معركة درعا.. ‘المصالحة’ تقسم المعارضة والريف الغربي ساحة مصيرية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن فصائل المعارضة تواجه انقساما في صفوفها بين مؤيد ورافض لاتفاقات “المصالحة” التي تقترحها روسيا وتتضمن انتشار قوات النظام في مناطق سيطرتها.
جاء ذلك بعد أن أفادت وسائل إعلام موالية لدمشق بأن المعارضة في بلدة بصرى الشام بريف درعا الشرقي أبرمت “اتفاق مصالحة” بعد مفاوضات أجرتها مع وفد روسي برعاية أردنية.
اتفاق بصرى الشام، حسب إعلام النظام، يلحق البلدة بركب معظم بلدات هذا الجزء من الريف الدرعاوي التي خضعت خلال الأيام الأخيرة لسيطرة القوات الحكومية.
وقد تسنى لها ذلك سواء من خلال الهجمات العسكرية التي قتلت وفقا للناشطين أكثر من 130 مدنيا وهجّرت نحو 300 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة، أو من خلال إبرام ما يطلق عليه الإعلام الحكومي اسم اتفاقيات “المصالحة” التي أخضعت معاقل أساسية للمعارضة في درعا مثل داعل وإبطع لسيطرة النظام.
غير أنّ مصادر المعارضة تؤكد أن الفصائل التي وقعت على ما تسميه بـ”اتفاقيات الاستسلام” مع الروس ليست سوى أجنحة صغيرة ضمن الفصائل الكبرى التي أعلنت في بيان نفيرها العام فشل جولة المفاوضات الثانية مع الروس متعهدة بالقتال إلى حين دحر القوات النظامية عن درعا.
ويبدو الريف الغربي لدرعا ساحة المواجهة المصيرية لهذه الفصائل، خاصة وأن القوات النظامية كثفت وتيرة غاراتها وهجماتها في محيط القاعدة الجوية الواقعة جنوب غرب مدينة درعا، وعلى بلدة طفس الاستراتيجية التي يمثل موقعها الجغرافي نقطة وصل بين الريفين الغربي والشرقي لدرعا.
وتؤكد المعارضة أنها لم تتمكن من صدّ هجوم القوات النظامية في هذه المنطقة وحسب، وإنما شنت كذلك هجمات مضادة تمكنت خلالها من قتل العديد من عناصر هذه القوات بينها لواءان في الحرس الجمهوري وأسر آخرين.
فرق لحزب الله تدخل المعركة
ولا يغيب شبح إيران عن المعارك التي تخوضها القوات النظامية في جنوب سورية، إذ يفيد تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بإرسال حزب الله اللبناني فرقة “الرضوان” التي تمثل قوات النخبة لديه إلى درعا، وينقل عن مصادر ميدانية تأكيدها قيام إيران بنشر ميليشياتها في محافظات الجنوب منذ شهرين واندماج العديد من مقاتليها في صفوف القوات النظامية.
مسألة قد تعقّد هدف إقصاء إيران عن سورية الذي تأمل واشنطن في إنجازه خلال القمة الأميركية-الروسية المرتقبة في هلسنكي بعد أسبوعين.
وقد لمّح الكرملين إلى انفتاح الرئيس فلاديمير بوتين على بحث هذه القضية مع الرئيس دونالد ترامب، عبر إبداء استعداده لعدم استثناء أي ملف عدا ملف شبه جزيرة القرم عن جدول أعمال القمة.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إنه سيبحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف سبل وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية وتخفيف المعاناة الإنسانية هناك.
الصفدي، وفي تصريح صحافي بعد لقائه منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في عمان أندرس بيدرسن، أكد أيضا استمرار العمل على تلبية احتياجات النازحين السوريين داخل بلادهم وتنسيق واستمرار عمليات إيصال المساعدات عبر الحدود إليهم.
مساعدات عربية عبر إسرائيل
وكشف ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي عن أن دولا ومنظمات عربية تدخل مساعدات إنسانية إلى سورية عن طريق إسرائيل.
وأضاف أن آلاف الأطنان من الغذاء والمؤن والأدوية والملابس يتم إدخالها بشكل شبه يومي منذ حوالي عامين.
وكشف ضابط آخر عن اتصالات تجري مع جهات في داخل سورية من أجل نقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج.
المصدر:alhurra