مع استمرار التحشدات العسكرية في المنطقة…ترقب للموافقة الروسية على تهجير جديد في آخر منطقة للفصائل بمحيط العاصمة دمشق

5

حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من مصادر موثوقة، حول التوصل لاتفاق في جنوب دمشق، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أنه جرى التوصل لاتفاق حول القسم الخاضع لسيطرة الفصائل من جنوب العاصمة دمشق والبلدات الثلاث “يلدا وبيت سحم وببيلا”، في الريف الجنوبي لدمشق، إذ أكدت المصادر أن الاتفاق ينص على انسحاب كل من يرفض الاتفاق من الفصائل نحو وجهتين، حيث يتجه مقاتلو فصيل أبابيل حوران، نحو درعا في الجنوب السوري، فيما تتجه بقية الفصائل وهي حركة أحرار الشام الإسلامية ولواء شام الرسول وجيش الإسلام نحو الشمال السوري، فيما يجري الترقب للموافقة الروسية النهائية لبدء تنفيذ الاتفاق بعدها، بغية تحقيق الهدف الروسي وهو تأمين العاصمة دمشق عبر فرض طوق من المناطق التي تمكنت فيها روسيا من تنظيم عمليات “تسوية”، انتهت جميعها بفرض تهجير على من يرفض الاتفاق.

المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر خلال ساعات الليلة الفائتة أنه رصد استمرار عمليات تحشد قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في محيط منطقة مخيم اليرموك، بالقسم الجنوبي من العاصمة دمشق، في إطار التحضير لعملية عسكرية في المنطقة، التي يسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على معظمها، حيث أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن التحضيرات شملت استقدام آليات وعربات مدرعة ومعدات وذخيرة وعناصر إلى محيط المخيم، بالتزامن مع استنفار تشهده الأحياء الجنوبية في العاصمة دمشق، من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، تحضيراً لمواجهة عسكرية مع قوات النظام، التي تعتزم بدء العملية فور الانتهاء من تنفيذ اتفاق دوما وتهجير عشرات الآلاف من مقاتلين وعوائلهم ومدنيين رافضين للاتفاق.

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان نشر في الـ 5 من نيسان / أبريل الجاري من العام 2018، أن جنوب العاصمة دمشق يشهد عمليات للروس والنظام، ضد خصمين رئيسيين في اتجاهين وأسلوبين مختلفين، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار عمليات التفاوض بين الجانب الروسي وممثلين عن النظام من طرف، ووجهاء وممثلين عن بلدات ومناطق جنوب العاصمة وريف دمشق الجنوبي، للتفاوض على “تسوية” جديدة حول وضع البلدات الثلاث يلدا وببيلا وبيت سحم بريف دمشق الجنوبي الغربي، ومناطق القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، حيث من المرتقب الوصول إلى حل يتعلق ببقاء من يقبل الاتفاق وتهجير من يرفضه، وتسليم الأسلحة وعودة مؤسسات النظام للعمل في المناطق مع “تسوية” أوضاع المتخلفين عن خدمة التجنيد الإجباري والمطلوبين للنظام والمقاتلين المتبقين في المنطقة، وعودة النازحين في أوقات سابقة إلى منازلهم وإعادة تأهيل المنطقة، حيث تجري المباحثات والمفاوضات بين الجانبين للوصول إلى نصٍّ نهائي يحمل بنوداً قابلة للتطبيق بشكل كامل، ضمن التحرك الروسي لتأمين العاصمة دمشق ومحيطها، وفرض طوق يكون تواجده هو الرئيسي فيه.

كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان في المقلب الآخر، استمرار التحشدات العسكرية منذ نحو أسبوع في أطراف القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، إذ تعمد قوات النظام وحلفائها، إلى استقدام تعزيزات عسكرية من عدة وعتاد وعناصر، إلى محيط مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” التي تسيطر على معظم حي القدم وحي الحجر الأسود ومعظم مخيم اليرموك وأجزاء واسعة من حي التضامن، وسط عمليات استنفار من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” في القسم الجنوبي من العاصمة دمشق، إذ أكدت عدد من المصادر المتقاطعة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تعمد إلى تنفيذ عملية عسكرية تهدف إلى السيطرة على مخيم اليرموك والتضامن والقدم والحجر الأسود، وإنهاء وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” فيها، بعد الهجمات العنيفة التي شهدها حي القدم في جنوب العاصمة منذ الـ 13 من آذار / مارس الفائت من العام الجاري 2018، والتي مكنت التنظيم من السيطرة على معظم الحي وقتل أكثر من 116 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وأسر وجرح عشرات آخرين، في حين يشار إلى الريف الجنوبي للعاصمة دمشق، يشهد هدوءاً من سنوات، في أعقاب “مصالحة” جرت بين مقاتلي البلدات الثلاث وبين سلطات النظام عبر وجهاء وأعيان من المنطقة، فيما يهدف التحرك الروسي إلى إيجاد حل نهائي لهذه المناطق، عبر بنود قالت مصادر متقاطعة أنها تقوم على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط ومغادرة رافضي الاتفاق للمنطقة نحو وجهة غير معلومة إلى الآن، كما أن مخيم اليرموك ومناطق سيطرة التنظيم في جنوب العاصمة دمشق، شهدت في الآونة الأخيرة عمليات قصف ومعارك جرت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في جنوب دمشق.