مناطق “الإدارة الذاتية” في تموز: 60 قتيلاً بأعمال عنف.. والفلتان الأمني مستمر عبر نحو 40 اقتتال عشائري وجريمة قتل.. و21 عملية لخلايا التنظيم

341

شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر تموز/يوليو 2024 جملة من الاضطرابات الأمنية التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق، وفي ضوء ذلك قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره برصد ومواكبة جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر السابع من العام.

الخسائر البشرية الكاملة في أعمال العنف

وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 60 شخص خلال الشهر السابع من العام 2024، بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، توزعوا على النحو التالي:

46 من المدنيين بينهم 10 أطفال و4 سيدات، هم:
-20 بينهم 4 أطفال و3 سيدات بجرائم قتل
-11 بينهم طفل باقتتالات عائلية وعشائرية
-6 بينهم شابة و4 أطفال برصاص عشوائي
-3 بقصف بري تركي
-3 بينهم طفل على يد قسد
-2 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”
-1 بمخلفات حرب

12 من العسكريين، هم:
-5 بانفجارات
-4 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”
-2 باستهدافات جوية من قبل “مسيّرات تركية”
-1 بقصف بري تركي

2 من تنظيم “الدولة الإسلامية” على يد التحالف قسد

 

الاستهدافات التركية مستمرة
تتواصل الاستهدافات التركية على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” والتي تتمثل باستهدافات برية حيث وثق المرصد السوري خلال شهر تموز استشهاد 3 مدنيين وسقوط جرحى من المدنيين بالقصف البري على مناطق نفوذ قسد.
بالإضافة للاستهدافات الجوية من قبل الطائرات المسيّرة التركية، حيث أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر تموز، 4 استهدافات نفذتها طائرات مسيرة تابعة لسلاح الجو التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لشمال وشمال شرق سوريا، تسببت بمقتل 2 من العسكريين، والقتلى هم:

– 2 من القوات العسكرية العاملة ضمن مناطق الإدارة الذاتية

وتوزعت الاستهدافات على النحو الآتي:
– 4 استهدافات على حلب، أسفر عن مقتل 2 من العسكريين

 

نشاط متواصل لخلايا التنظيم يقابله حملات مضادة مكثفة
تواصل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، حيث أحصى المرصد السوري خلال تموز 21 عملية قامت بها خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر 6 قتلى، هم: 2 مدنيين، و4 من القوات العسكرية.
وتوزعت العمليات على النحو الآتي:
– 19 عملية في دير الزور أسفرت عن مقتل مدني، و4 من العسكريين
– عملية في الرقة، أسفرت عن مقتل مدني
– عملية في حلب لم تسفر عن قتلى

 

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر، مشاركة التحالف الدولي في 6 عمليات مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 16 شخص من عناصر وقيادات تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومقتل 2 آخرين منهم، ففي 27 تموز، قتل شخصان واعتقل اثنان آخران، وهم عناصر سابقين في تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد اشتباكات مسلحة دارت بينهم وبين قوات “التحالف الدولي” التي نفذت عملية إنزال جوي بالتعاون مع عناصر قوى الأمن الداخلي” الأسايش”، لإلقاء القبض على خلية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في منطقة الكرامة في ريف الرقة.

 

الفلتان الأمني يتواصل بجرائم قتل واقتتالات عائلية
شهدت مناطق “الإدارة الذاتية” خلال شهر تموز، استمرار الاقتتالات العشائرية والعائلية بغرض الثأر وغيرها التي تندرج ضمن إطار الفوضى وانتشار السلاح بشكل عشوائي بين المدنيين، دون وجود رادع قانوني، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان 18 اقتتال، أسفر عن مقتل 11 شخص بينهم طفل، وإصابة 38 آخرين بجراح بينهم طفلة و5 سيدات، توزعوا على النحو التالي:
– 11 اقتتال في دير الزور أسفرت عن مقتل 3 أشخاص بينهم طفل، وإصابة 18 آخرين بجراح بينهم طفلة وسيدتين
– 5 اقتتالات في الرقة، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة 13 آخرين بجراح
– 2 اقتتالات في الحسكة أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة 7 آخرين بجراح بينهم 3 سيدات

 

ووثق المرصد السوري أيضاً، 19 جريمة قتل بشكل متعمد ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، راح ضحية تلك الجرائم 20 شخص، هم: 13 رجل، و4 أطفال، و3 سيدات توزعوا على النحو التالي:
– 6 بينهم سيدة وطفلين في الحسكة
– 7 بينهم سيدة وطفل في دير الزور
– 3 بينهم طفلة في الرقة
– 4 بينهم سيدة في منبج

 

