معارك إعزاز: صراعات المعابر السورية تخلف قتلى وجرحى مدنيين… والمطلوبون وصلوا إلى عفرين بأمان

37

يتساءل كل من سمع بمعارك اعزاز التي أطلق عليها «نصرة المظلوم» والتي أعلنت عن هدفها باستئصال الفاسدين الذين يسيطرون على معبر باب السلامة، وإلقاء القبض عليهم كمطلوبين، لماذا صمتت كل القوى العسكرية في الشمال السوري عن هؤلاء الفاسدين لسنوات، ولم تتحرك حتى اليوم.
ويرى «عمار.ق» أحد موظفي المعبر ذاته، أن معبر باب السلامة مكان يتم ترتيب أموره ودقائقها تركياً، وما استمرار مجموعة «أبو علي سجو» بالسيطرة على المعبر لسنوات، إلا بموافقة تركية، بحسب الرجل الذي يشرح قائلاً: «من الطبيعي أن يهتم الاتراك بمعبر باب السلامة الملاصق في الواقع لمدينة كيليس التركية، فهو نقطة أمنية يجب أن تدار بشكل جيد من هذه الناحية أولاً، كما أنه ممر تجاري هام بالإضافة لكونه منطقة قريبة من مناطق سيطرة القوات الكردية في عفرين، وبالتالي فإن كل صغيرة أو كبيرة تحدث في المعبر تقدم تقارير مفصلة بها إلى السلطات التركية، التي تدرك حجم الفساد الموجود، لكنها تدرك تماماً عدم تأثيره على النقاط التفصيلية التي تهمها وأهمها الجانب الأمني».
ويضيف «لم تتخذ الفصائل العسكرية في الشمال السوري على تنوعها أية مواقف من الجرائم والسرقات وعمليات الاستغلال والاحتيال التي ينفذها سجو وشركاؤه يومياً، والأمر واضح تماماً إذ أن السلطات التركية اكتشفت مؤخراً قيام أبو علي سجو بالتعاون مع شخص آخر يدعى مصطفى خالد كورج بتهريب بعض المواد إلى مدينة عفرين الكردية، وبعد زعم الصحيفة التركية التي روجت لخبر تهريب السلاح للأكراد، قررت الفصائل التحرك، ما يشير وبوضوح إلى تلقي الإشارة من السلطات التركية، ولحركة أحرار الشام بالتحديد للاستيلاء على المعبر والقبض على الشخصين المذكورين إن امكن، وكون الأتراك يتوجهون حالياً لتسليم زمام أمن الحدود والمعابر لأحرار الشام، بدأت المعركة في هذا التوقيت بالضبط».
مصدر خاص بــ «القدس العربي»، أكد أن الناشطين الإعلاميين المرافقين للفصائل في معاركها، قد أخفوا حقائق عدة عن وسائل الإعلام حتى اللحظة، إذ يقول أبو الحسن وهو أحد المقاتلين ضمن الفصائل التي أعلنت عن «نصرة المظلوم» لــ «القدس العربي»: «لماذا لم يتحدث الإعلاميون عن المدنيين الذين أصيبوا وقتلوا خلال المعارك، ففي قرية تلال الشام القريبة من اعزاز وحدها سقط خمسة قتلى من المدنيين، وأكثر من ثلاثين جريحاً، رأيت معظمهم بنفسي، وعلى الرغم من أنهم سقطوا بنيران عصابة أبو علي سجو إلا أن الفصائل لم تعلن عن ذلك مطلقاً».
ويضيف «جرى اشتباك بالدوشكا بين الطرفين ولاحظنا أن هنالك تجمعاً للمدنيين وسط النيران، ورغم أن فصائل نصرة المظلوم أوقفت إطلاق النار خشية إصابة المدنيين إلا أن مجموعات تابعة لسجو واخرى تابعة لعاصفة الشمال، وهي المجموعات المشاركة في المعارك فقط، استمرت بإطلاق النار وأسقطت عشرات المدنيين بين قتلى وجرحى».
ويؤكد المصدر ذاته لــ «القدس العربي» أن «المطلوبين الرئيسيين أبو علي سجو ومصطفى خالد كورج، قد فرا هاربين إلى مدينة عفرين منذ بدء الاشتباكات، وقد وصلا المدينة عبر ممر كانا يستخدمانه في التهريب من قبل، يقع عند قرية كردية تدعى (يازيباق) ورغم أن الفصائل علمت بهروبهما وهروب غيرهما من المطلوبين، إلا أنها استمرت في معركتها، ما يؤكد أن غاية المعركة هي السيطرة على المعبر، وأن كل ما ذكر يدخل ضمن صراعات المعابر التي تشتعل في كل مرة بين الفصائل وفق المصالح المالية والتوجيه الخارجي، أما عن الشعارات كنصرة المظلوم والذي يقصد به ريف حلب الشمالي بأسره، او محاربة المفسدين، فما هي إلا عناوين براقة لتحويل الأنظار عن حقيقة الامر، وإلا لتمت محاربة الفاسدين منذ زمن».

 

المصدر : القدس العربي