المدينة، قبل أن يعود قسم منها بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدينة، وبلغ عدد العوائل المسيحية في رأس العين إبان سيطرة قسد نحو 40 عائلة، إلا أن الهجوم التركي برفقة الفصائل الموالية لها على المدينة ضمن عملية “نبع السلام” العسكرية في تشرين الأول 2019، أدى لفرار العوائل مجدداً، وبعد السيطرة التركية لم يتبقى في المدينة إلا 14 شخص فقط من أتباع الديانة المسيحية في المدينة لحماية المقدسات والممتلكات التابعة لهم، بينما باقي العوائل المسيحية المنحدرة من رأس العين متواجدة الآن في أماكن متفرقة كالقامشلي والحسكة وتل تمر وقسم كبير منهم هاجر إلى خارج سورية كأميريكا وكندا، والسويد ودول أوربية أخرى.
وبعد جولة رئيس الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري في عفرين ومن ثم إقليم “كردستان العراق” لاستغلال الملف الكردي والترويج لأن الائتلاف يقوم بحماية “الكرد وممتلكاتهم” وإعطاء تطمينات وضمانات إعلامية لا تمت للواقع بصلة، أطل نصر الحريري قبل أيام من كنيسة مار توما للسريان الأرثوذكس في مدينة رأس العين والتقى مع من تبقى من الشخصيات المسيحية في المنطقة في محاولة “إعلامية” جديدة لإيصال صورة للغرب هذه المرة بأن الائتلاف وفصائله المسلحة يعتنون بالمواطنين المسيحيين، وتناسى على ما يبدو الدكتور نصر الحريري سرقة هذه الفصائل للكنيسة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2020، حيث أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، بأن الفصائل الموالية لتركيا سرقوا مقتنيات كنيسة “مار توما” للسريان الأرثوذكس في حي الكنائس برأس العين، وتشمل المقتنيات المسروقة، معدات معدنية ونحاسية وأجهزة كهربائية وفق مصادر أهلية، واتهم عناصر الفصائل الموالية لتركيا لصوص محليين بسرقة مقتنيات الكنيسة.