مع اقتراب الهدنة الروسية – التركية من استكمال شهرها الأول…53 شخصاً على الأقل استشهدوا وقضوا بينهم 35 من المدنيين بقصف جوي وبري للنظام والروس

5

تواصل الهدنة الروسية – التركية سريانها، منذ الـ 15 من آب / أغسطس الفائت من العام 2018، في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة، بعد توافق بين الجانبين الروسي والتركي، والتي تزامنت مع تحشدات عسكرية ضخمة لقوات النظام بعشرات آلاف العناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها والمقاتلين السابقين في فصائل “المصالحة” وأكثر من 2000 عربة مدرعة، بغية الهجوم على إدلب ومحيطها، ونشرت هذه القوة الضخمة من جبال اللاذقية الشمالية، وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي الغربي، مروراً بسهل الغاب وشمال حماة وريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، وتسببت هذه الهدنة التي شهدت عمليات خرق يومية من قبل قوات النظام وحلفائها والروس، وقصف من قبل الطائرات المروحية والحربية، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية من مدنيين ومقاتلين.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق استشهاد 53 شخصاً منذ الـ 15 من آب / أغسطس الفائت وإلى اليوم الـ 13 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، هم 3 مواطنين بينهم طفلان استشهدوا في قصف للطائرات المروحية التابعة للنظام بالبراميل المتفجرة، و15 مواطناً بينهم 5 أطفال ومواطنتان استشهدوا في القصف من قبل قوات النظام بالقذائف الصاروخية والمدفعية، وعلى مناطق سريان الهدنة التركية – الروسية في إدلب وحماة وحلب، و17 مواطناً بينهم 7 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في قصف للطائرات الحربية الروسية، والشهداء جميعهم قضوا في محافظات إدلب وحماة وحلب، غالبيتهم الساحقة في إدلب وحماة، كما قضى 7 مقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية جراء القصف الجوي والقصف من قبل قوات النظام على ريفي إدلب وحماة، أيضاً استشهد 11 مواطناً بينهم 5 أطفال و5 مواطنات، جراء سقوط قذائف أطلقها فصيل أنصار التوحيد على مدينة محردة التي تسيطر عليها قوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي، كما أصيب عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.

كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان نزوح عشرات آلاف المواطنين من ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، ومن سهل الغاب ومنطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ومناطق أخرى من شمال حماة، نحو ريف إدلب الشمالي ومنطقة عفرين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف حماة، وريف حلب الغربي، وإلى مناطق قريبة من الحدود السورية – التركية، للابتعاد عن القصف المتصاعد في الأسبوع الأخير بخاصة، في حين كان المرصد السوري رصد في الأسابيع الأخيرة تصاعد وتيرة تحضيرات النظام بشكل أكبر، لبدء معركة إدلب الكبرى، إذ علم المرصد السوري من مصادر متقاطعة، أن قوات النظام حشدت غالبية قواتها التي خاضت معارك سابقة ضد الفصائل وتنظيم “الدولة الإسلامية”، ونقلتها إلى خطوط التماس وجبهات القتال في أرياف إدلب وحماة واللاذقية وحلب، بغية كسب ورقة رابحة في المعركة، التي حشدت لها أكثر من 2000 مدرعة لحد الآن، واستدعت لذلك عشرات آلاف العناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها، مع استدعاء ضباطها وقادة عملياتها وعلى رأسهم العميد في قواتها سهيل الحسن والمعروف بلقب “النمر”، فيما اتبعت قوات النظام تكتيك القصف المتبعثر، عبر نقل محور القصف بين اليوم والآخر، وتركيز القصف في كل مرة على منطقة دون الأخرى، لتشتيت المقاتلين في الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل العاملة في مناطق سيطرة الفصائل، شمال وشرق وغرب خط التماس بين قوات النظام والفصائل الممتد من جبال اللاذقية الشمالية وصولاً لريف حلب الجنوبي مروراً بسهل الغاب وريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، فيما شهدت مناطق سيطرة الفصائل من الفصائل المقاتلة والإسلامية والجبهة الوطنية للتحرير والحزب الإسلامي التركستاني وهيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين، تحضراً هي الأخرى لمواجهة هذه الحشود الكبيرة في حال انطلقت المعركة، فعمدت لحفر الأنفاق والخنادق وتقوية نقاط تمركزها، وزيادة محارسها وأعداد مقاتليها على الجبهات.

كما نشر المرصد السوري اليوم الـ 13 من أيلول الجاري، أنه حصل على معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، أن تحركات عسكرية تجري من خلال الحدود بين لواء إسكندرون وإدلب، وفي التفاصيل التي أكدتها المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن عشرات الشاحنات دخلت إلى محافظة إدلب ومحيطها، عبر معبر كفرلوسين الحدودي، حيث دخلت نحو 185 شاحنة بإشراف القوات التركية، إلى الجبهة الوطنية للتحرير العاملة في محافظة إدلب وريف حماة ومحيطهما، واكدت المصادر أن الشاحنات حملت معدات عسكرية وأسلحة وذخيرة من ضمنها صواريخ، كما أكدت المصادر أن معبر كفرلوسين الذي جرى فتحه من قبل السلطات التركية خلال عملية إقامة نقاط مراقبة للقوات التركية في محافظة إدلب، شهد خلال الأيام الأخيرة عملية دخول شحنات الأسلحة هذه، بالتزامن مع غياب الطائرات الحربية والمروحية الروسية والتابعة للنظام عن أجواء مناطق سريان الهدنة الروسية- التركية في حلب وحماة وإدلب واللاذقية.