معارك مستمرة بعنف عند أطراف مدينة الباب الغربية ولا صحة لدخول القوات التركية و”درع الفرات” نحو وسط المدينة
تشهد الأطراف الغربية لمدينة الباب الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، اشتباكات مستمرة بوتيرة عنيفة بين قوات “درع الفرات” والقوات التركية التي تحاول اقتحام المدينة والسيطرة عليها من جهة، وبين عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” التي تسعى لصد الهجوم العنيف من جهة أخرى، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لا تزال أصوات الانفجارات تسمع في المدينة نتيجة الاستهدافات المتبادلة والاشتباكات العنيفة بين الطرفين، بالتزامن مع قصف تركي مكثف على المدينة وسط تحليق للطائرات التركية واستهدافها مواقع للتنظيم في المنطقة، ولم تتمكن حتى الآن القوات التركية أوالفصائل العاملة في “درع الفرات” من التوغل داخل المدينة، بعد سيطرتها على جبل الشيخ عقيل والمشفى القريب منه ومنطقة السكن الشبابي والدوار الواقع غرب المدينة.
هذه العمليات العسكرية العنيفة في الأطراف الغربية لمدينة الباب التي شهدت في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، أول هزيمة للقوات التركية وقوات “درع الفرات”، وخسر الأخير حينها أكثر من 50 من عناصره بينهم ما لا يقل عن 16 جندياً تركياً، هذه العملية تترافق مع تمكن قوات النظام خلال الساعات الفائتة من تحقيق تقدم جديد في جنوب بلدة تادف الواقعة بجنوب مدينة الباب، أحدهما في غرب عران بغرض توسيع نطاق السيطرة من قبل قوات النظام على حساب التنظيم، وتأمين قوات النظام المتقدمة على المحور الثاني وهو محور تادف، حيث تقدمت قوات النظام مقلصة المسافة بينها وبين أطراف مدينة الباب إلى مسافة من 2.5 – 3 كلم، متقدمة إلى جنوب قرية أبوطلطل التي لا يزال تنظيم “الدولة الإسلامية” يسيطر عليها.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أنه قضى وقتل وجرح ما لا يقل عن 40 من عناصر القوات التركية ومقاتلي الفصائل العاملة في “درع الفرات، في حين قتل وأصيب العشرات من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” في هذه الاشتباكات والقصف المكثف الذي رافقها، كذلك وردت معلومات عن مقتل وإصابة العديد من عناصر التنظيم وقوات النظام والمسلحين الموالين لها في المعارك التي تدور بريف الباب الجنوبي.
كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق ارتفاع أعداد الشهداء إلى 296 مدني على الأقل، بينهم 59 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و32 مواطنة فوق سن الـ 18، في ريف حلب الشمالي الشرقي، ممن قضوا جراء القصف التركي على مدينة الباب وريفها وبلدتي بزاعة وتادف، منذ الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، تاريخ وصول عملية “درع الفرات” لتخوم مدينة الباب، وحتى اليوم الـ 8 من شباط / فبراير من العام 2017، ومن ضمن الشهداء 235 مدني بينهم 50 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و28 مواطنة استشهدوا في القصف من قبل القوات التركية والطائرات الحربية التركية على مناطق في مدينة الباب ومناطق أخرى في بلدتي تادف وبزاعة وأماكن أخرى بريف الباب، منذ الهزيمة الأولى للقوات التركية في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام 2016، على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”.