مقتل 33 بينهم 12 طفلا بقصف للنظام السـوري عـلـى غـوطـة دمشــق الشرقــيـة

اتهمت فرنسا أمس، دمشق بخرق الهدنة في سوريا بقصفها المدنيين من الجو وضرب الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لايجاد حل سياسي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، ان هجوم أمس الأول على ضاحية دمشق «الذي استهدف عمدا مدنيين يظهر ان النظام يواصل ممارساته وينتهك الهدنة».
واضاف «ان هذا العمل الدنيء يهدف الى ترويع الشعب السوري وتقويض جهود الاسرة الدولية لايجاد حل سياسي» للنزاع. وتابع نادال، ان فرنسا «تدعو النظام الى وقف كل هجوم ضد المدنيين والمعارضة المعتدلة فورا».
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان ذكر ان 33 شخصا على الاقل بينهم 12 طفلا وتسع نساء، قتلوا الخميس الماضي في قصف جوي نفذته قوات النظام على مدينة دير العصافير في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
واكدت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة «صدمت» بالغارات التي شنها الطيران السوري «ضد مدرسة ومستشفى في ريف دمشق. ونحن ندين بأشد العبارات جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين مباشرة».
وأضافت الخارجية الأميركية أن «النظام تعهد بالتنفيذ الكامل للقرار 2254 الصادر من مجلس الأمن للأمم المتحدة، والذي يدعو إلى وقف فوري لجميع الهجمات ضد المدنيين». وفي مدينة تدمر حول تنظيم داعش بعض المعالم الاثرية الاكثر تميزا في تدمر السورية الى حطام، تاركا خلفه بعد طرده من المدينة اعمدة وتماثيل صمدت مئات السنين، مجرد اكوام من الحجارة المبعثرة.
وعند ما تبقى من مدخل معبد بل الشهير، والاجمل في تدمر «عروس البادية» السورية، كتب عناصر التنظيم  بخط اسود عريض «الدولة الاسلامية، ممنوع دخول المدنيين والاخوة».
ومعبد بل من ابرز معالم المدينة، وقد استغرق بناءه نحو قرن من الزمن. اما اليوم فقد تحول الموضع المخصص لاله المعبد، وهو الاكثر تميزا، الى حطام وحجارة مبعثرة. ولم يبق منه سوى السور والمدخل والساحات الخارجية.
وتتكدس في المكان الحجارة الضخمة بلونها الفاتح الرملي الذي يتناسب مع هذه المنطقة شبه الصحراوية. اما الرواق فقد سقطت اعمدته الثمانية بطول 16 مترا على الارض مثلها مثل السقف وزخرفاته.
ويقول مدير المتاحف والاثار في سوريا مأمون عبد الكريم «بالطبع لن يعود معبد بل كما كان».وينقل عن الخبراء انه من الممكن ترميم ثلث الموضع المخصص لاله المعبد المدمر، وربما اكثر بانتظار ان تقوم منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) بدراستها للوضع.ويتطلب ذلك، بحسب عبد الكريم، «خمس سنوات من العمل».
وبين مواقع الاثار في تدمر، يرافق جنود روس، قاموا بدور اساسي في حسم المعركة لصالح الجيش السوري، بضعة صحافيين من بلادهم ليطلعونهم على ما تبقى في هذه المدينة حيث الاعمدة الرومانية والمعابد والمدافن الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.  ورغم ان المسرح الروماني الشهير بقي بمنأى عن الدمار، الا انه شهد احدى افظع جرائم تنظيم داعش، حين اعدم اطفال من «اشبال الخلافة» كما يطلق عليهم، بالرصاص 25 جنديا سوريا.  وليس بعيدا عن المسرح الروماني، تتكدس حجارة معبد بعل شمين، الذي دمره عناصر التنظيم كما معبد بل في آب الماضي. ولم يبق من الموضع المخصص لاله المعبد سوى اربعة اعمدة فقط.
وبعل شمين هو اله السماء لدى الفينيقيين. وقد بدأ تشييده العام 17 ميلادي ثم جرى توسيعه في عهد الامبراطور الروماني ادريان العام 130.اما قوس النصر الشهير، الذي يعود الى الفي عام ويقع في مدخل شارع الاعمدة في هذه المدينة التاريخية، فهو اليوم عبارة عن عمودين فقط.
ويوضح عبد الكريم ان «تشييد قوس النصر ليس معقدا لان اجزاءه لا تزال موجودة».ودعا عبد الكريم «علماء الاثار والخبراء في العالم للمجيء والعمل معنا لان هذا المكان هو جزء من التراث العالمي الانساني».
وفي متحف تدمر الذي حوله عناصر التنظيم الى قاعة محاكمات شرعية بعد نهبه، سقطت على الارض تماثيل نصفية لنساء جميلات، ودمرت بشكل وحشي وجوه التماثيل كافة.
من جهته، يقول محافظ حمص طلال البرازي «لمسنا اثار الجهل والحقد والظلامية من خلال تدمير المتحف الوطني»، مضيفا ان «ما تم تدميره سيكون شاهدا على الدواعش المجرمين».
واضاف البرازي «بحسب تقديرات الاختصاصيين هناك اضرار تصل الى حدود 30 في المئة من اثار المدينة». لكنه يوضح «نحن مطمئنون ان اثار المتحف الثمينة والكبيرة والمهمة جدا قد تم حفظها قبل دخول عصابات داعش الى هذه المنطقة»، في اشارة الى حوالى 400 قطعة اثرية نجحت ادارة الاثار في اخراجها من تدمر قبل دخول عناصر التنظيم.  ولم يبقِ مقاتلو داعش شيئا على حاله، حتى انهم حولوا احدى الكنائس الى مركز للتجنيد والمحكمة الى سجن.وفي الطابق السفلي لهذا السجن، كتب على احد الابواب «غرفة الاستجواب». وتوزعت الاسرة في قاعة ضخمة كتب المساجين على جدرانها رسائل الى احبتهم، ورسم احدهم قلبا كبيرا وكتب داخله «فرح».
فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن ثاني مجموعة من خبراء إزالة الألغام الروس وصلت إلى قاعدة (حميميم) السورية بجانب روبوتات (أوربان-6) وعربات مصفحة مزودة بأجهزة تحييد الصواعق الإلكترونية.
وقالت الوزارة  وفقا لقناة (روسيا اليوم) الفضائية:إن المهندسين الروس سيتجهون إلى تدمر عما قريب للشروع في تنفيذ مهمتهم المتمثلة في تفكيك الألغام التي زرعها الإرهابيون في المدينة الأثرية والأحياء السكنية.
وحسب التقييمات الأولية، يتعين على الخبراء الروس تفكيك الألغام في أراض تتجاوز مساحتها 180 هكتارا.وفي وقت سابق ذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن الإرهابيين لم يكتفوا بزرع ألغام عادية، بل وضعوا كمية هائلة من العبوات الناسفة.
وأضافت أنه في المناطق الأكثر خطورة، سيستخدم الخبراء الروس روبوتات إزالة ألغام من طراز «أوران-2».

المصدر:الدستور