معارك ضارية في حلب… وغارات على الغوطة وريف حماة
بقيت مدينة حلب في شمال سورية مسرحاً لمعارك ضارية أمس بين القوات النظامية وميليشيات حليفة لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، مع تسجيل تقدم للطرف الأول في منطقة منيان في غرب المدينة. وكان لافتاً أمس إعلان روسيا أنها تملك أدلة على أن فصائل المعارضة استخدمت أسلحة كيماوية في معارك حلب، داعية منظمة حظر الأسلحة الكيماوية إلى أن ترسل على الفور فريقاً إلى المدينة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن معارك طاحنة تدور منذ ليلة أول من أمس «في القسم الغربي من ضاحية الأسد بالضواحي الغربية لمدينة حلب، بين الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام من جهة، وقوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة أخرى، حيث تحاول قوات النظام التقدم لاستعادة المناطق التي خسرتها في المعارك الدائرة منذ نحو أسبوعين» في الضواحي الغربية لمدينة حلب، ولفت إلى أن «المعارك الطاحنة تترافق مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف على مناطق الاشتباك، وقصف مكثّف للطائرات الحربية والمروحية على مناطق الاشتباك ومواقع الفصائل».
وفي هذا الإطار، ذكر فصيل «حركة نور الدين الزنكي» المنضوي في إطار تحالف «جيش الفتح»، أن «اشتباكات عنيفة تدور على جبهة منيان» المجاورة لضاحية الأسد في محاولة من القوات النظامية للتقدم في المنطقة تحت غطاء «قصف عنيف». وأكد أن المعارضين قتلوا مجموعة من العناصر المهاجمة «على جبهة منيان إثر استهدافهم بقذيفة دبابة». أما «الإعلام الحربي» التابع لـ «حزب الله»، حليف الحكومة السورية، فأورد أن «الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على عدة كتل من الأبنية في بنيامين (منيان) غرب حلب إثر مواجهات مع المسلحين، وسط قصف لتحركاتهم في المنطقة».
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس إنها تريد أن ترسل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على الفور فريقاً إلى حلب، قائلة إن لديها دلائل على أن المعارضة السورية استخدمت أسلحة كيماوية هناك. وكانت الوزارة قالت في وقت سابق الجمعة إنها عثرت على أدلة تشير بقوة إلى احتمال استخدام قوات المعارضة غاز الكلور والفوسفور الأبيض على المشارف الجنوبية الغربية من حلب في حي 1070 شقة. وأضافت أنها تستقي معلوماتها من فحص عيّنات للتربة وقذائف لم تنفجر وشظايا. وقال الميجر جنرال إيغور كوناشنكوف إن روسيا ستسلم الأدلة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وتريد أن ترسل المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها فريقاً إلى حلب على الفور لجمع الأدلة. وأضاف أن القوات الروسية مستعدة لمساعدة خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تنفيذ عملهم في حلب.
وقالت وزارة الدفاع إن هذه المواد ستخضع لتحليل أكثر عمقاً بالاتفاق مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
واتهمت وسائل الإعلام السورية في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) فصائل معارضة باستخدام «غاز سام» في هجومها على غرب حلب وتحدثت عن حالات اختناق أصيب بها مدنيون وعسكريون في المناطق التي تعرضت للقصف، من دون أن تؤكد أي منظمة عالمية معنية بهذا الشأن الأمر.
وأعلنت روسيا التي تشن غارات في سورية منذ أكثر من عام دعماً لقوات النظام، وقف غاراتها على حلب في 18 تشرين الأول (أكتوبر) قبل يومين من هدنة إنسانية أعلنتها من جانب واحد. وتكرر إعلان موسكو هدنة أخرى ليوم واحد الأسبوع الماضي، من دون أن يحقق أي منهما هدفها بإجلاء المدنيين والجرحى الراغبين من الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب أو خروج المسلحين.
وفي أمستردام (هولندا)، قال مصدر لـ «رويترز» إن اللجنة التنفيذية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية دانت أمس استخدام الحكومة السورية وتنظيم «داعش» مواد سامة محظورة. وأضاف المصدر الذي حضر الاجتماع، أنه في تصويت نادر من اللجنة التي تجتمع خلف أبواب مغلقة أيد نحو ثلثي أعضاء المنظمة وعددهم 41 عضواً النص الذي صاغته الولايات المتحدة.
ميدانياً، أكد «المرصد» مقتل طفل جراء قصف الطائرات الحربية مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية لدمشق، «ليرتفع بذلك إلى 9 على الأقل بينهم 4 أطفال ومواطنتان عدد الشهداء الذين قضوا اليوم (أمس) في الضربات الجوية التي استهدفت مناطق في مدينة دوما». ولفت إلى معارك متواصلة بين القوات النظامية والفصائل و «جبهة فتح الشام» في محور البويضة – الديرخبية بالغوطة الغربية «عقب تقدم الفصائل في المنطقة».
وفي محافظة القنيطرة (جنوب)، قال «المرصد» إنه «تأكد أن 19 من جبهة فتح الشام والفصائل المقاتلة والإسلامية قضوا خلال الاشتباكات العنيفة يوم (أول من) أمس مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المحاور الشرقية لبلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي، إثر هجوم نفذته الفصائل وجبهة فتح الشام»، مضيفاً أن النظام وحلفاءه خسروا 10 قتلى في الاشتباكات ذاتها.
وفي محافظة حماة (وسط)، أشار «المرصد» إلى أن الطائرات الحربية نفّذت ما لا يقل عن 20 غارة على بلدتي كفرزيتا واللطامنة وأطراف بلدة مورك بريف حماة الشمالي، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدتي كفرزيتا وطيبة الإمام وقرية الصياد بالريف ذاته.
وفي محافظة إدلب المجاورة (شمال غربي سورية)، قال «المرصد» إن طائرات شحن ألقت مساعدات على بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية بريف إدلب الشمالي الشرقي، في حين استهدف الطيران الحربي بلدة معرة حرمة وأطراف مدينة خان شيخون وقرية جبالا بريف إدلب الجنوبي.
وفي محافظة السويداء (جنوب)، استهدفت القوات النظامية آليات لتنظيم «داعش» في منطقة البيادر بريف السويداء الشمالي الشرقي، ما أدى إلى إعطاب عدد منها، بحسب ما جاء في تقرير لـ «المرصد».
وفي محافظة دير الزور (شرق)، تحدث «المرصد» عن اشتباكات في حيي الحويقة والرشدية بمدينة دير الزور، بين القوات الحكومية وتنظيم «داعش»، الذي استهدف أيضاً تمركزات لقوات النظام على الجبل المطل على مدينة دير الزور، مضيفاً أن طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي أغارت على قرية البحرة الواقعة بالريف الشرقي لدير الزور.
المصدر : الحياة