مقتل مزيد من المدنيين في التصعيد المستمر على إدلب ومحيطها
قتل 15 مدنياً على الأقل أمس الأربعاء في قصف جوي سوري استهدف محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، والتي تشهد مناطق منها منذ شهر تصعيداً عسكرياً عنيفاً لقوات النظام وحليفتها روسيا.
ومنذ نهاية أبريل، تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى، اضافة الى حركة نزوح ضخمة نحو مناطق أكثر أمناً، وذلك رغم دعوات الأمم المتحدة وواشنطن المتكررة لوقف التصعيد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء عن مقتل 15 مدنياً في قصف لقوات النظام بينهم سبعة قضوا في غارات استهدفت قريبة سرجة في ريف إدلب الجنوبي، فضلاً عن أربعة من عائلة واحدة في قصف بالبراميل المتفجرة استهدف بلدة البارة. وكان المرصد السوري قد أفاد في وقت سابق بمقتل 13 شخصاً إلا ان الحصيلة ارتفعت مع استمرار القصف. ويأتي ذلك غداة مقتل 27 مدنياً في القصف المتواصل، في حصيلة هي الأكبر منذ نهاية أبريل. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “يتواصل قصف النظام وروسيا بكثافة على مناطق عدة، مشيراً إلى أن الغارات الروسية تتركز على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي. وترد الفصائل، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، التي تسعى إلى صد تقدم قوات النظام في ريف حماة الشمالي، باستهداف مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مواطنة قتلت وأصيب سبعة بجروح في قصف لما تصفه بـ”المجموعات الإرهابية استهدف بلدات عدة في شمال حماة.
وبلغت حصيلة القتلى جراء قصف قوات النظام وروسيا منذ شهر نحو 280 مدنياً بينهم عشرات الأطفال، وفق المرصد السوري.
وفي القرى المستهدفة، يعمد المدنيون إلى حفر القبور ودفن الموتى في وقت متأخر ليلاً خشية من القصف، وفق ما شاهد مصور لفرانس برس.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة، كما تتواجد في المنطقة فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً.
وتخضع المنطقة المستهدفة لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه.
ويرجح محللون أن تواصل قوات النظام تصعيدها من دون أن يتحول إلى هجوم واسع للسيطرة على المحافظة المحاذية لتركيا، التي تخشى موجة نزوح ضخمة بالقرب من حدودها.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري خلال جلسة لمجلس الامن الثلاثاء إن دمشق “لن تألو جهداً لتخليص مواطنيها في إدلب من سيطرة التنظيمات الإرهابية. وأمام الجلسة، حذرت مساعدة الامين العام للامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية أورسولا مولر من أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى توقف تام في عمل منظمات الإغاثة، مشيرة إلى أن منظمات عدة علقت أساساً عملها في المنطقة المستهدفة. ومنذ نهاية أبريل، نزح 270 ألف شخص من منطقة التصعيد، وفق قولها.
المصدر: menafn