الاشتباكات مستمرة بين قسد والمسلحين المحليين
شهد شهر تموز، استمرار الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية من جانب، ومسلحين عشائريين من جانب آخر، ويستعرض المرصد السوري فيما يلي أبرز تلك الاشتباكات والاستهدافات:
-15 تموز، استهدف مسلحون محليون بالأسلحة الرشاشة، صهريجا لنقل النفط، لـ”الإدارة الذاتية” في بلدة أبريهة شرقي دير الزور، قادم من حقل العمر النفطي.
-19 تموز،هاجم مسلحون محليون موالون لإيران وميليشياتها نقطة عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة الهرموشية بريف دير الزور الغربي، وتم استهدافها بالأسلحة الرشاشة، وردت “قسد” على المهاجمون، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة دارت بين الطرفين.
-20 تموز، استهدف مسلحون محليون بالأسلحة الرشاشة والقذائف، نقاط عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، في بلدات الجرذي وأبو حردوب بريف دير الزور الشرقي على صفة نهر الفرات، والهرموشة بريف دير الزور الغربي، وتبادل الطرفين إطلاق النار.
-22 تموز، أصيب عنصر من قوات سوريا الديمقراطية بجراح متفاوتة، إثر استهداف نقطة عسكرية لـ “قسد” بمدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، من قبل مسلحين محلين مواليين للنظام والميليشيات الإيرانية.
-23 تموز، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة بالأسلحة الرشاشة بين عناصر قوات سوريا الديمقراطية المتمركزين في مدينة الشحيل على ضفة نهر الفرات، ومسلحين محليين في بلدة بقرص في ريف دير الزور الشرقي.
-26 تموز، هاجم مسلحون محليون بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون نقطة تمركز لـ الدفاع الذاتي في بلدة محيميدة في ريف دير الزور الغربي، وردت القوات على مصادر إطلاق القذائف.

 

تسليم مستمر للأجانب وخروج عائلات سورية من الهول
غادر 22 شخصاً وهم: 8 سيدات و14 طفلاً من عوائل تنظيم “الدولة الإسلامية” من مخيمي الهول وروج بريف الحسكة باتجاه جمهورية قرغزستان، بعد زيارة وفد لها مناطق شمال شرق سوريا، والتوقيع على وثيقة رسمية بتاريخ 21 تموز.
وفي 28 تموز، غادر 346 شخصاً من عوائل تنظيم “الدولة الإسلامية”، مخيم الهول الواقع في أقصى جنوب شرق الحسكة، باتجاه دير الزور، بحضور وفد من مجلس دير الزور التنفيذي.
كما غادرت دفعة جديدة من النازحين العراقيين من مخيم الهول، وتتألف الدفعة من 150 عائلة، في إطار التنسيق بين “الإدارة الذاتية” من جهة والحكومة العراقية من جهة أخرى.

في حين سلمت “الإدارة الذاتية” 20 طفلاً من عوائل تنظيم “الدولة الإسلامية” من مخيمي الهول وروج في ريف الحسكة، تتراوح أعمارهم بين 5 – 15 عاماً للجانب الروسي، حيث سيخضع الأطفال لبرنامج إعادة تأهيل في أحد المراكز في العاصمة الروسية موسكو، قبل أن يلتقوا بأقاربهم، ويأتي ذلك في إطار استمرار العديد من الدول تسلم عائلات من مخيمات شمال وشرق سوريا وفق اتفاقيات مبرمة مع “الإدارة الذاتية”.

 

الاحتجاجات شعبية متواصلة
شهدت مدينتي الشحيل والبصيرة في ريف دير الزور الشرقي، حالة استياء من قبل الأهالي، بسبب استمرار “الإدارة الذاتية” بقطع التيار الكهربائي عن المنطقة، والذي يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، مما دفع الأهالي لشراء قوالب الثلج التي ارتفعت أسعارها بسبب زيادة الطلب.
(ج.خ) أحد أهالي مدينة الشحيل يقول لنشطاء المرصد السوري:” إن مدينة الشحيل تعتبر من أكبر المدن ريف دير الزور الشرقي، وتضم عدداً كبيراً من السكان، ولا يوجد فيها سوى معملين للثلج وهما غير كافيين، في ظل تزايد الطلب الكبير على الثلج من قبل الأهالي.
ومن جانبه يقول (س.خ) في حديثه لنشطاء المرصد السوري، إن قطع التيار الكهربائي من قبل “الإدارة الذاتية” لم يؤثر على طلب الثلج، فحسب بل أدى إلى توقف محطات مياه الشحيل والبصيرة والصبحة وآبريهة في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، وبالتالي حرم الأهالي من المياه أيضاً.
ويحمل الأهالي في ريف دير الزور الشرقي، “الإدارة الذاتية” مسؤولية المصاعب التي يواجهها الأهالي، نظراً لوجود العديد من التجاوزات والتعديات على الشبكة الكهربائية التي تستدعي إزالتها، مطالبين بحل المشكلة بدلاً من قطع التيار الكهربائي عن المؤسسات الحيوية.

وعلى ضوء ما سبق، فإن إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وعدم التعرض لهم فقط لأنهم نادوا بحقوقهم، كذلك فإن على دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة من شرق الفرات والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.