معركة الحسم في شرق الفرات تؤجل وتبقي أسرى وعوائل التنظيم وعناصره ومدنيين يحول دون إنهائه وتحضيرات لخروج دفعات جديدة

37

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: لا يزال شرق الفرات دون هدوء، وسط ترقب الأنظار لموعد انتهاء تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل كامل من المنطقة برمتها، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة أن العملية العسكرية التي يجري التحضير لها من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لإنهاء تواجد من تبقى من التنظيم في منطقة مزارع الباغوز ضمن خنادقها وأنفاقها، جرى تأجيلها لأجل غير مسمى إلى الآن، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن العملية العسكرية تأجلت بسبب وجود أعداد من أسرى قوات سوريا الديمقراطية لدى من تبقى من التنظيم، إضافة لوجود مدنيين وعوائل التنظيم وعناصر وقادة من النظيم في أنفاق وخنادق ومزارع الباغوز، حيث يجري ترقب تسليم الأسرى وخروج من تبقى من هذه الأنفاق والخنادق، فيما تجري التحضيرات لخروج دفعات جديدة من التنظيم وعوائله والمدنيين المتبقين، إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ونشر المرصد السوري قبل ساعات أن مئات الأشخاص من عوائل التنظيم وعناصره وقادته من جنسيات مختلفة خرجوا من منطقة مزارع الباغوز، حيث تتواجد الأنفاق والخنادق، من ضمنهم العشرات من عناصر التنظيم، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن قوات سوريا الديمقراطية باتت في مأزق نتيجة عدم انتهاء الخروج من مزارع الباغوز، رغم المهل المتكررة التي أعطيت لعناصر التنظيم وعوائلهم والمدنيين في جيب التنظيم، في حين رصد المرصد السوري حالة من الاستغراب تعتري المتابعين لتطورات شرق الفرات والمتبقين من التنظيم وعوائلهم والمدنيين، من هذه الأعداد الكبيرة التي خرجت من الأنفاق والخنادق في المنطقة، بعد أن كان وثق المرصد السوري منذ مطلع كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، خروج 58670 شخصاً من مزارع الباغوز والجيب الذي كان يتواجد فيه التنظيم قبيل حصره في المنطقة هذه، من بينهم أكثر من 56670 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سوريا في الـ 19 من ديسمبر من العام 2018، من ضمنهم نحو 6130 من عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم، كما علم المرصد السوري أن نحو 300 من عناصر التنظيم تمكنوا خلال الأيام والأسابيع الفائتة من التسلل عبر نهر الفرات إلى الجيب الأكبر والأخير المتبقي للتنظيم في البادية السورية ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والروس والإيرانيين في شمال تدمر، وفي الوقت ذاته وثق المرصد السوري نقل وتسليم المئات من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومقاتليه للسلطات العراقية، وفي التفاصيل التي حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان عليها، فإن نحو 400 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، بينهم عناصر من جنسيات غربية، جرى نقلهم وتسليمهم لقوات الجيش العراقي، حيث نقلوا على متن شاحنات التحالف الدولي ومن ثم جرى تسليمهم للجيش العراقي

في حين نشر المرصد السوري أمس أنه لا تزال تتكشف هويات شخصيات تنظيم “الدولة الإسلامية” الخارجة من مزارع الباغوز في الريف الشرقي لدير الزور، حيث الأنفاق والخنادق التي حفرت بأيدي معتقلين اقتيدوا بغير وجه حق وبتهم مختلفة جاهزة أو نتيجة هجمات مباغتة هدف التنظيم من خلالها إلى أسر أكبر عدد من الأشخاص أو المقاتلين بالإضافة لإيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف خصوم التنظيم ضمن مناطق مختلفة، ففي وسط ادعاء الكثير من الخارجين بمحاصرتهم داخل جيب النظيم بعد قدومهم لتجارة أو للعمل، الأمر الذي دفع الاستخبارات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية للعمل على فرز المقاتلين والتحقيق مع البقية لمعرفة المقاتلين ونقلهم إلى معتقلات وسجون قوات سوريا الديمقراطية، ومن الشخصيات التي كشفها المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال خروج الآلاف من المقاتلين منذ ديسمبر الفائت من العام 2018، فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان القيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية” أبو يوسف المغربي، والذي خرج ضمن الدفعات الخارجة مؤخراً بعد الـ 16 من شباط / فبراير من العام 2019، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري ونشطاء المرصد أن المغربي كان أحد المساعدين المهمين في حفر أنفاق تنظيم “الدولة الإسلامية” وضمن مناطق سيطرته في مناطق بدير الزور، حيث كان أبو يوسف المغربي، مسؤولاً عن اقتياد عشرات الشبان والرجال والأسرى إلى الأنفاق بتهم مختلفة لحفر الأنفاق التي لا يزال التنظيم إلى اليوم يتحصن بداخلها، ويخشى الخروج من المنطقة، كما كان المغربي مسؤولاً عن عمليات جلد شبان وتنفيذ “الحدود بهم” ضمن منطقة الميادين ومناطق أخرى من ريف محافظة دير الزور، وأكدت المصادر أن المغربي صاحب سمعة وصيت سيئين كما أنه سجله حافل بالانتهاكات والجرائم ضمن مناطق سيطرة التنظيم

ويعد هذا القيادي المغربي جزءاً من أعداد كبيرة من التنظيم ممن ظهروا في أشرطة مصورة، فيما رصد المرصد السوري نساء من عوائل التنظيم كن يعملن كمقاتلات وعناصر أمنية، وهن يقمن بالحديث عن التنظيم بأنه “دولة خلافة” وونشر المرصد السوري قبل ساعات من اليوم الجمعة، أنه تشهد الأراضي أنها “باقية وتتمدد” الزراعية للباغوز عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، استمرار العمليات من قبل قوات سوريا الديمقراطية متمثلة باستهدافات تطال مناطق تواجد أنفاق وخنادق من تبقى من تنظيم “الدولة الإسلامية” في الأراضي الزراعية هناك، في حين رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج دفعة جديدة من المدنيين وعوائل التنظيم وعناصره، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وضمت الدفعة 1050 شخصاً من مدنيين وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وعوائلهم، بينهم 90 مقاتلاً على الأقل، جرى إخراجهم خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، من الأراضي الزراعية للباغوز، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، وبذلك فإنه يرتفع إلى 18530 بينهم 2130 مقاتل، عدد الخارجين من الأراضي الزارعية للباغوز منذ يوم 16 فبراير/شباط الفائت من العام الجاري، وحتى الآن، فيما من المرتقب والمنتظر أن يستسلم من تبقى داخل هذه الأراضي الزراعية في ظل الأعداد الكبيرة التي تحويها من المدنيين ومقاتلي التنظيم وعوائلهم، والتي لم تكن متوقعة.