مع استمرار الأوضاع المأساوية وبعد أن ضاق بهم الحال… المئات من قاطني مخيم الركبان المنسي يخرجون نحو مناطق سيطرة قوات النظام بعد إجراء “تسوية”

54

يشهد مخيم الركبان المنسي والواقع قرب مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، في أقصى الجنوب الشرقي من سوريا، استمرار الأوضاع المأساوية التي يعايشيها عشرات الآلاف من الأشخاص القاطنين في هذا المخيم، حيث تواصل أسعار المواد الغذائية التي تباع في المخيم ارتفاعها وسط فقدان حليب الأطفال، فضلاً عن انعدام بعض الأدوية التي يحتاجها قاطني المخيم، بالإضافة لاستمرار قوات النظام بقطعها للطريق الواصل إلى المخيم، هذه الأسباب جميعها بالإضافة لحالات الوفاة التي جرت بالمخيم بسبب نقص الرعاية الطبية وشح الغذاء والدواء اللازم، دفعت مئات الأشخاص للمجازفة بحياتها والخروج من المخيم نحو مناطق سيطرة قوات النظام عبر “تسوية أوضاعها” بوساطات شخصية لعرابين في المنطقة هناك، المرصد السوري حصل على معلومات تفصيلية حول عمليات التسوية من مصادر محلية وأهلية في المخيم، وأبلغت المصادر المرصد السوري أن عملية الخروج تجري عبر أشخاص دون تواجد أي جهة ضامنة، حيث بلغ عدد الخارجين منذ شهر شباط / فبراير الفائت نحو 700 شخص كان أكبرها الدفعة التي خرجت خلال الأسبوع المنصرم والتي بلغت 150 شخص، فيما تجري عملية الخروج بدفع مبلغ مالي يصل إلى 200 ألف ليرة سورية، تدفعها العائلة الراغبة بالخروج للسيارة التي سوف تنقلهم إلى مناطق سيطرة قوات النظام، وهناك يتوجب عليهم دفع مبلغ مالي آخر متفاوت مقابل إجراء “تسوية” فبعض العائلات دفعت مبلغ 50 ألف ليرة سورية وأخرى دفعت أضعافها ووصلت إلى 300 ألف ليرة سورية، بعد ذلك يتم نقل الخارجين إلى مخيمات إيواء تابعة لقوات النظام في حسياء والأورس وغيرها وهي مدارس خالية ليبقى الخارجين هناك فترة زمنية ريثما يتم إجراء “التحقيقات الأمنية اللازمة”، وأضافت المصادر للمرصد السوري أن الفصائل المسيطرة على المخيم لا تمانع ولا تتعرض لأي راغب بالخروج من المخيم، وفي السياق ذاته علم المرصد السوري أن رضيع حديث الولادة من مدينة تدمر فارق الحياة يوم أمس الأول، نتيجة نقص الرعاية الصحية وعدم تمكن ذويه من تأمين الحليب، حيث لم يتجاوز عمره سوى 15 يوماً، في حين كان نشر المرصد السوري في الـ 13 من شهر فبراير الفائت من العام الجاري، أنه رصد تفاقماً في سوء الأوضاع الإنسانية، لقاطني مخيم الركبان، المنسي قرب مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، في أقصى الجنوب الشرقي من سوريا، حيث أكدت مصادر أهلية من داخل المخيم أن القاطنين في المخيم، البالغ تعدادهم أكثر من 60 ألف شخص، يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، على الرغم من دخول قافلة مساعدات إنسانية في الـ 6 من شهر شباط / فبراير الجاري، وذلك لعدم كفايتها لعائلة مكونة من 5 أشخاص، إلا أيام معدودة، لتعود المأساة من جديد في البحث عن أدنى مقومات المعيشة، في حال تأخر مساعدات أخرى من دخولها للمنطقة، وتتزامن هذه الأوضاع والتخوفات مع استمرار فصل الشتاء ببرده القارس، وقطع قوات النظام للطرقات الواصلة للمخيم ما ساهم في زيادة الأسعار داخل المخيم، حيث وصل سعر ليتر المازوت إلى 600 ليرة وسعر كيلو الحطب إلى 110 ليرة سورية، مع إرتفاع ملحوظ لأسعار بقية السلع إن وجدت، والتي تشكل عبئاً يثقل كاهل المواطنين في ظل انعدام القدرة الشرائية لديهم ما يزيد الأوضاع سوءاً

