مناطق “الإدارة الذاتية” في نيسان: نحو 60 شخص قضوا بأعمال عنف.. وعشرات العمليات لخلايا التنظيم وتصعيد تركي كبير براً وجواً

11

شهدت مناطق نفوذ الإدارة الذاتية خلال شهر نيسان/أبريل 2022 جملة من الاضطرابات الأمنية التي كان لها عظيم الأثر في انتهاك حقوق المواطنين السوريين ضمن هذه المناطق، وفي ضوء ذلك قام المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره برصد ومواكبة جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الرابع من العام الجديد.

الخسائر البشرية الكاملة في أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 58 شخص خلال الشهر الرابع من العام الجديد، بطرق وأساليب مختلفة ضمن أعمال العنف المستمرة في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، توزعوا على النحو التالي:

-26 مدني بينهم طفل و5 سيدات، هم: 15 بعمليات لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، و5 بينهم 4 سيدات بجرائم قتل، و3 بينهم امرأة وطفل برصاص عشوائي على خلفية اقتتالات عشائرية، ورجلان باستهدافات برية للقوات التركية، ورجل في سجون استخبارات قسد.

– 25 من العسكريين، هم 18 بعمليات لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” و6 بينهم 3 نساء باستهدافات من قبل طيران مسير تركي، وعنصر بقصف بري تركي.

– 7 مسلحين باقتتالات عشائرية وعائلية.

تصاعد كبير جداً بنشاط أذرع تنظيم “الدولة الإسلامية”
تواصل خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياتها في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، والمتمثلة بشن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، وشهد شهر نيسان تصاعد غير مسبوق منذ مطلع العام الجديد بعمليات التنظيم ولاسيما مع إعلان التنظيم في 17 الشهر عن ما أسماه “غزوة الثأر لمقتل الشيخين، الشيخ أبي ابراهيم الهاشمي القرشي، والشيخ المهاجر أبي حمزة القرشي وهما الزعيم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية والمتحدث باسمه” واللذين قتلا في أوائل فبراير/شباط من العام الجاري بعملية شنتها قوات أمريكية في بلدة أطمة الحدودية مع تركيا شمالي إدلب.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 37 عملية قامت بها خلايا التنظيم خلال شهر نيسان/أبريل ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، ووفقاً لتوثيقات المرصد السوري، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات آنفة الذكر، 33 قتيل، هم: 15 مدني، و18 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية.
في حين تواصل قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي حملاتها الأمنية المكثفة، محاولةً الحد من نشاط التنظيم وخلايا، ولاسيما في دير الزور بالدرجة الأولى والحسكة بالدرجة الثانية، وأسفرت تلك الحملات وفقاً لما رصده نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر نيسان، عن اعتقال 29 شخص بتهمة التخابر والانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
كما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 10 اقتتالات عشائرية وعائلية في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية، جلها في دير الزور، وبدرجة أقل الرقة والحسكة، أسفرت عن 10 أشخاص بينهم مدنيين.

استمرار الاحتجاجات ضد الواقع المعيشي
شهد مناطق نفوذ الإدارة الذاتية في مناطق متفرقة من دير الزور والرقة والحسكة وحلب، احتجاجات عديدة ومتواصلة ضد الواقع الخدمي والمعيشي، حيث تتلخص المطالب الشعبية في تأمين مستلزمات العيش والإفراج عن المعتقلين ومحاربة الغلاء وضد رفع الأسعار وزيادة حصص مناطقهم من المحروقات وتأمين فرص عمل لسكان المنطقة، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، في 24 نيسان، تجمع لعشرات المواطنين على الطريق العام لبلدة الحصان بريف دير الزور الغربي، ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية، حيث عمد المحتجون إلى قطع الطريق بالإطارات المشتعلة.
وسبق أن شهدت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بريف دير الزور، مظاهرات واحتجاجات ومطالبة “الإدارة الذاتية” لمناطق شمال وشرق سوريا بتحمل مسؤولياتها في ظل تردي الأوضاع المعيشية.

تصعيد تركي كبير..
عاد الجانب التركي ليصعد من عملياته الجوية على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” شمال وشمال شرق سورية، خلال شهر نيسان/أبريل، حيث عمدت “طائرات مسيرة” تابعة لسلاح الجو التركي، إلى تنفيذ 11 استهدافات جوية في الشهر الرابع، تسببت بمقتل 6 عسكريين بينهم 3 نساء، بالإضافة لإصابة 19 آخرين بجراح متفاوتة.
ومن الأرض، تقوم القوات التركية بحملات مكثفة من القصف البري بشكل شبه يومي على مناطق خاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية في الرقة وحلب والحسكة، تتركز بمجملها في ريف تل تمر وريف أبو رأسين (زركان)، متسببة بخسائر بشرية ومادية وبنزوح لأهالي تلك المناطق، ووثق المرصد السوري استشهاد اثنين من المدنيين بالاستهدافات البرية التركية في ريفي حلب والحسكة، بينما قتل عسكري في قسد بالحسكة.

وعلى ضوء ما سبق، فإن إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وعدم التعرض لهم فقط لأنهم نادوا بحقوقهم، كذلك فإن على دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة من شرق الفرات والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.