ممثل الإئتلاف السوري في تركيا: جبهة النصرة تلعب دور داعش
إسطنبول- الأناضول: اعتبر ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لدى تركيا، خالد خوجا، أن “جبهة النصرة بدأت تلعب دور تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بداعش، في سوريا، من خلال إزالتها الكتائب المعتدلة، ذات المنهج المحافظ أيضاً”. كما اعتبر أن “عمليات التحالف جعلت الجيش الحر الحقلة الأضف”، حسب قوله.
جاء ذلك في حديث أدلى بها الخوجا لمراسل الأناضول، أوضح فيه أن “جبهة النصرة تحاصرة مدينة إدلب منذ ثلاثة أشهر، ويمكن لطيران التحالف الدولي استهدافها، إن كان يريد القضاء عليها، ووقف تقدمها إلى المدينة، إلا أنه لم يفعل ذلك”.
واعتبر خوجا أن “استهداف قوات التحالف الدولي لحركة أحرار الشام، أمس الخميس، لأول مرة، يعود إلى خطة بدأت باستهداف قيادات الحركة في هجوم غامض، أسفر عن مقتل 75 من قياداتها، قبل أشهر، وهجوم جبهة النصرة على فصائل معارضة تصنف بأنها معتدلة، يدخل في نفس الإطار، وذلك بمحاولة إنهائها لـ (جبهة ثوار سوريا، وحركة حزم)”.
من جانب آخر، لفت خوجا إلى أن “هجمات النصرة أضعفت فصائل المعارضة على الأرض، التي يمكن أن تحارب النظام من مثل (جيش المجاهدين، وأجناد الشام، وكتائب نور الدين زنكي، وحركة حزم)”.
واشار إلى أن “القتال حاليا يدور في حلب شمال البلاد، حيث اقترب (داعش) من الجبهة الشمالية إلى المدينة، فيما تقدمت قوات النظام من جهة الجنوب لحصار الجيش الحر، الأمر الذي يجبره على وقف القتال، كي ينحصر بين قوات النظام والجماعات المتطرفة، وهو السيناريو الذي يريده النظام، حتى يؤكد إدعاءه بأنه يقاتل متطرفين، وبذلك تكون المعارضة المعتدلة قد أبعدت، وأميركا ودول أصدقاء سوريا يدفعون بهذا الاتجاه”.
وفي نفس الإطار، لفت خوجا إلى أن “هناك توجها من إدارة أوباما نحو مفهوم (إيراني – روسي) لأفق حل في سوريا، يقضي بدمج ما تبقى من الجيش الحر مع الجيش النظامي في جيش هجين، يحافظ على الاستقرار، في حين تستمر العملية السياسية بتشكيل حكومة انتقالية سقفها منخفض، لا ترقى إلى مقترح المبعوث الأممي العربي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، القاضي بتشكيل جسم سياسي انتقالي له كافة الصلاحيات”. وأضاف أن “المبعوث الحالي، ستيفان دي مستورا، يتحدث عن مناطق آمنة، وليس عن جسم انتقالي، فيما ترتفع أصوات دولية تنادي بحكومة انتقالية كما تريد إيران، وعدم مس صلاحيات رئيس الجمهورية، وعدم التدخل في جهاز المخابرات في البلاد”، مؤكدا أن “ما يجري حاليا هو إعادة إحياء النظام في سوريا، إلا أن ذلك مرهون بردة فعل كتائب المقاتلين على الأرض البالغ عددهم نحو 60 الفا”.
وذهب إلى القول بأن “المرحلة المقبلة غامضة، فداعش تسيطر على مساحة أكبر من النظام، وإن لم يكن هناك تدخل خارجي لتقويم الوضع الراهن، فإنه ليس لأحد استشراف المستقبل، وربما تصل الأمور لحد عام 2020، وليس بالضرورة نجاح هذا السيناريو، ولا نجاح سيناريو التقسيم الذي يريده النظام”.
أما فيما يتعلق بالأوضاع في عين العرب (كوباني)، واقتراب حصار أحياء المعارضة في مدينة حلب، أكد خوجا أن “هناك مساع للفت الأنظار إلى عين العرب، حيث تسلح أميركا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، وذهب قسم منها لداعش، والحزب الكردي هو فرع لحزب (بي كا كا) الإرهابي، وهناك مساع لتقويته وجعله لاعبا مهما في شمال سوريا”.
وتابع القول إن ” تبدو أميركا وكأنها تسعى إلى تطبيق نموذج الحوثيين في سوريا بدعم الاتحاد الديمقراطي الكردي، فزعيم الحزب صالح مسلم، يريد حكما ذاتيا، ومن غير المستبعد أن تؤمن له الدعم السياسي أسوة بالدعم العسكري القوي، المقدم خلال المرحلة المقبلة”.
واعتبر خوجا أن “مدينة عين العرب، استراتيجيا، غير مهمة لا لداعش ولا للمعارضة”. كما اعتبر أيضا أن “حملة التحالف لم تحقق نتيجة مرجوة، فقصف أول يومين استهدف اهدافا كانت داعش قد اخلتها، وربما قوات التحالف جمعت بنك الأهداف من النظام نفسه، وسعت إلى تحقيق تفوق على داعش في عين العرب، بدلا من التنسيق مع الجيش الحر ميدانيا، لأن الأخير يعرف توزع مقرات داعش اكثر من غيره”.
وعن أوضاع حلب الحالية، وتقدم النظام، أكد أنه “مع تركيز الأنظار على عين العرب، تقدم داعش من جهة (منبج، وجرابلس، والراعي،)، إلى (اعزاز)، وصولا إلى (صوران)، حيث يواجهه الجيش الحر هناك، فيما تقدم النظام من جهة الجنوب من (السفيرة، وحندرات)، وسط أنباء عن مساعي قوات PYD بفتح ممرات لقوات النظام من (عفرين)، للوصول إلى فك الحصار عن بلدتي (نبل والزهراء)، الموالتين للنظام، وإحكام حصار حلب”. وشدد على أن “النظام يسعى لهذا الحصار، كي يجعل من مدينة حلب، منطقة تماثل ما حدث في مناطق جنوب العاصمة دمشق، والغوطة الشرقية وحمص، بهدف إجبار المعارضة على ترك سلاحها، من خلال اتفاقيات جانبية، مقابل الأغذية والمساعدات. وهو سيناريو ينتهجه النظام منذ عام بدعم حلفائه، ويوظف بواستطه المساعدات الدولية في نزع سلاح المعارضة”.
وانتقد خوجا “استراتيجية إدارة أوباما، الساعية إلى إضعاف داعش دون القضاء عليه، وربما تستمر الاستراتيجية 3 سنوات، ولا تتضمن خطة لضرب النظام، لذا فإن الائتلاف مستمر في لقاءاته ومطالبه بدعم الجيش الحر لتقويته على الأرض، وإجبار النظام على تطبيق بنود اتفاقية جنيف1″.
وختم حديثه بالقول: “آفاق الحل في البلاد يجب أن تكون متناغمة مع مقررات الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، وجهود رئيس وزراء تركيا، أحمد داود أوغلو، عندما كان وزيرا للخارجية، وتتمثل بوقف النظام للقصف، والسماح بالتجول الآمن، والهدنة، وإطلاق سراح المعتقلين، والكشف عن مصير المفقودين، كي تبدأ عملية سياسة في البلاد، لا تستثني محاسبة من ارتكب جرائم بحق الشعب”.
القدس العربي