مناطق درع الفرات في آب: نحو 50 قتيلاً وجريحاً في تفجيرات واقتتالات واستهدافات متفرقة.. وأزمة الكهرباء تتصدر المشهد
منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال شهر آب/أغسطس 2021.
فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر تموز، مقتل 12 أشخاص، هم: 5 أشخاص في اشتباكات عنيفة بين عشيرة الجيس وعشيرة الفردون بمخيم شمارخ للنازحين شرق مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، ومدنيان اثنان جراء استهداف مباشر صواريخ موجهة أطلقتها القوات الكردية على سيارة رافعة تستخدم في صيانة الشبكة الكهربائية في قرية حزوان شرقي حلب، ومواطنة جراء قصف صاروخي مصدره مناطق نفوذ قوات النظام والتشكيلات العسكرية التابعة لقسد على قرية الكريدية بريف الباب، وشاب عثر على جثته مقتولاً برصاص مجهولين في قرية السكرية بريف الباب، وعنصرين من فصيل “الفرقة الأولى قتلا بانفجار لغم أرضي استهدف سيارة تقلهم في منطقة عرب حسن شرقي حلب، وعنصر في فصيل مغاوير الشمال قتل باستهداف للقوات التركية على نقطة للفصيل على محور كفرخاشر شمالي حلب.
كما وثق المرصد السوري إصابة أكثر من 35 شخص بجراح متفاوتة في التفجيرات والاقتتالات والاستهدافات خلال شهر آب ضمن مناطق “درع الفرات”.
وشهد شهر آب، اقتتالين اثنين ضمن مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة بريف حلب، الأول في تاريخ 14 آب، حيث جرت اشتباكات عنيفة بين عشيرة الجيس وعشيرة الفردون بمخيم شمارخ للنازحين شرق مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، وسط انتشار مكثف لعناصر من فصيل الجبهة الشامية والشرطة العسكرية داخل المخيم لفض الاشتباكات بين العشيرتين.
ووفقًا للمصادر فإن شابًا من عشيرة الجيسي فتح النار على مجموعة شبان من عشيرة الفردون أثناء محاولتهم اقتحام خيمة الأول، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص، لتقوم الشرطة العسكرية باعتقال نحو 20 شخصًا من المتقاتلين، لفض الاشتباك بين الطرفين، كما صادرت أسلحة ودراجات نارية.
أما الاقتتال الثاني فكان في 30 آب، إذ اندلعت اشتباكات بين مجموعة مدنيين من جهة، وعناصر من “فرقة الحمزة” من جهة أُخرى في قرية حزوان بريف مدينة الباب شرقي حلب، وذلك بعد قيام عناصر من “فرقة الحمزة” بالاستيلاء على منزل مواطن بهدف تحويله إلى مقر عسكري، ووفقًا لنشطاء المرصد السوري، فإن منزل المواطن كانت تتخذه القوات التركية مقرًا لها قبل أن تقوم بتسليمه للمواطن قبل أيام، ليقوم عناصر “فرقة الحمزة” بالاستيلاء عليه بهدف تحويله إلى مقر عسكري بعد أن قاموا بسرقة كافة مقتنيات المنزل، الأمر الذي لحدوث توتر بين صاحب المنزل وعناصر الفرقة، وعند مطالبة المواطن بمنزله، قام عناصر “فرقة الحمزة” بإطلاق النار عليه ما أدى إلى إصابته بقدمه، ليتطور الخلاف بعد تدخل ذوي المُصاب وبعض المدنيين و وقوع تبادل في إطلاق النار بينهم وبين وعناصر “فرقة الحمزة” وسط معلومات عن وقوع جرحى آخرين في صفوف الأهالي، ولايزال التوتر سيد الموقف في قرية حزوان حتى اللحظة.
