مناطق “درع الفرات” ومحيطها خلال شهر تموز: نحو 40 قتيلاً وجريحاً بأعمال عنف و5 اقتتالات في إطار الفوضى والفلتان الأمني

المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين ضمن تلك المناطق في ظل الفوضى والفلتان الأمني وممارسات الفصائل الموالية للحكومة التركية

183

منذ وقوع ما يعرف بمناطق “درع الفرات” ومحيطها تحت سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما الى ذلك من حوادث، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال تموز 2024.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر تموز مقتل واستشهاد 22 شخص بينهم سيدتين، بأساليب وأشكال متعددة ضمن نفوذ القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” بمناطق “درع الفرات” ومحيطها في أرياف حلب الشمالية والشرقية والشمالية الشرقية، وتوزعوا على الشكل التالي:
5 من المدنيين، وهم:
-2 برصاص القوات التركية والفصائل
-2 بلغم / عبوة ناسفة
-1 بجرائم قتل

17 من العسكريين، وهم:
-16 باشتباكات مع قسد
-1 باقتتال فصائلي

كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان إصابة 18 شخصًا جراء أعمال عنف ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها خلال شهر تموز
تفاصيل استشهاد المدنيين

-قتل شخص برصاص القوات التركية في مدينة جرابلس شرق حلب على إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق ريف حلب الشمالي
-قُتل مواطنين إثر وقوع انفجار أثناء عمله في تفريغ حمولة شاحنة أكياس من البطاطا، في سوق الهال الواقع في تادف بريف حلب الشرقي.
-استشهد طفل، أثناء قيام القوات التركية وأجهزتها العسكرية بإطلاق النار بشكل عشوائي باتجاه المتظاهرين عند معبر باب السلامة الحدودي.
-عثر أهالي على جثة رجل مقتولاً بظروف غامضة في منطقة جب ركية شمالي مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي
تفاصيل مقتل العسكريين
-قُتل عنصران من الجيش الوطني إثر محاولتهما التسلل من قرية “الأولاشلي” باتجاه خطوط التماس مع قوات مجلس منبج العسكري في قرية بوغاز بريف منبج الغربي.
-قُتل عنصران من الجيش الوطني إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني والقوات الكردية في قرية الغوز القريبة من محور الدغلباش غربي مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
-قتل عنصران من فصيل الجبهة الشامية إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين الأخيرة والقوات الكردية على محوري حربل بريف حلب الشمالي
-قُتل 3 عناصر من الجيش الوطني إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني والقوات الكردية في قرية كلجبرين بريف حلب الشمالي
-قُتل عنصران من العمشات خلال محاولة تسلل نفذتها القوات الكردية بعد ليلة الخميس – الجمعة على محور حزوان بريف الباب شرقي حلب.
-قُتل عنصر في فصائل “الجيش الوطني” إثر اندلاع اشتباكات مسلحة دارت بين الفصائل، وبين قوات تحرير عفرين على محور طويحينة بريف مارع شمالي حلب.
-قُتل عنصر من الجيش الوطني إثر اندلاع اشتباكات عنيفة مع قوات “مجلس منبج العسكري” من جهة أخرى، على ضفاف نهر الفرات في مدينة جرابلس شرقي حلب.
-قُتل عنصر من جيش المجد إثر مهاجمة مجموعة من أحرار عولان المبايعة لهيئة تحرير الشام، حاجزًا لجيش المجد في منطقة كريدية بالقرب من قباسين بريف الباب بريف حلب.
-قُتل 3 عناصر من الجيش الوطني إثر اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات الكردية على محوري حزوان وعبلة بريف الباب شرق حلب.

في حين شهدت منطقة درع الفرات 17 حالة اعتقال تعسفي بحق المدنيين وحالة خطف وحيدة.

