معـارك فـي حلـب وموسكو تثبّت تواجدها في سوريا

57

تتواصل المعارك بين فصائل المعارضة السورية والجيش السوري النظامي في مدينة حلب في شمال البلاد، في ظل انسداد الافق الدبلوماسي، فيما أعلنت موسكو أمس عزمها تحويل منشأتها العسكرية في مدينة طرطوس الساحلية الى «قاعدة عسكرية دائمة».
في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب، افاد مراسل فرانس برس عن استمرار الاشتباكات على محاور عدة تركزت بشكل خاص على حي بستان الباشا (وسط) وحي الشيخ سعيد (جنوب) وحيي الصاخور وكرم الجبل (شرق). وترافقت المعارك مع قصف جوي عنيف على مناطق الاشتباك استمر طوال الليل، كما تعرضت احياء اخرى في المنطقة الشرقية لقصف جوي ومدفعي محدود، وفق مراسل فرانس برس.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بـ»مقتل شخصين واصابة آخرين بجروح جراء سقوط صاروخ يعتقد انه أرض – أرض أطلقه الجيش على حي الشعار». وينفذ الجيش السوري هجوما على الاحياء الشرقية منذ 22 ايلول. وحقق منذ ذلك الوقت تقدما بطيئا على جبهات عدة، وتمكن السبت من السيطرة على منطقة العويجة ودوار الجندول في شمال المدينة، وبات يشرف بالنتيجة على احياء عدة في الجهة الشمالية.
 اعلنت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) «استعادة السيطرة على نقاط عدة» كان الجيش السوري تقدم فيها في حي بستان الباشا. ومنذ بدء الهجوم قبل اكثر من اسبوعين، قتل اكثر من 290 شخصا، بينهم 57 طفلا، في غارات جوية روسية وسورية وقصف مدفعي لقوات النظام على الاحياء الشرقية. وترد الفصائل المعارضة باطلاق قذائف على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش. ووثق المرصد السوري مقتل اكثر من «50 شخصاً بينهم تسعة أطفال» جراء قصف الاحياء الغربية.
ووسط التوتر القائم بين واشنطن وموسكو، اعلن نائب وزير الدفاع الروسي نيكولاي بانكوف أمس امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما ان بلاده تعتزم تحويل منشأتها العسكرية في مدينة طرطوس الساحلية الى «قاعدة بحرية دائمة». وصرح بانكوف «في سوريا، ستكون لنا قاعدة بحرية دائمة في طرطوس»، حسبما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية وانه «يتم اعداد الوثائق اللازمة». وتابع بانكوف متحدثا امام لجنة الشؤون الخارجية في الدوما (البرلمان الروسي) «نامل ان نطلب منكم قريبا المصادقة عليها». ويعتبر هذا الاعلان خطوة جديدة تتخذها روسيا لتعزيز تواجد قواتها في سوريا وسط تزايد التوترات مع الغرب بسبب حملة القصف التي تشنها موسكو دعما لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية الاسبوع الماضي انها نشرت نظام صواريخ الدفاع الجوي اس-300 في طرطوس محذرة واشنطن بانها ستوقف اية محاولة لشن عمليات قصف في سوريا. كما ارسلت موسكو ثلاث سفن تحمل صواريخ لتعزيز قواتها البحرية قبالة سواحل سوريا. ولم يكشف بانكوف عن موعد لتحويل المنشأة التي يعود تاريخها الى الحقبة السوفياتية، الى قاعدة بحرية دائمة. وقال ان الهدف الرئيسي لنظام اس-300 هو حماية منشأة طرطوس البحرية.
إلى ذلك، اعلنت المعارضة السورية أمس انها لم تتلق اي اسلحة مضادة للطيران لمواجهة الغارات الجوية المكثفة التي ينفذها نظام الرئيس بشار الاسد المدعوم من روسيا، خصوصا في حلب. وانتقدت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم اطيافا واسعة من المعارضة السياسة والعسكرية، اثر اجتماع ليومين في الرياض، «سياسة الارض المحروقة» التي اتهمت دمشق وحلفاءه باعتمادها. واوضحت انها ناقشت «تطورات الوضع الميداني واثره على العملية السياسية»، مؤكدة ان «المسؤولين عن تدمير العملية السياسية ونسف اسسها ومتطلبات نجاحها هم النظام وحليفاه الروسي والايراني عبر انتهاج سياسة الارض المحروقة في انحاء سورية ولا سيما محافظة حلب»، وذلك بحسب بيان تلاه المتحدث باسمها سالم المسلط.
وردا على سؤال، قال المسلط ان «المعارضة لم تتلق اي مضادات طيران والا لما كانت هذه الحال في سوريا»، في اشارة الى التفوق الجوي للنظام المدعوم بقوة من سلاح الطيران الروسي. واكد المتحدث ان المعارضة لا تنتظر من الرئيس الاميركي باراك اوباما او من سيخلفه، تزويدها باسلحة نوعية، مضيفا «نعول كثيرا على اشقائنا وعلى الدول الصديقة التي وقفت مع الشعب السوري»، في اشارة مرجحة الى دول داعمة للمعارضة مثل السعودية وقطر وتركيا. واضاف «لا بد من ان يرفع هذا الحظر على تزويد المعارضة بالسلاح النوعي»، وهو ما تطالب به القوى السورية المعارضة منذ فترة طويلة.

 

المصدر : الدستور