مقاتلو المعارضة السورية يسيطرون على مركز عسكري كبير في غرب حلب

48

سيطر مقاتلو المعارضة السورية ليل الجمعة السبت على مركز عسكري استراتيجي في مدينة حلب، في تقدم كبير نحو الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، في وقت استمرت المعارك عنيفة على جبهة اخرى في غرب المدينة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن “سيطرت غرفة عمليات فتح حلب المؤلفة من مجموعة فصائل مقاتلة بينها لواء صقور الجبل وحركة نور الدين زنكي ولواء الحرية الاسلامي، بشكل كامل الليلة الماضية على مركز البحوث العلمية الواقع عند الاطراف الغربية لمدينة حلب، ما يشكل خطرا على حي حلب الجديدة والاحياء الغربية الاخرى الواقعة تحت سيطرة النظام”.

واندلعت المعارك في حلب في صيف 2012 عندما تمكنت فصائل معارضة من السيطرة على اجزاء واسعة منها، وانقسمت المدينة سريعا بين احياء تحت سيطرة النظام في الغرب واخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في الشرق، علما ان مقاتلي المعارضة متواجدون في مناطق متعددة في ريف حلب. ولم تتغير الخريطة كثيرا على الارض منذ ذلك الحين.

ويمتد مركز البحوث العلمية على مساحة واسعة جدا في غرب حلب، ويضم مباني وهنغارات عديدة، وقد تحول الى ثكنة عسكرية لقوات النظام.

وبدا الهجوم على المركز بعد ظهر الجمعة.

وبثت حركة نور الدين زنكي شريط فيديو على الانترنت بدا فيه عشرات المقاتلين المسلحين يتنقلون داخل مركز البحوث ويهتفون “الله اكبر” ويطلقون النار ابتهاجا في الهواء ب”تحرير مركز البحوث”. وظهرت في الصور داخل المبنى اثار دمار وركام، بينما رفع علم “الثورة السورية” في الباحة.

وقال المرصد ان الطيران الحربي قام منذ صباح اليوم السبت بقصف مكثف على مركز البحوث، ما دفع المقاتلين الى اخلاء اجزاء منه والتجمع في الاجزاء الغربية.

وكان عناصر قوات النظام والمسلحون الموالون لها شنوا ليلا هجوما مضادا على مركز البحوث لاستعادته، لكنهم فشلوا في ذلك.

في الوقت نفسه، تواصلت المعارك “بشكل عنيف جدا وجنوني”، بحسب المرصد، في محيط حي جمعية الزهراء الى الشمال من مركز البحوث في غرب حلب كذلك طيلة الليل.

وكان تجمع من الفصائل اطلق على نفسه اسم “غرفة عمليات انصار الشريعة” يضم جبهة النصرة وفصائل غالبيتها اسلامية، بدأ هجوما الخميس على هذا الحي الذي يضم فرع المخابرات الجوية، احدى ابرز النقاط العسكرية للنظام. وتمكنت الفصائل من التقدم الى بضع نقاط. الا ان المرصد السوري افاد السبت ان قوات النظام استعادت ليلا هذه النقاط “بينما نفذت اربعين غارة جوية على تجمعات المقاتلين في محيط المدينة”.

وقتل 29 مقاتلا من الفصائل مساء الجمعة في المعارك، بينما لم تعرف بعد حصيلة القتلى في صفوف قوات النظام.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، ارتفعت حصيلة القتلى من عناصر جبهة النصرة الذين سقطوا في تفجير استهدف مسجدا في مدينة اريحا مساء الجمعة الى 31، بالاضافة الى عشرات الجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 25 عنصرا.

ولم تشر جبهة النصرة على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي الى التفجير.

واستهدف الانفجار مسجد سالم في غرب المدينة، بينما كان عناصر النصرة يستعدون لتناول الافطار مع عدد كبير من المدنيين، بحسب ما ذكر ناشطون، في احدى قاعات المسجد.

ورجح المرصد ان يكون التفجير ناتجا عن “عبوة ناسفة كبيرة مزروعة داخل المسجد”.

وسيطرت جبهة النصرة ومجموعة من الفصائل المقاتلة الاخرى في نهاية ايار/مايو على مدينة اريحا التي كانت احد آخر مواقع النظام في محافظة ادلب.

afp_tickers

 

المصدر: swissinfo