حالات الاعتقال:
-شنت القوات التركية وبمساندة من الشرطة العسكرية حملات اعتقال في ريف حلب الشمالي، بعد تحديد هويات الأشخاص الذين شاركوا بالاحتجاجات ضد الأتراك والفصائل الموالية لها، عبر إعادة مشاهدة ما التقطته كاميرات المراقبة. واعتقلت القوات التركية، 4 مواطنين في إعزاز ونقلتهم إلى تركيا.
-اعتقلت الشرطة العسكرية 9 أشخاص بينهم عسكريان اثنان من فصيل “أحرار الشام” بتهم مختلفة، منها إحراق الشاحنات التركية وأخرى بتهمة الهجوم على معبر باب السلامة الحدودي وإحراق العلم التركي بالإضافة إلى تهمة الهجوم على معبر جرابلس.
-أقدم عناصر الشرطة العسكرية الموالية لتركيا على اعتقال ناشط إعلامي ورسام “كاريكاتير”، نازح من مدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، في مدينة إعزاز وحولته إلى سجن في قرية كفرجنة في ناحية شران بريف عفرين شمال غربي حلب، بتهمة تهريب سيدة من مناطق النظام باتجاه تركيا.
-اعتقلت عناصر من الشرطة العسكرية في مدينة الباب شرق حلب، مواطنين اثنين بتهمة المشاركة في المظاهرات المناهضة لتركيا، الرافضة لحملات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في عدة مدن وولايات تركية، واقتادوهما إلى الداخل التركي، وما يزال مصيرهما مجهولاً حتى اللحظة.
-اعتقلت الشرطة العسكرية بشكل تعسفي شاباً في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، بتهمة الخروج في المظاهرات التي شهدتها المنطقة رفضاً للتقارب بين النظامين التركي والسوري، وجرى اقتياده إلى جهة مجهولة دون معرفة مصيره.
-حالة خطف وحيدة، حين أقدمت مجموعة مسلحة تستقل عربة على اختطاف شاب من أمام الفرن، دون ورود معلومات عن الجهة الخاطفة ومطالبها في مدينة الباب شرق حلب.

كذلك أحصى المرصد السوري خلال شهر تموز 5 اقتتالات ضمن مناطق “درع الفرات” ومحيطها، تسببت بمقتل 2 عسكريين وإصابة 4 مدنيين وعنصر من الجيش الوطني.
الاقتتال الأول كان بتاريخ 2 تموز، حين قتل شخص برصاص القوات التركية في مدينة جرابلس شرق حلب على إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق ريف حلب الشمالي.
الاقتتال الثاني كان في 25 تموز، حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين والشرطة العسكرية في مدينة الباب على خلفية اعتقال عناصر من الشرطة العسكرية في مدينة الباب شرقي حلب، على خلفية اعتقال مواطنين اثنين بتهمة المشاركة في المظاهرات المناهضة لتركيا، الرافضة لحملات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في عدة مدن وولايات تركية.
الاقتتال الثالث كان في 25 تموز، حين أصيب أربعة مدنيين إثر اندلاع اشتباكات، استُخدم خلالها الأسلحة الخفيفة، بين مهجرين من بلدة السفيرة نتيجة خلافات بينهم، في مخيم شمارخ قرب قرية شمارين في ريف إعزاز.
الاقتتال الرابع كان في 28 تموز، حين أصيب عنصر من أحرار عولان المقرب من هيئة تحرير الشام إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين الأخيرة وعناصر حاجز يتبع لفصيل فيلق المجد في منطقة كريدية بالقرب من قباسين بريف الباب بريف حلب لخلافات حول التهريب.
الاقتتال الخامس كان في 29 تموز، حين قُتل عنصر من جيش المجد إثر مهاجمة مجموعة من أحرار عولان المبايعة لهيئة تحرير الشام، حاجزًا لجيش المجد في منطقة كريدية بالقرب من قباسين بريف الباب بريف حلب.
وشهدت منطقة درع الفرات خلال شهر تموز تفجيرًا وحيدًا حين قُتل مواطن وأُصيب 5 آخرون بجراح بينهم طفل مهجّر من مدينة دير الزور، إثر وقوع انفجار خلال عملهم في تفريغ حمولة شاحنة أكياس من البطاطا، في سوق الخضار الواقع بين مدينة الباب وتادف بريف حلب الشمالي.

