مناطق “الإدارة الذاتية” في أيلول: 55 قتيلاً بأعمال عنف.. والفلتان الأمني مستمر عبر 26 اقتتال عشائري وجريمة قتل.. و22 عملية لخلايا التنظيم
شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر أيلول/سبتمبر 2024 جملة من الاضطرابات الأمنية التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق، وفي ضوء ذلك قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره برصد ومواكبة جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر التاسع من العام.
الخسائر البشرية الكاملة في أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 55 شخص خلال الشهر التاسع من العام 2024، بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، توزعوا على النحو التالي:
36 من المدنيين بينهم 6 أطفال و4 سيدات، هم:
-7 بينهم سيدتين بجرائم قتل
-18 باقتتالات عائلية وعشائرية
-4 أطفال بانفجار لغم
-رجلان بمخلفات حرب
-سيدة برصاص عشوائي
-طفل على يد مسلحين محليين موالين لإيران
-شاب برصاص الجندرما التركية
-سيدة على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”
-طفلة بظروف غامضة
11 من العسكريين، هم:
-2 باشتباكات مع مسلحين محليين
-7 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”
-2 باشتباكات مع الفصائل الموالية لأنقرة
7 من تنظيم “الدولة الإسلامية” على يد التحالف قسد
مسلح باشتباكات مع قسد
الاستهدافات التركية مستمرة
تتواصل الاستهدافات التركية على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” والتي تتمثل باستهدافات برية بالإضافة للاستهدافات الجوية من قبل الطائرات المسيّرة التركية، حيث أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر أيلول، 4 استهدافات تسببت بإصابة 6 أشخاص.
وتوزعت الاستهدافات على النحو الآتي:
– 3 استهدافات على الحسكة
– استهداف على ريف منبج
نشاط متواصل لخلايا التنظيم يقابله حملات مضادة مكثفة
تواصل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، حيث أحصى المرصد السوري خلال أيلول، 22 عملية، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 8 قتلى، هم: شابة، و7 من القوات العسكرية.
وتوزعت العمليات على النحو الآتي:
– 18 عملية في دير الزور أسفرت عن مقتل سيدة، و3 من العسكريين.
– 3 عمليات في الرقة، أسفرت عن مقتل 1 من العسكريين.
– عملية في الحسكة، أسفرت عن مقتل 3 من العسكريين.
كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر، مشاركة التحالف الدولي في 9 عمليات مع قوات سوريا الديمقراطية، أسفرت عن اعتقال 16 من عناصر وقيادات تنظيم “الدولة الإسلامية” ومقتل 7 منهم، ففي 23 آب، نفذت دورية عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوات “التحالف الدولي” عملية أمنية استهدفت أحد المنازل في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن مقتل شخص يتهم بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي 11 أيلول، قتل عنصر من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” إثر استهدافه عبر طائرة مسيّرة تابعة لقوات “التحالف الدولي”، خلال مروره عبر دراجة نارية في قرية عطالة التابعة لبلدة الشدادي ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف الحسكة الجنوبي، وذلك بعد قيامه بزرع عبوة ناسفة أمام طريق دورية عسكرية مشتركة كانت بين قوات “التحالف الدولي” وقوى الأمن الداخلي “الأسايش” في المنطقة، حيث فككت قوات “التحالف الدولي” العبوة وأبطلت مفعولها عقب حادثة استهداف العنصر.
وفي 15 أيلول، قُتل 4 عناصر من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، بينهم “أمير”، في عملية إنزال جوي نفذتها قوات “التحالف الدولي” في محيط مدينة الرقة، ووفقا للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أفراد الخلية انطلقوا من ريف دير الزور واستقروا في الرقة، فيما كانوا تحت أنظار قوات “التحالف الدولي” التي تراقب تحركاتهم.
وفي 29 أيلول، نفذ “التحالف الدولي” بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، عملية إنزال جوي في منطقة ذيبان بريف دير الزور الشرقي. استهدفت العملية أحد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”. وقد وقعت اشتباكات بينه وبين القوات، أسفرت عن مقتله ونقل جثته.
الفلتان الأمني يتواصل بجرائم قتل واقتتالات عائلية
شهدت مناطق “الإدارة الذاتية” خلال شهر أيلول، استمرار الاقتتالات العشائرية والعائلية بغرض الثأر وغيرها التي تندرج ضمن إطار الفوضى وانتشار السلاح بشكل عشوائي بين المدنيين، دون وجود رادع قانوني، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان 20 اقتتال، أسفر عن مقتل 18 شخص، وإصابة 36 آخرين بجراح بينهم طفل وسيدتين، توزعوا على النحو التالي:
– 9 اقتتالات في دير الزور أسفرت عن مقتل 9 أشخاص، وإصابة 12 آخرين بجراح بينهم سيدتين.
