مقاتلون أكراد يظفرون بمدينتين.. و«الحر» يتقدم شرقاً
شهدت المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا أمس تطورات لافتة تمثلت في انسحاب القوات الموالية للنظام من مدينتي تل تمر والدرباسية حيث أخلت المقرات الأمنية تماماً فيما تولت مجموعات كردية مسلحة إدارة المدينتين الواقعتين قرب الحدود التركية وسيطروا على معبر صغير فيها، في وقت واصل الجيش الحر تقدمه في مدينة راس العين ليقترب باتجاه مناطق ذات كثافة كردية أكبر شرقاً، في حين قتل 20 عنصرا من القوات النظامية في انفجار سيارتين مفخختين قرب نقطة عسكرية في مدينة درعا.
وسيطر مقاتلون أكراد على مدينتي الدرباسية وتل تمر في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا والغنية بالنفط بعد ضغوط ومفاوضات انتهت بخروج قوات النظام منهما، وذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلين الجيش الحر على مدينة راس العين (سري كانيه) الحدودية مع تركيا.
وقال ناشطون ومدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «سيطر مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي على مدينتي تل تمر والدرباسية بعد محاصرة مديريتي الشرطة فيهما، بالاضافة إلى مقار للاستخبارات العسكرية وأمن الدولة وغيرها من المراكز الامنية لساعات طويلة».
مفاوضات الانسحاب
وأوضح عبد الرحمن أن الاهالي شاركوا في الحصار وأجروا مفاوضات مع القوات النظامية طالبين منها الانسحاب من هذه المقار لتجنيب مناطقهم معارك كتلك التي شهدتها مدينة راس العين بين القوات النظامية والجيش الحر.
وأوضح المرصد أن المقاتلين الاكراد سيطروا أيضا على المعبر الحدودي مع تركيا في الدرباسية، وهو معبر صغير.
وبذلك، لم يعد النظام يسيطر عمليا إلا على القامشلي والحسكة في محافظة الحسكة، وهما أكبر مدينتين في المحافظة، وعلى معبر القامشلي الحدودي مع تركيا، بينما أصبحت كل المعابر الأخرى بين سوريا وتركيا في أيدي المعارضين.
وقال ناشطون اكراد في بريد الكتروني إن اللجان الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي «طلبت من النازحين الاكراد العودة إلى مدينة راس العين بعد أن أصبحت خارج سيطرة النظام بشكل كامل».
اشتباكات عنيفة
إلى ذلك، ذكر ناشطون أن القوات النظامية والجيش الحر اشتبكوا في قتال عنيف في راس العين ما أدى إلى فرار مزيد من المدنيين إلى تركيا. وقال ناشطون إن مقاتلين من الجيش الحر سيطروا على بلدة تقع على الطريق المؤدي إلى مدينة الدرباسية التي تقع شرق رأس العين.
وذكر المرصد أن نحو 20 ألف شخص فروا من المناطق الواقعة بالقرب من الحدود السورية-التركية خلال الساعات الـ24 الماضية. وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن بعضهم تمكن من دخول الأراضي التركية ، فيما لجأ آخرون للمناطق الكردية داخل سوريا التي تشهد هدوءا بصورة كبيرة.
20 جنديا
في هذه الأثناء، قتل 20 عنصرا من القوات النظامية في انفجار سيارتين مفخختين قرب نقطة عسكرية في مدينة درعا في جنوب سوريا. وأفاد المرصد السوري: «قتل ما لا يقل عن 20 عنصرا من القوات النظامية إثر اقتحام سيارتين مفخختين لمعسكر القوات النظامية في الحديقة الخلفية لنادي الضباط حيث انفجرتا بفارق دقائق». وأوضح عبد الرحمن أن هناك خياما للجنود في الحديقة الخلفية للنادي. وقال إن شهودا رأوا سيارات اسعاف تنقل قتلى وجرحى من المكان إلى المشفى الوطني في درعا. وذكر المرصد أن انفجارا ثالثا لم تعرف طبيعته وقع في ملعب في المدينة فيه نقطة عسكرية أيضا، من دون أن يوقع ضحايا.
ريف دمشق
أما في ريف دمشق، فاستمرت الاشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، بحسب المرصد الذي أشار إلى وصول «تعزيزات عسكرية» للقوات النظامية إلى محيط مدينة داريا التي شهدت بساتينها اشتباكات عنيفة خلال الايام الماضية. وفي محافظة القنيطرة، تعرضت بلدات وقرى في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود مع هضبة الجولان المحتل من إسرائيل لقصف مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد الذي ذكر أن ثوارا كانوا هاجموا حاجزا لقوى الامن في قرية الحرية.
المصدر: البيان