مظاهرات حاشدة منددة بالاعتداءات العنصرية بحق السوريين في تركيا
شهدت عدة مدن وبلدات خاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في منطقة “درع الفرات” في ريف حلب، حالة استياء شعبي كبير بسبب الممارسات العنصرية بحق اللاجئين السوريين في تركيا وحملات الترحيل القسري والتعدي على ممتلكاتهم من قبل أتراك “عنصريين”، دون تحرك فعلي من قبل السلطات التركية لحماية السوريين.
وتجمع العشرات من المواطنين عند دوار مدينة الراعي لمنع دخول الأرتال والشاحنات التجارية التركية، وشهدت مدينة اعزاز مظاهرة حاشدة عند معبر باب السلامة الحدودي تنديدًا بالانتهاكات بحق اللاجئين السوريين في تركيا، بينما أقدم شبان على إغلاق مركز البريد التركي (PTT) وطرد الموظفين في مدينة إعزاز وبلدة الراعي، وإنزال العلم التركي من سطح مبنى دائرة النفوس في مدينة إعزاز، إضافة إلى منع دخول السيارات التركية إلى مدينة الباب.
بينما أقدم شبان على إغلاق مركز البريد التركي (PTT) وطرد الموظفين في مدينة إعزاز وبلدة الراعي، وإنزال العلم التركي من سطح مبنى دائرة النفوس في مدينة إعزاز، إضافة لمنع دخول السيارات التركية إلى مدينة الباب، وسط حالة احتقان شديدة تسود المنطقة بشكل كامل على خلفية هذه الانتهاكات التي تأتي بالتزامن مع عودة العلاقات بين النظامين السوري والتركي.
وشارك المئات من المدنيين في ساحة فيوتشر بمدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي على الحدود السورية – التركية، بمظاهرة حاشدة رفضاً للمصالحة مع النظام والتقارب معه ومنددة بما يحصل في تركيا من انتهاكات عنصرية بحق اللاجئين السوريين وحملات الترحيل القسرية، بالرغم من انقطاع خدمة الإنترنت لليوم الرابع على التوالي في المدينة ورغم التحذيرات من التظاهر من قبل الفصائل الموالية لتركيا والاستنفار الأمني المكثف والانتشار لعناصر الشرطة العسكرية والفصائل الموالية لتركيا.
و أجبرت الاستخبارات التركية والفصائل الموالية لها عددًا من المعتقلين الذين جرى اعتقالهم مؤخرًا خلال الأحداث في ريف حلب الشمالي، على الظهور بمقاطع مصورة وخلفهم العلم التركي وهم يقدمون الاعتذار للحكومة التركية والشعب التركي لقيامهم بحرق وطمس العلم التركي خلال المظاهرات الغاضبة التي عمت مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف حلب الشمالي.
وشنت القوات التركية وبمساندة من الشرطة العسكرية حملات اعتقال في ريف حلب الشمالي، بعد تحديد هويات الأشخاص الذين شاركوا بالاحتجاجات ضد الأتراك والفصائل الموالية لها، عبر إعادة مشاهدة ما التقطته كاميرات المراقبة. واعتقلت القوات التركية، 4 مواطنين في إعزاز ونقلتهم إلى تركيا.
وأطلق سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة مناصرة حملت عنوان “سجن كبير” تنديدًا بانتهاكات السلطات التركية ضد اللاجئين السوريين في تركيا وتصاعد حملات الترحيل القسري بحقهم باتجاه الشمال السوري.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “درع الفرات” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.