– 7 اقتتالات في الرقة، أسفرت عن إصابة 17 شخص بجراح بينهم طفل.
– 3 اقتتالات في الحسكة أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة 7 آخرين بجراح.
– 1 اقتتال في منبج، أسفر عن مقتل شخص.
ووثق المرصد السوري أيضاً، 6 جرائم قتل بشكل متعمد ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، راح ضحية تلك الجرائم 7 أشخاص، هم: 5 رجال، و2 سيدات توزعوا على النحو التالي:
– 3 بينهم سيدة في الحسكة
– رجلان في دير الزور
– شاب في الرقة
– سيدة في منبج
الاشتباكات مستمرة بين قسد والمسلحين المحليين
شهد شهر أيلول، استمرار الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية من جانب، ومسلحين عشائريين موالين لإيران من جانب آخر، ويستعرض المرصد السوري فيما يلي أبرز تلك الاشتباكات والاستهدافات:
-1 أيلول، استهدفت المجموعات المدعومة من إيران نقطة عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، الأسلحة الرشاشة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين.
-2 أيلول، استهدفت المجموعات المدعومة من إيران المتمركزة في مدينة الميادين، بـ 4 قذائف هاون أطراف بلدة الحوايج في ريف ديرالزور الشرقي التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
-4 أيلول، فارق طفل حياته في بلدة درنج شرقي دير الزور، نتيجة قصف المجموعات المدعومة من إيران، نقطة عسكرية لـ”قسد” في منطقة درنج بريف دير الزور.
-13 أيلول، استهدفت المجموعات المحلية المدعومة من إيران بالأسلحة الرشاشة مقر الفوج العاشر التابع لقوات سوريا الديمقراطية في محطة وقود “الجاجان” ببلدة “العزبة” بريف دير الزور الشمالي.
-22 أيلول، قتل عنصر من قوات سوريا الديمقراطية، وأصيب عنصر آخر بجراح متفاوتة، جراء تعرض دورية عسكرية تابعة لـ “قسد” لاستهداف بقذيفة آر بي جي وأسلحة رشاشة من قبل المجموعات المحلية المدعومة من إيران في بلدة سويدان بريف دير الزور.
-28 أيلول، لقي عنصر من قوات سوريا الديمقراطية حتفه، إثر استهدف مسلحين محليين من غرب الفرات، صهريج مياه عسكري لـ”قسد” عند معبر البريد في بلدة الحوايج شرق دير الزور.
استياء شعبي في منبج
تشهد مدينة منبج وريفها في ريف حلب، التي تخضع لسيطرة “الإدارة الذاتية”، لموجة استياء عام بين الأهالي، تمثلت في تنظيم إضراب بهدف إيصال صوتهم إلى الجهات النافذة وأخذ مطالبهم بعين الاعتبار.
وأغلقت كافة المدارس في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بالتزامن مع إضراب عام في أسواق المدينة، وذلك على خلفية تدني مستوى أجور المدرسين والمدرسات والعاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية، في ظل الارتفاع الفاحش في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، إلى جانب ارتفاع أسعار المحروقات وفقدانها، وفرض الضرائب على أصحاب المحلات، وارتفاع أسعار فاتورة الكهرباء من المولدات الكهربائية بشكل لا يناسب مدخول الفرد.
ويطالب المدنيون الجهات المعنية في المدينة بتحسين نمط الحياة من خلال رفع أجور العاملين والموظفين والمدرسين، والعمل على تخفيض أسعار المحروقات، وفرض الرقابة في الأسواق لمنع الاحتكار والفساد، بالإضافة إلى توفير مقومات الحياة بما يتناسب مع احتياجات المنطقة.
ويتقاضى العاملون ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية مليون ليرة سورية، أي ما يعادل أقل من 70 دولارا أمريكيا، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية الاحتياجات اليومية في ظل هذا الغلاء الفاحش.
ويُذكر أن الأمر لم يقتصر على مدينة منبج فقط، وإنما سبق وأن شهدت مدينة الحسكة احتجاجات وإضرابات من قبل أصحاب وسائل النقل، بعد الارتفاع المفاجئ في أسعار المحروقات دون أي توضيح من الجهات المعنية.
وعلى ضوء ما سبق، فإن إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وعدم التعرض لهم فقط لأنهم نادوا بحقوقهم، كذلك فإن على دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة من شرق الفرات والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.