معارضان من الائتلاف للمرصد السوري: تقارب دول المنطقة مع النظام لن يزيد الوضع إلا سوءً

برغم الشروط التي وضعها النظام السوري للمضي في  مسار التقارب خاصة مع تركيا ،إلّا أن الدول العربية تراجعت عن مواقفها السابقة وانطلقت تتسابق نحو التطبيع مع النظام، في وقت تتخوف فيه المعارضة من هذا التوجه.
 ويخشى البعض بالفعل من هذا الحراك الدبلوماسي ونتائجه، في وقت يجوع فيه السوريون ويحرمون من أبسط مقومات العيش الكريم  كما يحرمون من حقّ التنقل بين مدنهم. 
 في هذا المقام، استنكر القيادي بالائتلاف الوطني المعارض،  محمد يحيى مكتبي، في حديث  مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، التقارب مع النظام الذي نكل بالسوريين  طوال12عاما ، لافتا إلى أنّ التقارب لن يجلب إلا المزيد من المآسي للشعب السوري حيث لايملك  نظام الأسد مايعطي  باللغة المصلحية البراغماتية لأنه أصبح بيدقا بيد إيران التي تستغله وتمرر من خلاله مشاريعها في المنطقة، وهو ليس أمرا جديدا  فالكل يعلم أن النظام منذ  حافظ الأسد وقف  في صف طهران في الحرب مابين العراق وإيران خلافا لكل موقف عربي اصطف إلى جانب بغداد في ذلك الوقت، ونظام الأسد الابن وقف في صف حزب الله من خلال جعل سوريا معبرا لمرور السلاح من إيران إلى الجنوب اللبناني ونحن نشاهد مايعانيه لبنان من ضياع وفوضى  نتيجة تسلط هذا الحزب على مفاصل الحياة اللبنانية وإنشاء دويلة داخل الدولة تتحكم بعديد الأمور. 
 وتابع: الذريعة التي تتخذها بعض الدول بأن يؤدي الإغراء الاقتصادي والمالي  لنظام الأسد إلى ابتعاده عن إيران، هي سراب ووهم حيث لم يعد باستطاعة  النظام القيام بمثل تلك الخطوة سيما بعد أن تغلغل نظام الملالي في كل  مفاصل الحياة السورية عسكريا وسياسيا واجتماعيا وحتى دينيا.. لذا فإن محاولات التقارب مع النظام لن تجلب للدول المتقاربة إلا المزيد  من شحنات المخدرات التي أصبحت  التجارة الرائجة المربحة للنظام السوري وهو يديرها بالتعاون مع الايرانيين  كما لا ننسى شحنات السلاح التي  رأينا بعض الدول  تقوم بمصادرتها.
من جانبه، يرى القيادي بالائتلاف، شلال كدو، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان،  أنّ الائتلاف كأكبر جسم سياسي معارض، ومختلف قوى المعارضة الوطنية والأوساط الشعبية ينتابها القلق  من هذه المحاولات  الرامية إلى التطبيع مع النظام السوري الذي أمعن في قتل السوريين وتهجيرهم ودمار مدنهم وقراهم.
 ولفت إلى أنّ هناك مخاوف  من الاجتماع المرتقب بين وزراء خارجية  تركيا وإيران وروسيا وسوريا، في إطار محاولات موسكو التي تهدف إلى تعويم النظام على حساب الشعب السوري وبالتالي فإن ذلك لا يدخل في مصلحة السوريين بل في مصلحة النظام.
وأكد محدثنا أن  عديد أطياف الشعب السوري ترفض هذه المحاولات  وقد تظاهرت رفضا لهكذا تقارب الذي من شأنه أن ينسف أهداف الثورة، مشيرا إلى أن تلك الجهود الحثيثة لإعادة بناء النظام لن يقبلها السوريون.