مشفى الشحيل العام يواجه أزمة حادة ومطالبات بتدخل دولي عاجل
يعد مشفى الشحيل العام أحد المرافق الصحية الحيوية التي تخدم أكثر من 200,000 نسمة في ريف دير الزور الشرقي، حيث تعاني المنطقة من واقع صحي صعب. ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الكادر الطبي، يعاني المشفى من نقص حاد في المعدات الطبية الحديثة والبنية التحتية، ما يحد من قدرتها على تقديم خدمات طبية فعّالة. هذا المشفى، الذي يعد الملاذ الوحيد للكثير من المرضى، يواجه تحديات متعددة تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لضمان استمرارية خدماته وتحسينها.
التحديات الصحية في المنطقة تفاقمت نتيجة الحروب المستمرة، مما أدى إلى تدمير العديد من المنشآت الطبية وزيادة الضغط على المشافي المتبقية. هذا الواقع الصعب يوضح حاجة مشفى الشحيل إلى دعم دولي لتوفير المعدات الطبية الضرورية واستعادة القدرة على معالجة الحالات الطارئة والمعقدة. بحسب الدكتور (ح.ع) أحد الأطباء المحليين، فإن تدهور الوضع الصحي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية إذا لم تتم الاستجابة السريعة.
من أبرز المشاكل التي يعاني منها المشفى نقص الأجهزة الطبية المتطورة، ما يعوق قدرة الأطباء على إجراء العمليات الجراحية المعقدة. ويشير الدكتور (م.ع) إلى أنهم في كثير من الأحيان يضطرون لتأجيل العمليات الطارئة بسبب نقص المعدات، ما يعرض حياة المرضى للخطر. كما أن البنية التحتية للمشفى لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، حيث يعاني البناء القديم من نقص في المساحات المخصصة للعلاج، مما يزيد من خطر انتشار العدوى بين المرضى.
كذلك، تعاني صيدلية المشفى من نقص حاد في الأدوية الأساسية، مثل الأنسولين وأدوية الأمراض المزمنة الأخرى. في هذا السياق، يروي أحد المرضى تجربته مع والدته المريضة بالسكري، حيث اضطر للبحث عن الأنسولين في السوق السوداء بعد أن تبين أنه غير متوفر في المشفى.
إلى جانب ذلك، تفتقر الأجهزة الطبية المستخدمة في غرف العمليات والعناية المركزة إلى الكفاءة والدقة، ما يؤثر على فعالية التشخيص والعلاج. إحدى الممرضات في المشفى تقول إن الأعطال المتكررة في بعض الأجهزة تشكل خطرًا على حياة المرضى، خاصة أثناء العمليات الجراحية.
إن الدعم الدولي لمشفى الشحيل يمثل خطوة ضرورية ليس فقط لتحسين البنية التحتية الطبية، بل لتخفيف معاناة آلاف المرضى الذين يعتمدون عليه. يمكن لهذا الدعم أن يساهم في تحديث المعدات الطبية وتوفير الأدوية الأساسية، مما يساعد على تقديم خدمات طبية بجودة أعلى. دعم التحالف الدولي والمنظمات الإنسانية يعد استثماراً في حياة الناس، ويجب أن يكون هناك التزام مستدام لضمان توفر التمويل اللازم لتلبية احتياجات المشفى.