معتصمو السويداء يحملون النظام والروس وإيران المسؤولين عن مختطفيهم وعن دماء أبناء المحافظة ويهددون بهدم الأفرع الأمنية التي مولت التنظيم ونقلته إلى البادية

7

محافظة السويداء – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاستياء المتصاعد، في صفوف المدنيين والمسلحين من أبناء محافظة السويداء، تجاه المماطلة اللامحدودة من قبل سلطات نظام بشار الأسد والقوات الروسية على الأراضي السورية في الإفراج عن المختطفين والمختطفات من أبناء محافظة السويداء، لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” والمحتجزين منذ الـ 25 من تموز / يوليو الجاري من العام 2018، ورصد المرصد السوري حالة من الاستياء أعرب فيها معتصمون خلال الساعات الـ 24 في السويداء بمناسبة الذكرى الثانية للهجوم الأعنف والأكثر دموية وللاختطاف الذي جرى في محافظة السويداء، حيث رصد المرصد السوري الاعتصام الذي تحدث فيه مدنيون قائلين:: “”ليس من الصعب معرفة مكان المختطفات والمختطفين، فالنظام بكافة أطيافه والروس والإيرانيون هم المسؤولون الأوائل عن هذا الاختطاف وعن حياة المختطفين، ونساؤنا معروف أين هن متواجدات، ونجزم أنهن في أحد الأفرع الأمنية أو في القطاع الغربي من ريف درعا، والنظام نقل تنظيم داعش من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء على متن باصات مكيفة ليكون فزاعة لأهالي السويداء، ونحن أهل السويداء إذا ثرنا سنخرب الدنيا، وسنهدم أفرع الأمن إذا ما كانوا يريدون نقل الدواعش ليدخلوهم إلى السويداء ويعيثوا فيها فساداً، وكل عنصر من التنظيم جاء ببندقية ومخزن سلاح، فمن مولهم ومن أين جاءهم هذا السلاح؟! فالنظام هو من مولهم وأتى بهم ليضربوا السويداء ودماء أهالي السويداء يسأل عنها النظام””.

المرصد السوري نشر أمس الثلاثاء، أنه يستكمل اليوم الـ 25 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، الشهر الثاني من عملية الهجوم من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” على بادية محافظة السويداء ومدينتها، وعملية اختطاف عشرات المدنيين من قرى الخط الأول الآهل بالسكان والمحاذي للبادية السورية، حيث كانت تتواجد مناطق سيطرة التنظيم آنذاك، إذ شهد فجر الـ 25 من تموز / يوليو الفائت من العام 2018، هجوماً هو الأعنف والأكثر دموية من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، في محافظة السويداء منذ العام 2011، هاجم خلالها عناصر من التنظيم مدينة السويداء عبر تفجير انتحاريين لأنفسهم باحزمة ناسفة، بالإضافة لهجوم مباغت طال عدد من القرى الواقعة على الخط الأول المحاذي للبادية السورية في السويداء، ونجم عن عمليات المداهمة قتل وإعدام العشرات من المدنيين والمسلحين القرويين الذين حملوا السلاح لصد هجمة التنظيم المباغتة، وتمكن عناصر التنظيم من اختطاف العشرات، لتتحول العمليات العسكرية والميدانية في البادية السورية بمحافظة السويداء إلى محور جديد.

هذا التحول إلى المحور الجديد، أشعل الاستياء في نفوس أهالي محافظة السويداء، فالمختطفون البالغ عددهم نحو 30 شخصاً نحو نصفهم من الأطفال فيما النصف الآخر من المواطنات، وما زاد في الطين بلة، وصب الزيت على نار الاستياء، هو تعمد سلطات النظام والجانب الروسي، في المماطلة بعملية الإفراج عن المختطفين والمختطفات، على الرغم من تنفيذ الطرفين الأخيرين لصفقات تهجير كبيرة كانت إحداها مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في جنوب العاصمة دمشق، وجرى نقل نحو ألف من عناصرها مع ما يقارب الـ 600 من عوائلهم من مخيم اليرموك في الجنوب الدمشقي إلى بادية السويداء والبادية السورية، واتهم الأهالي قوات النظام والروس بدفع سكان السويداء للتطوع في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والمشاركة في معارك بمناطق سورية أخرى، واستخدامهم كوقود لحرب مستمرة، كما أثار شكوك الأهالي وصول الأشرطة المصورة للمختطفين، دون وجود شعار لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وعدم انتشاره كذلك على المعرِّفات الرسمية للتنظيم، وإنما كان يصل عبر رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي لمعنيين من محافظة السويداء، وهذا ما زاد غموض مسألة الاختطاف ورفع من وتيرة الاتهامات للنظام والروس بالمماطلة، رغم المناشدات التي وججها المختطفون لرئيس النظام السوري بشار الأسد وللروس ولمهندسة التغيير الديموغرافي كنانة حويجة، التي كانت أحد أعمدة التغيير الديموغرافي في سوريا، كما أن اللجنة التي عينت لمتابعة شؤون المختطفين، لم تتمكن من تحقيق أية عملية تقدم بسبب عدم وجود الصلاحيات من قبل النظام، لعرض صفقة جديدة يجري بموجبها تسليم المختطفين، مقابل شروط يفرضها التنظيم، كما وجه الأهالي اتهامات للنظام بعدم الاكتراث لمصير محافظة السويداء ومختطفيها، ضمن محاولتها جر شبان وأببناء المحافظة للتطوع في صفوف النظام، وعملية انتظار التطور في ملف المختطفين، تزامنت خلال الشهرين الأخيرين، مع عمليات عسكرية مكثفة في باديتي السويداء وريف دمشق، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات متفاوتة العنف، تكون شرسة في بعض الأحيان، وتتراجع إلى الهدوء في أيام أخرى، بين كلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في بادية السويداء التي تمكنت قوات النظام من إنهاء تواجد التنظيم فيها، وجرت عمليات تمشيط للمنطقة، للتأكد من خلوها من متوارين من عناصر التنظيم، ممن ينتظرون أن تسنح الفرصة لهم لتنفيذ هجمات دامية ضد قوات النظام وحلفائها، فيما انتقلت الاشتباكات إلى منطقة تلول الصفا الواقعة في بادية ريف دمشق على الحدود الإدارية مع ريف محافظة السويداء، حيث تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم واسع في المنطقة وتضييق الخناق على التنظيم، إلا أن وعورة المنطقة وطبيعتها حالت دون تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم أوسع أو أسرع في المنطقة وإنهاء تواجد التنظيم وملف المختطفين، فيما ترافق الاشتباكات والقتال، عمليات قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام مع قصف من قبل الطائرات الحربية على المنطقة، ما تسبب بخسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات النظام وحلفائها وصفوف عناصر التنظيم والمدنيين.