معركة إدلب تقترب من الساعة الصفر… وهذه مؤشراتها
أكثر من مؤشر برز في الساعات الاخيرة بما لا يدع مجالاً للشك، لكون الساعة الصفر لمعركة إدلب قد أزفت. من حشود لقوات النظام الى تحذير روسي من ضربة غربية ثلاثية لدمشق بدعوى استخدامها السلاح الكيميائي في المعركة، الى زيارة وزير الدفاع الايراني البريغادير أمير حاتمي للعاصمة السورية.
أرسل الجيش السوري تعزيزات جديدة إلى خطوط التماس مع المجموعات المسلحة التي تسيطر على معظم أراضي محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.
وأظهر فيديو بثته قناة “روسيا اليوم” في محيط بلدة الجيد بريف حماه الشمالي الغربي، قوات تابعة للفرقة الرابعة مزودة دبابات ومدافع وراجمات صواريخ، وهي في طريقها إلى إدلب.
وأفادت تقارير إعلامية أن الجيش السوري يستقدم تعزيزات إلى ثلاث جبهات، هي حماه واللاذقية وريف إدلب الجنوبي، معززا قواته عند حدود آخر جيب للمعارضة المسلحة في البلاد. وباتت إدلب من أبرز مواضع القلق الدولي في الأسابيع الأخيرة، إذ أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الثلثاء الماضي بياناً حذرت فيه القوات السورية من استخدام الأسلحة الكيميائية خلال المعركة المتوقعة في أدلب.
وردت وزارة الدفاع الروسية على هذا البيان بآخر جاء فيه “أن المسلحين وحماتهم الغربيين يستعدون للقيام باستفزاز كيميائي جديد يتهمون به القوات الحكومية، واستخدام ذلك حجة لشن الولايات المتحدة غارات جديدة على المنشآت السورية”.
ونقل الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف عن مركز المصالحة الروسي أن الضربة من منصات الإطلاق الصاروخية على التجمع السكني كفرزيتا الواقع على مسافة ستة كيلومترات جنوب مدينة الهبيط، باستخدام المواد السامة، ستجري وفق الخطط في اليومين المقبلين. وقال إنه “يجري في كفرزيتا إعداد مجموعة من السوريين الذين نقلوا من الشمال للمشاركة في مسرحية إصابتهم بالذخائر الكيميائية وقنابل البراميل التابعة للقوات الحكومة السورية، ومسرحية تقديم المساعدة الطبية من المنقذين الزائفين من الخوذ البيض وتصوير تقارير مصورة لنشرها في وسائل الإعلام الناطقة الإنكليزية ووسائل الإعلام في الشرق الأوسط”.
وفي لندن، نفت شركة “أوليف غروب” العسكرية البريطانية الخاصة اتهامات وزارة الدفاع الروسية في شأن تورط الشركة في الإعداد المحتمل للقيام باستفزاز باستخدام المواد الكيميائية في سوريا.
الى ذلك، تحدث “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن “قيام قوات النظام، بعد استقدامها التعزيزات العسكرية إلى مرتفعات خاضعة لسيطرتها في جبال اللاذقية، بعمليات تحصين مواقع وتدشيم لمزيد من النقاط بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، بالتزامن مع عمليات تحصين مواقع وانتشارها في مناطق سيطرتها بريف إدلب بعد التعزيزات الكبيرة التي استقدمتها خلال الساعات الـ 24 الفائتة إلى المنطقة، وذلك في إطار التحضير لمعركة إدلب الكبرى”.
كما علم المرصد أن “قوات النظام تجري مفاوضات مع قادة الفصائل العاملة في محافظة درعا، للتوصل الى توافق بينهما، بغية ضم مقاتلي فصائل “المصالحة” في درعا إلى قوات النظام التي تتجهز لمعركة إدلب، بحيث تكون فصائل مناطق المعارضة في محافظة درعا، في مواجهة مباشرة مع فصائل “المصالحة” مع النظام، بعدما كانت دخلت فصائل “المصالحة” في درعا في وقت سابق إلى جانب قوات النظام، في المعارك ضد جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.
وأشار المرصد الى “قصف من قوات النظام طاول مناطق في محيط بلدة مورك بريف حماه، ومناطق قريبة من النقطة التركية الواقعة على مقربة من البلدة، بالتزامن مع قصف النظام مناطق في بلدة اللطامنة، كما قصفت قوات النظام مناطق في قرية معركبة ومحيطها، مما تسبب بمزيد من الخروقات في اليوم الـ 11 من الهدنة الروسية – التركية، التي تسري في أربع محافظات سورية هي حلب وحماه وإدلب واللاذقية”.
وزير الدفاع الايراني
وفي تطور ذي صلة بما يُعد لمعركة إدلب، وصل وزير الدفاع الإيراني البريغادير أمير حاتمي الى سوريا.
واعتبر حاتمي ان “انتصارات محور المقاومة على الإرهابيين منعطفاً للتعاون الإقليمي”. وقال إن زيارته “تهدف إلى تطوير التعاون الثنائي في الظروف الجديدة ودخول سوريا مرحلة البناء والإعمار”. وأمل “أن نتمكن من المشاركة بصورة فاعلة في عملية إعادة البناء والإعمار في سوريا”. وأعلن أن “إجراء محادثات مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في سوريا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، من البرامج الأخرى لزيارته”. ومن المتوقع أن يلتقي حاتمي خلال الزيارة الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء عماد خميس ووزير الدفاع العماد علي أيوب.
وأوردت وكالة “فارس” الايرانية للأنباء أن “من أهم محاور المحادثات التي يجريها العميد حاتمي خلال الزيارة، دراسة تطورات المنطقة وتعزيز محور المقاومة ومكافحة الإرهاب وسبل تطوير التعاون الدفاعي والعسكري بين طهران ودمشق. كما “من المقرر أن يوقع وزيرا الدفاع الإيراني والسوري اتفاقاً للتعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين”.