مناطق الإدارة الذاتية خلال تموز: أكثر من 15 عملية لخلايا التنظيم و50 حالة اعتقال في الحملات الأمنية المضادة

50

شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية لشمال وشمال شرق سورية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” خلال شهر تموز/يوليو 2021 جملة من الاضطرابات الأمنية والأحداث التي كان لها الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق، وفي ضوء ذلك قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره برصد ومواكبة جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر السابع من العام الجديد.

الخسائر البشرية بفعل أذرع التنظيم والاستهدافات البرية
يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في مناطق نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية”، عبر هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام في مختلف مناطق قسد، وتقابل قسد عمليات التنظيم بحملات أمنية بشكل دوري تقوم بها برفقة التحالف وتطال خلايا التنظيم ومتهمين بالتعامل معه، لكن جميع تلك الحملات لم تأتي بأي جديد يحمل معه الأمن والاستقرار في تلك المناطق.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الفائت، أكثر من 16 عملية قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ قسد ضمن كل من دير الزور والحسكة وحلب والرقة، تمت تلك العمليات عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر خلال تموز، 10 أشخاص، هم: 7 مدنيين بينهم مواطنتين، و3 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي والدفاع الذاتي.

كما وثق المرصد السوري في 21 الشهر، ، استشهاد مواطن وجرح اثنين آخرين جراء قيام القوات التركية والفصائل الموالية لها باستهداف طريق “M4” الدولي بين قرية هوشان وبلدة عين عيسى، شمالي الرقة، بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة، أثناء مرور سيارات مدنية على الطريق.

في الوقت الذي تواصل قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي حملاتها الأمنية المكثفة، محاولةً الحد من نشاط التنظيم، ولاسيما في دير الزور بالدرجة الأولى والحسكة بالدرجة الثانية، وأسفرت تلك الحملات وفقاً لما رصده نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران، عن اعتقال 51 شخص بتهم “الانتماء والتعامل مع خلايا التنظيم” وتهم أخر بينهم قيادات في تنظيم “الدولة الإسلامية”، وذلك في كل من الجنينة والحصان والحوايج وجديد بكارة والبصيرة والزر والشحيل في دير الزور، وبلدات وقرى ضمن ريف الحسكة الجنوبي وأماكن أخرى شمال وشرق سورية، أفرج عن 28 منهم بينما لا يزال البقية قيد الاعتقال.

جرائم “اللا” شرف في الواجهة.. ووفيات بإهمال وعنف أسري
مع تصاعد وتيرة جرائم القتل في مختلف المناطق السورية على اختلاف القوى المسيطرة، تحت ذريعة “جرائم الشرف”، والتي يذهب ضحيتها الأطفال والنساء دائماً دون أي محاكمة عادلة بحق القتلة في ظل الفوضى وانتشار السلاح في جميع الأراضي السورية، وآخرها كانت الطفلة (عيدة السعيدو) التي قُتلت بدم بارد على يد ذويها بجريمة لا تمت للشرف بصلة وتحولت قضيتها إلى قضية رأي عام، وعليه فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته بضرورة محاكمة القتلة محاكمة عادلة وليس هم فقط، بل جميع الذين ارتكبوا جرائم بحجة “الشرف” في مختلف الأراضي السورية، إذ كان مسلحون عشائريون، قاموا بقتل فتاة قاصر من عشيرتهم تحت مسمى “جريمة شرف”، إثر هروبها من منزلها مع عشيقها، الذي رفضه أهلها مرات عدة بعد تقدمه للزواج منها سابقًا.

ووفقًا للمصادر فإن الفتاة قُتلت على يد ابن عمها الذي تقدم للزواج منها أيضًا رغم رفضها له، وذلك بعد ملاحقته لابنة عمه وعشيقها، لتتم جريمة القتل بمساعدة مسلحين آخرين، في منزل بريف المالكية (ديريك) شمالي الحسكة، فيما تمكن الشاب “عشيقها” من الهرب والاختفاء في مكان مجهول.

وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان، على أشرطة مصورة ترصد لحظة وقوع الجريمة، ومشاركة المسلحين العشائريين برمي الرصاص من سلاح حربي، وقتلها بطريقة وحشية.

مصادر محلية أكدت بأن المسلحين الذين شاركوا بالجريمة تقصدوا نشر الشريط المصور لإشهار “غسل العار” حسب معتقداتهم العشائرية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان يدين الجريمة البشعة، ويطالب بمحاسبة قتلة الفتاة القاصر، وبث الأشرطة المصورة التي توثق لحظة مقتلها تحت مسمى “جريمة الشرف.

وفي السابع من تموز، رصد المرصد السوري جريمة “لاشرف” جديدة هزت الأوساط السورية بعد قيام رجل بقتل ابنته في مدينة الحسكة، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، من مصادره الموثوقة، بأن رجل أقدم على قتل ابنته البالغة من العمر 16 عامًا خنقًا وذلك بعد تعرضها للاغتصاب من قِبل ابن عمها منذُ أكثر من عام بعد أن قام ذويها بقتل طفل أنجبته من ابن عمها، وصدور حكم من محكمة النظام على ابن عم الفتاة بالسجن مدة 30 عامًا، ليقوم والدها بحبسها ضمن غرفة في منزله الواقع بحي الكلاسة ضمن مناطق “الإدارة الذاتية” بمدينة الحسكة، وبعد صدور الحكم عن ابن عمها بالسجن، أقدم والد الفتاة على قتلها خنقًا يوم أمس، ومن ثم فر هاربًا إلى مناطق سيطرة النظام ضمن المربع الأمني في مدينة الحسكة.

