مع استمرار القوات التركية والفصائل الموالية لها بقطع مياه محطة “علوك”.. أهالي يطلقون مبادرة محلية لجمع التبرعات لتأمين المياه في الحسكة

يستمر انقطاع مياه محطة علوك عن مدينة الحسكة وبلدة تل تمر منذ 6 أشهر، وهي محطة تقع في منطقة رأس العين الواقعة تحت سيطرة فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، وكانت تغذي مايقارب مليون و200 ألف مواطن، مما دفع الأهالي إلى شراء المياه عبر الصهاريج و مياه الآبار المنزلية لتغطية احتياجاتهم، حيث يصل سعر 5 براميل لنحو 10 آلاف ليرة سورية.
وتقدم بدورها “الإدارة الذاتية” كميات من المياه عبر صهاريج للأهالي إلا أنها لا تسد احتياجاتهم، كما تعمل على تنفيذ مشروع استجرار المياه للحسكة من ريف مدينة عامودا بمسافة 62 كم ويعتبر مشروع جر المياه إلى الحسكة من عامودا هو الثالث الذي ستنفذه الإدارة الذاتية كبدائل عن محطة علوك.
ونظراً لعدم الاكتفاء بشكل كامل فقد لجأ بعض الأشخاص منهم لإطلاق مبادرة محلية لجمع تبرعات من مغتربين خارج سوريا لشراء المياه عبر الصهاريج وتوزيعها على العوائل التي تعجز عن تحمل تكاليف شراء المياه.
ويتحدث الناشط الإعلامي (ر. ب) للمرصد السوري لحقوق الإنسان،عن تلك المبادرة قائلاً،  بأنه ينحدر من مدينة رأس العين، ويقيم حالياً في مدينة الحسكة، وقام بمبادرات تطوعية وخيرية عديدة منذ 3 سنوات وحتى الآن، حيث قام بتغطية أكثر من 63 عائلة نازحة وفقيرة بتوزيع المواد والسلال الغذائية والمبالغ المالية وسلال دوائية إسعافية وكان آخر المبادرات هي مبادرة توزيع مياه الشرب مجاناً للأهالي بعد قطع القوات التركية والفصائل الموالية لها لخط المياه الرئيسي الذي يغذي مدينة الحسكة وأريافها (محطة علوك)، بهدف تعطيش مايقارب المليون مدني في جريمة حرب واضحة المعالم وفق القانون الدولي الإنساني.
مضيفاً، المبادرة كانت رد فعل طبيعي للمساهمة في تخفيف العبء عن الأهالي الذين يثقل كاهلهم  شراء مياه الشرب وتأمينه من الصهاريج الجوالة والتي تزداد أسعارها وفق انخفاض قيمة الليرة السورية، و يساهم بعض الأصدقاء في داخل سوريا وخارجها بالتبرع لشراء المياه وتوزيعها بشكل مجاني.
مؤكداً، عدم تلقي أي مساعدات من قبل الجهات المسؤولة، وتنحصر المبادرة بمساهمات الأصدقاء والمعارف.
وتمكن القائمون على هذه المبادرة من جمع مبلغ وصل لنحو 15 مليون ليرة سورية من المتبرعين، وقد تم شراء كميات من المياه عبر الصهاريج وتوزيعها على الأحياء والعوائل الأكثر حاجة في المنطقة.
بدورها تقول السيدة (ن.م) من مدينة الحسكة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، حول المبادرة، إن مثل هذه المبادرات جيدة ولكنها لا تلبي احتياجات الأهالي من المياه، فالمياه شي أساسي في الحياة اليومية، ويضاف لمعضلة المياه العديد من العوائق الأخرى وتردي الأوضاع المعيشية، ومع انقطاع المياه توجه الجميع نحو مياه الصهاريج التي لا يمكن الوثوق بمصدرها مما يضع احتمالية تفشي الأمراض.
وتضيف، ورغم ذلك فالجميع مجبر على شراء تلك المياه باعتبار أنه لا بديل عنها، مناشد  المنظمات الدولية والمحلية بالتدخل المباشر لوقف جرائم تركيا وإبعاد قضية المياه عن الحرب الدائرة.
وسبق أن اتهمت” الإدارة الذاتية” القوات التركية باستخدام محطة علوك في إطار الحرب الممارسة ضد مناطق شمال شرق سوريا، بهدف تفريغ المنطقة من سكانها والقضاء على مشروع “الإدارة الذاتية”، مؤكدة استعدادها لتغطية وتغذية المحطة بالكهرباء، ولكن الجانب التركي لم يلتزم بالاتفاقية واستمر بقطع المياه عن مدينة الحسكة وريفها.