مناطق “الإدارة الذاتية” في تموز: 65 شخص قتلوا بأعمال عنف.. و10 اقتتالات عشائرية وعائلية.. واستمرار للتصعيد التركي واحتجاجات شعبية مستمرة

المرصد السوري يجدد مطالبته بحماية المدنيين وتحقيق مطالبهم.. ووضع حد لانتهاكات الشبيبة الثورية

52

شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر تموز/يوليو 2022 جملة من الاضطرابات الأمنية التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق، وفي ضوء ذلك قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره برصد ومواكبة جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر السابع من العام 2022.

الخسائر البشرية الكاملة في أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 65 شخص خلال الشهر السابع من العام الجديد، بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، توزعوا على النحو التالي:

– 25 من المدنيين بينهم سيدتين و8 أطفال، هم: 9 بينهم طفل بجرائم قتل، و7 بينهم سيدة و5 أطفال برصاص عشوائي، و3 مواطنين بقصف بري تركي، و3 بينهم سيدة على يد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، وطفلان بانفجار من مخلفات الحرب، ومدني باستهداف جوي من قبل مسيرة تركية.

– 24 من العسكريين، هم: 13 بينهم 7 نساء باستهدافات جوية من قبل مسيرات تركية، و5 على يد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، و4 بينهم قيادي جراء استهدافهم بشكل مباشر عبر عبوة لاصقة بسيارته لحظة مرورها بين حاجزي مخيم عين عيسى وتل السمن بريف الرقة الشمالي، و2 في اشتباكات مع مهربين.

– 11 شخص في مشاجرات واقتتالات عشائرية وعائلية.

– 2 من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” برصاص التحالف وقسد

– 3 من قوات النظام، 2 برصاص الفصائل الموالية لأنقرة، و1 بقصف بري تركي.

عمليات متواصلة من قبل خلايا التنظيم
تواصل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 9 عمليات قامت بها خلايا التنظيم في مناطق نفوذ قسد خلال شهر تموز، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر، 8 أشخاص، هم: 3 مدنيين بينهم سيدة، و5 من العسكريين.

في حين تواصل قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي حملاتها الأمنية المكثفة، محاولةً الحد من نشاط التنظيم وخلايا، ولاسيما في دير الزور بالدرجة الأولى والحسكة والرقة بالدرجة الثانية، وأسفرت تلك الحملات وفقاً لما رصده نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر تموز، عن اعتقال 32 شخص بتهمة التخابر والانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”، كما قتل 2 من التنظيم بعملية أمنية لقسد والتحالف أيضاً.

كما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، اعتقال 18 شخص بينهم طبيب و6 نشطاء من ضمنهم شابتين من قبل القوات العسكرية المتواجدة ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” لأسباب مختلفة، فضلاً عن اعتقال العشرات من المطلوبين للتجنيد الإلزامي ضمن “الدفاع الذاتي”.

احتجاجات شعبية متواصلة..
رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر تموز، احتجاجات شعبية متواصلة من قبل المدنيين ضد الواقع المعيشي وتجاوزات العسكريين، ففي الرابع من تموز خرج العشرات من أهالي مدينة البصيرة شرقي دير الزور، للتظاهر على الطريق العام في المدينة، احتجاجا على اعتقال ” قسد” لأشخاص من أبناء المدينة، مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين ضمن سجون ” قسد”.
وفي السادس من الشهر خرجت مظاهرة شعبية في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي حيث طالب المتظاهرون قوات التحالف الدولي محاسبة قيادات ضمن مجلس هجين العسكري، بسبب قيامهم بتفجير منازل مدنيين بحجة أنهم مهربين، لكن ذلك يتم لمصالح شخصية بحتة ولتصفية حسابات، وأن المنازل التي تم تفجيرها لمدنيين لا علاقة لهم بالمهربين.
وفي 12 الشهر، خرج أهالي في مظاهرة قرب قرية كريفاتي، ضمن مناطق سيطرة “قسد”، احتجاجا على سوء الخدمات والأوضاع المعيشية السيئة، فضلاً عن الانقطاع المستمر للكهرباء.
وطالب المتظاهرون بتحسين الخدمات والاهتمام بالأوضاع المعيشية للمواطنين.
وقطع المتظاهرون طريق حلب-الحسكة الدولي “m4″، الذي يصل بين مدينتي اليعربية الحدودية والقامشلي.

الاقتتالات في تصاعد مستمر..
رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر تموز، تصاعداً كبيراً بالاقتتالات العائلية والعشائرية ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، حيث شهدت 10 مشاجرات واقتتالات مسلحة دموية لأسباب مختلفة، 7 منها في دير الزور و2 في منبج و1 في الرقة، تسببت بسقوط 11 قتيلاً.

في حين وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، 9 جرائم قتل راح ضحيتها 9 مدنيين بينهم طفل ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر تموز.

استمرار التصعيد التركي..
يتواصل التصعيد التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” والذي يتمثل باستهدافات برية بشكل شبه يومي، بالإضافة للاستهدافات الجوية من قبل الطائرات المسيّرة التركية، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر تموز أكثر من 2900 من القذائف الصاروخية والمدفعية التي أطلقتها القوات التركية والفصائل الموالية لها على أرياف الحسكة والرقة وحلب، متسببة بمقتل 3 مدنيين على الأقل.

كما أحصى المرصد السوري 9 استهدافات جوية من قبل “المسيّرات التركية” تسببت بمقتل مدني و13 عسكريين بينهم 7 نساء، وإصابة 10 آخرين بجراح.

الشبيبة الثورية تواصل انتهاك حقوق الطفل عبر تجنيدهم عسكرياً
تواصل ما يعرف بـ “الشبيبة الثورية” أو “جوانين شورشكر”، استقطاب القاصرين وضمهم لمعسكراتها، في انتهاك صارخ وواضح لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، فلا مطالبات الأهالي بإيقاف عمليات استغلال الأطفال وتجنيدهم لحمل السلاح ولا تلك المواثيق والاتفاقيات، استطاعت من الوقوف في وجه الشبيبة التي لاتزال تسرق الطفولة، حارمة الأطفال من حقهم في التعليم.
ففي بدايات تموز اختطفت الشبيبة الثورية طفلة في ريف الحسكة، وعاودت على اختطاف طفل آخر في الثلث الأخير من تموز بريف الحسكة أيضاً.
كما جرى اختطاف طفلة في منطقة تل رفعت بريف حلب الشمالي بتاريخ 5 تموز.

وعلى ضوء ما سبق، فإن إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وعدم التعرض لهم فقط لأنهم نادوا بحقوقهم، كذلك فإن على دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة من شرق الفرات والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.

كما يطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية والأطراف المسؤولة بوضع حد للانتهاكات المستمرة للشبية الثورية داخل منطقة شرق الفرات، والعمل على وقف هذه الانتهاكات.