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 6 من شهر شباط / فبراير الجاري أنه رصد دخول قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية والإغاثية، إلى مخيم الركبان الذي يضم أكثر من 60 ألف نازح، من مناطق سورية مختلفة، وعلم المرصد السوري أن قافلة تضم نحو 140 شاحنة تحمل مساعدات غذائية وطبية ولوجستية برفقة أطقم طبية كما رافقت القافلة للمرة الثانية عربات روسية وسط حماية برية وجوية من القوات الروسية لحين وصول القافلة إلى المخيم الواقع في البادية السورية على مقربة من الحدود السورية – الأردنية، حيث تجري عملية إفراغ المساعدات للبدء بتوزيعها في المنطقة، على أن يجري توزيعها ضمن قطاعات معينة، ونشر المرصد السوري في الـ 3 من نوفمبر / تشرين الثاني 2018، أنه قافلة مساعدات إنسانية أممية، وصلت إلى مخيم الركبان، الواقع عند الحدود السورية – الأردنية، وبالقرب من قاعدة التحالف الدولي، حيث رصد المرصد السوري وصول شحنات من المساعدات على متن قافلة، إلى منطقة المخيم الذي يعاني من أوضاع إنسانية مأساوية ونقص في الأدوية والأغذية وانعدام الرعاية الصحية، بعد انقطاع المساعدات نتيجة قطع الطرق الواصلة إلى المخيم، هذه الطرق التي كانت تصل عن طريقها المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية، وأكدت المصادر الموثوقة أن المساعدات لم تدخل منذ نيسان / أبريل من العام 2017، فيما جرى توزيع مساعدات متفرقة قادمة من الأردن خلال الأشهر السابقة

كما نشر المرصد السوري في الـ 15 من يناير الفائت، أن المأساة لا تزال تعصف بمخيم الركبان في أقصى الجنوب الشرقي من سوريا، على الحدود السورية – الأردنية، حيث لا تزال الأوضاع المتردية تزداد تراجعاً وانحداراً، بالنسبة لقاطنيه الذين فروا من جحيم الحرب، لتتلقفهم رمال الصحراء المتحركة، وتزيد من معاناتهم، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الأوضاع المعيشية الصعبة، حيث أكد سكان للمرصد السوري أن التردي هذا يأتي نتيجة ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية في المخيم وصعوبة الحصول عليها بالإضافة لصعوبة وصولها، نتيجة للأحوال الجوية ونتيجة للتضييق من قبل النظام عبر منع وصول شحنات من الأغذية إلى منطقة المخيم، كما رصد المرصد السوري تذمر السكان من الواقع الطبي السيء حيث ليس هناك من معدات طبية أو أدوية كافية لعلاج السكان في الوقت الذي تمنع فيه الأردن قاطني المخيم من الانتقال إلى أراضيها لتلقي العلاج، وفي وسط كل هذه المأساة وجد الموت طريقه ثانية إلى أرواح السوريين، لينتزعها بطريقة لطالما جرى قتل مئات السوريين فيها خلال السنوات الفائتة في العاصمة دمشق وريفها ومناطق سورية أخرى، حيث وثق المرصد السوري وفاة 10 مواطنين منذ أكتوبر / تشرين الأول الفائت من العام الفائت 2018، بينهم 4 أطفال ومواطنتان، ومن ضمنهم 3 فارقوا الحياة منذ وصول المساعدات في مطلع نوفمبر الفائت من ضمنهم طفلتان اثنتان، وسط وجود معلومات عن مفارقة آخرين للحياة في ظروف مختلفة لم يتمكن المرصد السوري من توثيقها في مخيم الركبان الذي يضم أكثر من 60 ألف نازح

المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 24 من شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أن قوات مغاوير الثورة العاملة في منطقة التنف، والمدعومة من قبل التحالف الدولي، تجري تحضيرات لنقلها إلى الشمال السوري، مع مدنيين ومقاتلين رافضين لـ “المصالحة والتسوية مع النظام”، وأكدت المصادر المتقاطعة للمرصد السوري أن التحضيرات تجري لنقل الآلاف نحو الشمال السوري، فيما تأتي أسباب عملية النقل من المنطقة، بعد معلومات عن إبلاغ ورد للفصائل المدعومة من قبل التحالف الدولي والمتواجدة في منطقة التنف، على الحدود السورية – العراقية، ضمن البادية السورية وفي مخيم الركبان للنازحين، والذي يضم أكثر من 60 الف نازح، بالتحضر لنقلهم نحو الشمال السوري، بسبب عزم الولايات المتحدة الأمريكية سحب قوات بلادها من المنطقة ومن شرق الفرات، في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي سحب قوات بلاده من الأراضي السورية، كم أن هذا القرار أشعل الاستياء في مخيم الركبان والمناطق الخاضعة لحماية التحالف الدولي ضمن البادية السورية، حيث أبدى السكان امتعاضهم وشجبهم لقرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب، وتركهم يواجهون مصير عشرات آلاف السوريين الذين جرى قتلهم إما بقصف أو تحت التعذيب أو بوسائل أخرى، بعد أن فرض النظام سيطرته على مناطقهم، وحمل السكان في مخيم الركبان للنازحين الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها وقواته، المسؤولية عن حياتهم، فيما إذا جرى تعريضهم لخطر القتل والاعتقال من قبل قوات النظام وحلفائها والروس، إذ أعلن مسؤولون عن مخيم الركبان عن الاستعداد يوم غد لاعتصام في المخيم، والتقدم نحو قاعدة التنف لمطالبة مسؤولي التحالف الدولي بإيجاد حلول جذرية لهم، مع رفضهم القاطع لعمل” تسويات ومصالحات” مع قوات النظام، كما أن المرصد السوري نشر خلال الـ 48 ساعة الفائتة، أنه علم أن فصيلي قوات أحمد العبدو وجيش مغاوير الثورة العاملين في البادية السورية ضمن مخيم الركبان عند الحدود السورية – الأردنية، أقدما على تنفيذ حملة دهم واعتقالات في أطراف مخيم الركبان، واعتقلت 16 شخصاً من الخلايا النائمة لتنظيم “الدولة الإسلامية” هناك، حيث كانت المجموعة هذه تعمد إلى الدخول والخروج إلى الركبان بين الحين والآخر، ونشر المرصد السوري يوم الخميس الـ 20 من شهر كانون الأول الجاري، أنه لا تزال الخلايا النائمة التابعة لأطراف مختلفة، وأبرزها تنظيم “الدولة الإسلامية”، تواصل عملها ضمن مختلف المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها، أو التي يتواجد فيها نازحون كانوا ضمن مناطق سيطرته سابقاً، ممن دفعتهم الظروف للبحث عن مأوى ومكان آمن يمكنهم من العيش بعيداً عن القتل والموت، إلا أن الخلايا العاملة في مناطق مختلفة من الأراضي السورية، لا تزال تسعى لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار ولإراقة مزيد من الدماء التي سال منها مئات الآلاف على الأرض السوري من قبل كل الأطراف، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان نشاط مزيد من الخلايا وهذه المرة على مقربة من قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف، الواقعة في البادية السورية، إذ وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من بيان أصدره المكتب الأمني لقوات أحمد العبدو المتواجدة في منطقة مخيم الركبان القريب من قاعدة التنف والحدود السورية – الأردنية.