وفي السابع من تموز أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة الرقة، بوفاة طفلة متأثرة بحروق أصيبت بها في منزل ذويها، حيث جرى نقلها من قبل ذويها إلى المشفى الوطني عند إصابتها بغية معالجتها إلا أن المشفى لم يستقبلها بسبب “عدم وجود أسرة علاجية” شاغرة في قسم الحروق، ولأن الوضع المادي سيء لذويها لم يتمكنوا من إسعافها إلى مشفى خاص الأمر الذي حال إلى وفاة الطفلة متأثرة بالحروق، وعلى الرغم من تدخل بعض ميسوري الحال في وقت لاحق وتكفلهم بعلاجها بمشفى خاص إلا أن الوقت كان قد تأخر والطفلة فارقت الحياة، وعلى خلفية الحادثة قامت إدارة المشفى الوطني بفصل طبيبين مسؤولين بالمناوبة الليلة و3 آخرين من الممرضين.

وفي سياق آخر، رصد نشطاء المرصد السوري في مدينة الرقة أيضاً، انتحار طفلة تبلغ من العمر 14 عاماً، بعد إلقاء نفسها من الطابق الرابع لتنهي حياتها بذلك، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الطفلة كانت تعاني من تعنيف أسري يُطبق عليها من زوجة أبيها وأبيها أيضاً وهو ما دفعها لإنهاء حياتها.

وفي 9 تموز أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عصابة مسلحة قتلت امرأة من مدينة عين العرب (كوباني) وأصابوا شقيقها واثنين من أبنائها بجروح بليغة بعد أن قاموا بسرقة ما بحوزتهم من مصاغ ذهبية ونقود وأغراض شخصية، وذلك على طريق عين العرب (كوباني) – القامشلي أثناء ذهابها إلى القامشلي لزيارة والدها المريض ، وتنحدر الضحية من قرية أشقانة بريف كوباني.

متفرقات من مناطق “الإدارة”..

أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في 18 من الشهر الفائت بوقوع انفجار داخل محطة مشروع “بئر الهشيم” في ريف الرقة الغربي الشمالي، ومن المرجح أن يكون التفجير ناجم عن عبوة ناسفة وضعها مجهولون داخل المحطة، حيث أسفر الانفجار عن خروج المحطة عن العمل وتوقف عمل مشروع “بئر الهشيم” الذي يغذي أكثر 100 ألف دونم من الأراضي الزراعية وسط كارثة إنسانية محتملة كون المشروع يعتبر من أكبر مشاريع الاستصلاح للأراضي في منطقة “الهشيم” بريف الرقة ضمن الجزيرة السورية.

في حين تواصل قوات سوريا الديمقراطية عمليات مداهمة المعابر النهرية المعدة للتهريب بين مناطق نفوذها شرق الفرات بريف دير الزور، ومناطق نفوذ النظام السوري على الضفة الأخرى للنهر، وتقوم بإجراء اعتقالات دورية وتدمير واستهدافات عبارات مخصصة للتهريب.

وقد أفاد نشطاء في المرصد السوري لحقوق الإنسان، في الرابع من تموز بارتفاع نسبة تخزين المياه في سد الفرات، ما أدى إلى تحسن ملحوظ في التيار الكهربائي في مدينة الحسكة، حيث تم إيصال التيار الكهربائي لمدة ساعتين، بعد انقطاعها نحو أسبوع، فيما قالت مصادر مطلعة بأن عدد ساعات التشغيل قد تصل إلى 4 ساعات على الأقل في اليوم، تزامنًا تشغيل عنفات التوليد الكهربائي، وتزايد الوارد الكهربائي القادم من محطة التوليد الكهربائية في الطبقة.

على صعيد متصل، نقل مزارعون في محافظة الرقة محركات استجرار المياه إلى حقولهم القريبة من نهر الفرات إلى مواقع مرتفعة، بسبب ارتفاع منسوب مياه النهر، خوفًا من غمرها بالمياه المتزايدة.

كما أكدت مصادر مطلعة، بوصول كمية 30 ميغا واط ساعي خلال الفترة النهارية إلى محافظة الحسكة، ومن المتوقع زيادة الكمية في الفترة ما بعد منتصف الليل إلى 50 ميغا واط ساعي ما يساهم بتحسين واقع التغذية الكهربائية في المنطقة.

وفي 26 الشهر، رصد نشطاء المرصد السوري دخول عمال وورشات تابعة للنظام إلى محطة علوك ضمن مناطق “نبع السلام” لتشغيلها بعد وصلها بالتيار الكهربائي، بحماية القوات الروسية والتركية، يأتي ذلك بعد توقفها عن العمل منذ نحو شهر، الجدير ذكره أن “محطة علوك” تغذي مدينة الحسكة ومناطق أخرى بريفها بالمياه.

وفي 30 تموز بدء ضخ مياه الشرب من محطة علوك الواقعة ضمن مناطق “نبع السلام”، بعد توجه ورشات الصيانة برفقة القوات الروسية إلى “المحطة”.

ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن الورشات تمكنت من تجهيز نحو 10 آبار، وضخ مياه الشرب إلى تل تمر ومدينة الحسكة، حيث من المتوقع وصول مياه الشرب إلى تل تمر ومدينة الحسكة خلال يوم غد السبت.