مقتل 30 متطرفاً في أول غارة فرنسية على مقار لتنظيم داعش في سورية باريس: تحقيق بشأن ارتكاب الأسد جرائم ضد الإنسانية
قال مكتب المدعي العام في باريس إن فرنسا تحقق في اتهامات لرئيس النظام السوري بشار الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قضية تبرز الانقسامات بين القوى العظمى بشأن العلاقات معه.
وصرح مسؤول في مكتب الادعاء بأنه تم فتح التحقيق الذي ينظر أيضا في مزاعم بقيام قوات النظام السوري بالتعذيب والخطف “استنادا إلى دلائل تم تسلمها من وزارة الخارجية” في العاشر من سبتمبر أيلول.
وسقط ما يقدر بنحو 250 ألف قتيل في الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات وتشرد 11 مليونا آخرين.
وأشارت عدة تقارير إعلامية إلى أن ملف الوزارة يعتمد على حوالي 55 ألف صورة فوتوغرافية هربها ضابط سابق بالجيش السوري من البلاد ويظهر بها 11 ألفا قال إنهم من ضحايا القوات الموالية للأسد.
وأهلية المحاكم الفرنسية لمحاكمة المسؤولين عن تلك الأفعال ربما تتوقف على التحقق من وجود مواطنين فرنسيين بين الضحايا. وحتى في تلك الحالة فإن احتمال عقد محاكمة في فرنسا يبدو بعيدا.
ومع تزايد الدعم السوري للرئيس السوري انضمت فرنسا في الآونة الأخيرة لقوى غربية أخرى خففت مطالبها السابقة أن يترك الأسد السلطة كشرط مسبق لإجراء محادثات سلام.
من جهة اخرى، اسفرت اول غارة جوية شنتها فرنسا على مقار لتنظيم داعش في سورية عن مقتل 30 متطرفا على الاقل، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان يوم أمس.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “قتلت الغارة الفرنسية على معسكر تدريب للتنظيم في شرق البلاد 30 مقاتلا من التنظيم على الاقل، واشار عبد الرحمن الى ان بين القتلى مقاتلين اجانب، كما ادت الغارة الى اصابة 20 شخصا بجروح.
ووقع الهجوم في محافظة دير الزور قرب مدينة البوكمال الحدودية التي يستخدمها التنظيم معبرا لربط مناطق الخاضعة لسيطرته في سورية والعراق.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاحد “ان فرنسا ضربت معسكرا لتدريب جماعة داعش الارهابية التي تهدد امن بلادنا” مؤكدا ان “ست طائرات، بينها خمس رافال، استخدمت” في تنفيذ هذه الضربة.
واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الاثنين “وجهنا ضربة عسكرية الى موقع حساس للغاية لداعش”، لكنه لم يشأ الافصاح عن طبيعة الانشطة المستهدفة وعن وجود محتمل لفرنسيين او ناطقين بالفرنسية في المكان.
وتشارك باريس في ضربات التحالف المعادي لتنظيم داعش في العراق لكنها امتنعت حتى الان عن التدخل في سورية خشية ان يؤدي ذلك الى دعم موقف رئيس النظام السوري بشار الاسد، لكنها غيرت استراتيجيتها باسم “الدفاع المشروع عن النفس” في مواجهة الخطر الارهابي.
ومنطقة دير الزور تقع عند ملتقى سورية والعراق، وكانت “النواة الاستراتيجية” لمتطرفي تنظيم داعش “عندما دخلوا من العراق لاحتلال جزء من سوريا” وتضم “الكثير من الثروات النفطية” على قول لودريان، وقد اجرت القوات الفرنسية طلعات جوية استطلاعية منذ الثامن من سبتمبر فوق سوريا استعدادا لضربات محتملة.
المصدر: الرياض