كما أحصى المرصد السوري خلال شهر آب الفائت، 5 تفجيرات، الأول في الثالث من آب، حين قتل عنصران عنصرين من “الفرقة الأولى” التابعة لـ”الجيش الوطني” الموالي لتركيا، بانفجار لغم أرضي استهدف سيارة تقلهم في منطقة عرب حسن في ريف حلب الشرقي، التفجير الثاني كان في التاسع من الشهر، حين انفجرت عبوة ناسفة بسيارة عسكرية تابعة لقيادي في فصيل “الجبهة الشامية” بالقرب من مسجد فاطمة الزهراء، في مدينة الباب شرقي حلب، والثالث كان في 19 آب، حين دوى انفجار عنيف في جرابلس الخاضعة لنفوذ الفصائل الموالية لتركيا في ريف حلب، نتيجة انفجار مستودع ذخيرة للفصائل العسكرية، الرابع كان في اليوم ذاته، حين أصيب رجل وامرأة بجروح، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة نوع “سنتافيه” بالقرب من مقبرة الشيخ سعد في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، أما التفجير الأخير كان في 23 آب، حين أصيب 7 أشخاص نتيجة انفجار سيارة شحن ملغمة، قرب دوار الجمال عند مدخل كراج الشحن غربي مدينة إعزاز، كما أسفر التفجير عن أضرار مادية كبيرة في الشاحنات المركونة في موقع الانفجار.
في حين شهد يوم 24 آب، خرج أهالي في مدينة الباب بريف حلب الشرقي في مظاهرة، أمام مقر الشركة التركية الخاصة، احتجاجًا على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وعدم استطاعة الشركة تأمين حاجة الأهالي من الكهرباء.
وأغلق المتظاهرون الطرق المؤدية إلى مبنى الشركة، ورددوا شعارات “يلعن روحك يامدير الشركة ياحرامي”، في حين هرب مدير مدير الشركة وترك الموظفين في مواجهة المتظاهرين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد رصد، في 23 آب، خروج مظاهرة حاشدة في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، أمام مقر الشركة التركية الخاصة التي تزود المدينة بالكهرباء، احتجاجًا على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، حيث تنقطع يوميًا ما بين 5 إلى 6 ساعات، منذ بداية فصل الصيف الحالي، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها ” لا يموت حق وراءه مطالب”، واتهم المتظاهرون الشركة التركية بسرقة أموال الشعب بدلاً عن خدمتهم، كما هتفوا عبارات تصف شركة الكهرباء بـ”الحرامية”، وطالبوا بانسحابها من المدينة وتحمل المجلس المحلي كامل المسؤولية.
وقبل مدة، اجتمع وفد من المواطنين مع إدارة شركة الكهرباء للمطالبة بتخفيض سعر الكيلوواط ساعي وتجاوز مشاكل انقطاع التيار الكهربائي، وتلقى الوفد وعودًا بتخفيض سعر الكيلوواط ساعي إلى 73.5 قرش تركي، دون أن يتحقق شيء من وعودها، بسبب ما وصفته الشركة بظروف خارجة عن إرادتها.
وفي 25 آب، تظاهر العشرات من أهالي المناطق الخاضعة لنفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجًا على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وارتفاع سعر الكيلوواط ساعي، من قبل إدارة الشركة التركية التي تغذي المنطقة بالطاقة الكهربائية، وفي سياق ذلك، رصد المرصد السوري تظاهر عشرات المدنيين في مدينة الباب بريف حلب أمام مبنى المجلس المحلي، احتجاجاً على سوء وضع الكهرباء بعد تواصل انقطاعها ما يقارب 48 ساعة متواصلة على أحياء المدينة.
وفي 26 آب، قررت شركة الكهرباء التركية الخاصة، إيقاف تغذية الكهرباء عن مدينة جرابلس بريف علب اعتبارًا من يوم السبت 28 آب.
ويأتي ذلك، بعد المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد شركة الكهرباء التركية المغذية لمنطقة “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي والشرقي، بسبب رفع أسعارها تارة وانخفاض تردد الشبكة الكهربائية إلى نحو 40 “هيرتز”، مما يجعلها تعرض الأجهزة الكهربائية للتلف، وتتسبب بخسائر كبيرة لهم في ظل ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية بشكل كبير.
واعتبر الأهالي أن قرار الشركة الجديد، لإجبارهم على الرضوخ لقراراتها التعسفية بحق المناطق المشتركة في خدماتها.
ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.