مصير مجهول يلاحق أكثر من 38 معتقلاً من العائدين من لبنان في أقبية مخابرات النظام والمرصد يطالب بعدم عودة اللاجئين إلا بضمانات أممية تحميهم

51

حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أكدت للمرصد السوري بأن اعتقالات طالت عشرات المواطنين السوريين العائدين من الأراضي اللبنانية، من قبل مخابرات النظام السوري، وفي التفاصيل التي أكدتها المصادر للمرصد فإن قوات النظام اعتقلت خلال الشهر الأخير، أكثر من 38 شخصاً من اللاجئين السوريين من الذين عادوا إلى الأراضي السورية، بهدف العودة إلى مدنهم وبلداتهم التي نزحوا عنها، حيث ينحدر غالبية العائدين من قرى وبلدات ومدن القلمونين الشرقي والغربي وأماكن أخرى من ريف دمشق، ومناطق بريفي محافظتي حمص وحماة، حيث جرى اقتيادهم إلى أفرع أمنية، بتهم مختلفة تتعلق بالتظاهرات وتبعاتها.

مصير المعتقلين الـ 38 لا يزال إلى الآن مجهولاً، فيما تعمد سلطات النظام للتربص بلاجئين آخرين لاعتقالهم، الأمر الذي أثار مخاوف اللاجئين بشكل أكبر، ومنع مئات العوائل من العودة بعد عمليات الاعتقال التي أكدتها مصادر متقاطعة للمرصد السوري، ودعا البعض للقول بأن اللاجئين السوريين يفرون من “ظلم إلى ظلم أكبر”، ووسط صمت دولي عن تجديد النظام للاعتقالات الواسعة بحق العائدين لبلادهم، يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان اللاجئين السوريين في لبنان والدول الإقليمية بعدم العودة إلى الأراضي السورية، وإلى مناطق سيطرة قوات النظام وحلفائها، نتيجة قيام سلطات النظام بتنفيذ اعتقالات تحت ذرائع مختلفة بعضها قد يعود لتهم موجهة لهم على خلفية التظاهرات منذ سنوات، بعد انطلاقة الثورة السورية في آذار من العام 2018.

مطالبة المرصد السوري لحقوق الإنسان للاجئين بعدم العودة، تأتي بسبب عدم قدرة الأطراف الدولية والأممية القائمة على الشؤون الإنسانية، على متابعة أوضاع اللاجئين والضغط على النظام السوري لمنع إيقاف الاعتقالات والانتهاكات التي يتعرضون لها خلال عودتهم وبعدها، إذ على الأمم المتحدة والجهات الإنسانية المنوط بها متابعة أوضاع اللاجئين، البحث عن أوضاعهم والتقصي حولها، ومنع النظام من تنفيذ اية اعتقالات من شأنها تغييب المواطنين السوريين في أقبية أفرعها الأمنية بتهم مختلفة نتيجة معارضة اللاجئين السوريين في لبنان لنظام بشار الأسد وأجهزته المخابراتية، فأقبية الموت لفظت الكثير من الجثامين، ولا يزال عشرات الآلاف ضمن دائرة المصير المجهول، فلا ينقص السوريون الموت حتى يجري زجهم في موت جديد

يشار إلى المرصد السوري توثق من وجود أكثر من 140 ألف معتقل في سجون ومعتقلات نظام بشار الأسد، ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 16063 مدني منهم بالأسماء، هم 15874 رجلاً وشاباً، و125 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و64 مواطنة فوق سن الـ 18))، من أصل ما لا يقل عن 60 ألف معتقل، استشهدوا داخل هذه الأفرع وسجن صيدنايا خلال أكثر من 7 سنوات، إما نتيجة التعذيب الجسدي المباشر، أو الحرمان من الطعام والدواء، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تحويل قضية المعتقلين السوريين، إلى أوراق ضغط يتحكم بها اللاعبون في الملعب السوري، فكانت قضية الإفراج عنهم والعمل من أجل أن تفرغ السجون، عبارة عن لعبة مصالح، تتلاعب بها الجهات الدولية والأطراف المحلية والإقليمية، لتستخدمها في مفاوضاتها واتفاقاتها، ليسفر هذا التخاذل في قضية المعتقلين، عن وقوع آلاف الضحايا