مـ ـيـ ـلـ ـيـ ـشـ ـيـ ـات تـ ـسـ ـرق وأخرى تدخل الـ ـسـ ـلاح.. الـ ـمـ ـيـ ـلـ ـيـ ـشـ ـيـ ـات التابعة لإيران تـ ـسـ ـتـ ـغـ ـل المساعدات البرية القادمة من العراق لتحقيق أهداف خاصة
شهدت مناطق ضمن الأراضي السورية زلازل مدمرة بتاريخ السادس من شهر شباط، راح ضحيتها الآلاف، وتضرر مئات الآلاف من المدنيين على الأقل على اختلاف مناطق السيطرة، واستغلت الميليشيات التابعة لإيران الفاجعة خير استغلال، فبعضها سرق من المساعدات وأدخل السلاح والذخائر على أنها مساعدات، وبعضها الآخر يحاول كسب حاضنة شعبية عبر ضخ المساعدات.
المرصد السوري أجرى تحقيقاً حول ما سبق يستعرضه في خضم التقرير الآتي.
ملف السرقات
تعد العراق من أكثر الدول التي قدمت مساعدات إنسانية إلى منكوبي الزلازل ضمن مناطق نفوذ النظام بمختلف المحافظات السورية عن طريق البر، حيث دخلت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات من الأراضي العراقية إلى سورية عبر دير الزور، ومعظمها كان بترفيق من الحشد الشعبي العراقي، الذي استغل الموقف لكسب حاضنة شعبية، حيث قام بالإشراف المباشر على توزيع المساعدات في حلب والساحل السوري، في الوقت الذي عمدت فيه ميليشيات محلية تابعة لإيران وأخرى غير سورية، إلى استغلال أي شاحنة لا تكون تحت حماية الحشد الشعبي، من شاحنات المساعدات القادمة من العراق إلى سورية عبر دير الزور، وقامت بسرقة الكثير من محتوياتها، حيث جرى سرقة بطانيات ومواد غذائية وطبية، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن مجموعة تابعة لميليشيا فاطميون سرقت مواد طبية من شاحنات المساعدات تحت تهديد السلاح وقامت بتخزينها في مقراتها بأطراف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.
بينما قام عناصر من ميليشيا زينبيون بسرقة مواد غذائية وتوزيعها على عوائلهم وذلك في مدينة الميادين بريف دير الزور، كما قامت مجموعات تابعة لميليشيا حزب الله السوري وميليشيا الدفاع الوطني بسرقة بطانيات ومواد غذائية وبيعها في الميادين “عاصمة الميليشيات” بمنطقة غرب الفرات.
ملف السلاح
إلى جانب عمليات السرقة وكسب الحاضنة الشعبية، استغلت الميليشيات التابعة لإيران في دير الزور، فاجعة الزلازل وتدفق شاحنات المساعدات الإنسانية من العراق إلى سورية، لإدخال أسلحة وذخائر وتخزينها بالمستودعات في دير الزور، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فقد بلغ تعداد شاحنات السلاح التي دخلت الأراضي السورية خلال هذه الفترة 8 شاحنات، دخلت على 3 دفعات رصدها المرصد السوري جميعها.
الدفعة الأولى كانت بتاريخ 14 شباط، حين استقدمت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني 3 شاحنات تحمل سلاح وذخائر، عبر الأراضي العراقية إلى مواقعها في منطقة عين علي بأطراف مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، حيث جرى إفراغ حمولة الشاحنات بمستودعات هناك.
الدفعة الثانية كانت بتاريخ 17 شباط، ودخلت 3 شاحنات سلاح تابعة لمليشيا حزب الله العراقي، تضم صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وذخائر ومعدات لوجستية أيضاً، وانقسمت هذه الشاحنات فور دخولها، 2 منها تم إفراغها داخل مستودعات بريف البوكمال قرب الحدود، و1 واصلت طريقها إلى أطراف مدينة دير الزور وتم إفراغها هناك.
أما الدفعة الثالثة والأخيرة فكانت بتاريخ 20 شباط، حين دخلت شاحنتين اثنتين محملتين بصواريخ قصيرة المدى ومنصات إطلاق صواريخ، تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وجرى تخزينها في أقبية تحت الأرض قرب قلعة الرحبة الآثرية بريف الميادين، شرقي دير الزور.
الخاتمة
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان يستنكر استغلال الفاجعة التي حلت بأبناء الشعب السوري من قبل الميليشيات التابعة لإيران وسرقتهم لقسم من المساعدات القادمة لهم من العراق الشقيق، كما يستنكر استقدامهم لسلاح وذخائر وتخزينها بممتلكات عائدة للسوريين، ويطالب المتجمع الدولي ومجلس الأمن بالعمل الجاد لإخراج إيران وميليشياتها من الأراضي السورية، وليس ذلك فحسب، بل يؤكد المرصد السوري على ضرورة تقديم كافة المتورطين بقتل وتهجير أبناء الشعب السوري من الميليشيات الإيرانية إلى محاكم دولية عادلة لينالوا عقابهم.