مناطق “غصن الزيتون” في آب: 80 حالة اعتقال تعسفي ونحو 50 انتهاك آخر على يد الفصائل الموالية لأنقرة

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

125

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يُعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، يتفاقم مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوم دون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر آب 2024، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكًا صارخًا وفاضحًا لحقوق الإنسان.

 

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثّق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آب، مقتل 4 عسكريين بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، وتوزعوا على النحو التالي:
-1 بتفجير
-1 بعملية اغتيال
-1 باقتتال فصائلي
-1 باشتباكات مع القوات الكردية

تفاصيل مقتل العسكريين:
-قُتل عنصر من هيئة تحرير الشام جراء اشتباكات مسلحة عنيفة بين الأخيرة، وقوات “تحرير عفرين” على محور كباشين التابعة لناحية شيراوا في ريف عفرين شمال غربي حلب.
-قُتل عنصر من “الجيش الوطني”، من مهجري مدينة عربين بريف دمشق، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة مع مجموعة شبان من منطقة حيان بحلب في مدينة عفرين
-عثر على جثة عنصر تابع لفصيل جيش النصر، مقتول ذبحاً بأداة حادة، ملقاة بالقرب من حي التلل في ناحية جنديرس بريف عفرين الغربي.
-قتل عنصر من فصيل محمد الفاتح بانفجار قذائف في مستودع للذخيرة ضمن مقر عسكري تابع لفصيل محمد الفاتح بالقرب من المجلس المحلي في مدينة عفرين.

 

انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لا تزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن في ارتكاب الانتهاكات اليومية بحقك الأهالي الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة إلى انتهاكات تطال المهجرين إلى المنطقة أيضًا. وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر آب 2024، 80 حالة اعتقال تعسفي بينهم 8 أطفال و 5 نساء.

إلى جانب حالات الاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 49 انتهاكًا بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
-11 حالات بيع ومصادرة منازل تعود ملكيتها إلى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأمريكي تحديدًا، وتراوحت أسعارها بين 1000 إلى 4000 دولار أمريكي.
-19 عمليات قطع للأشجار المثمرة ومصادرة الأراضي من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 170 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين، بالإضافة افتعال حرائق في الحقول الزراعية، مما أدى إلى اتلاف مئات من أشجار الزيتون، العنب، الجوز، اللوز، السماق، والتين في قرية زعرة التابعة لناحية بليل بريف عفرين. وبعد إخماد الحرائق، قام الفصيل بقطع الأشجار باستخدام مناشير كهربائية بهدف تحويلها إلى حطب للاتجار به.
-14 عملية “فرض فدية مالية” من قبل الفصائل والشرطة العسكرية. والاستخبارات التركية، منها 8 حالات إطلاق سراح مواطنين وإطلاق سراح معتقلين تراوحت قيمة الفدية ما بين 500 دولار إلى 5000 ألف دولار أمريكي، فيما توزعت باقي حالات فرض إتاوة من قبل الفصائل الموالية لتركيا على الأهالي على النحو التالي:
-حالة فرض إتاوة من قبل فصيل محمد الفاتح على أشجار الزيتون في قرى معملا وكوركا فوقاني وكوركا تحتاني وعرابو وسلو وبريمجة وحج قاسم ومست عاشور وترميشا بريف عفرين، حيث قُدرت الإتاوة بـ 1 دولار أمريكي لكل شجرة للمواطنين المتبقين في المنطقة و5 دولارات للمواطنين النازحين.
-حالة فرض إتاوة من قبل فصيل العمشات على الأهالي في ناحية
الشيخ حديد بريف عفرين كل من يحفر بئر مياه جديد دفع مبلغ 1000 دولار أمريكي، و100 دولار على كل من يملك بئراً، و100 دولار على كل صاحب منزل، و300 دولار على كل صاحب محل تجاري. وقد أُعطي الأهالي مهلة لدفع هذه الإتاوات تحت تهديد السلاح.
-حالة فرض إتاوة من قبل فصيل “أحرار الشرقية” على السكان الأصليين في ناحية راجو بريف عفرين، بقيمة 200 دولار أمريكي لكل عائلة، مطالبين بالدفع عبر المكتب الاقتصادي. وهدد الفصيل بمصادرة ممتلكات كل من يمتنع عن دفع الإتاوة.
-حالة فرض إتاوة من قبل فصيل “السلطان مراد”على أصحاب البسطات والمحلات في شارع التلل بمدينة عفرين، شملت 60 محلًا وبسطة، وقدرت المبالغ بأكثر من 1000 دولار أمريكي، بحجة تركيب كاميرات مراقبة في الشارع.
-حالة فرض إتاوة من قبل فصيل “فيلق المجد” على أهالي قرية كيلا التابعة لناحية بلبل بريف عفرين إتاوات مالية جديدة تقدر بـ 3 دولار أمريكي عن كل شجرة زيتون قبل حلول الموسم، بالتزامن مع إبلاغ أهالي قرية زركا التابعة لناحية راجو بضرورة دفع إتاوات.
-حالة فرض إتاوة حين أجبر مسلح مواطن من قرية كوباكه على دفع مبلغ 2000 دولار مقابل إخلاء منزله بالقرب من الملعب الرياضي في عفرين دون أن يتم ذلك.

-5 حالات اعتداء، حين اعتدى بالضرب والإهانة عناصر من فصيل السلطان سليمان شاه المعروف باسم “العمشات”، على 4 مواطنين بينهم مسنين، لعدم قدرتهم على دفع 100 دولار أمريكي إتاوة للفصيل فرضها عن كل منزل ضمن مناطق سيطرته.
واعتدى أحد عناصر فرقة “السلطان مراد” بالضرب المبرح على شاب من أهالي عفرين في حي الأشرفية، بسبب عدم قيام الشاب بفتح الطريق لسيارة العنصر. وقد أسفر الاعتداء عن إصابة الشاب برضوض وكسر هاتفه الخليوي.

 

في حين أحصى المرصد السوري خلال شهر آب اقتتالين اثنين ضمن منطقة غصن الزيتون تسببت بمقتل عنصر من الجيش الوطني وإصابة مدنيين أثنين

الاقتتال الأول كان بتاريخ 3 آب، حين أصيب مواطنان بجروح إثر مشاجرة تطورت لاستخدام السلاح بين مهجرين من بلدتي تل الطوقان ومعصران في مخيم قرية قطمة بناحية شران في ريف عفرين
الاقتتال الثاني كان بتاريخ 18 آب، حين ُتل عنصر من “الجيش الوطني”، من مهجري مدينة عربين بريف دمشق، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة مع مجموعة شبان من منطقة حيان بحلب في مدينة عفرين، وجاء ذلك نتيجة خلافات سابقة بين الطرفين.

 

كذلك، شهدت منطقة غصن الزيتون خلال شهر آب 3 تفجيرات تسبب بمقتل عنصر من الجيش الوطني وإصابة 4 مدنيين
الانفجار الأول كان بتاريخ 14 آب، حين انفجرت عبوة مزروعة بسيارة بالقرب من مطعم قبصو في شارع راجو وسط عفرين بريف حلب الشمالي، مما أدى إلى إصابة شخصين ووقوع أضرار مادية واندلاع النيران في السيارة.
الانفجار الثاني كان بتاريخ 21 آب، حين انفجرت دراجة نارية مفخخة في شارع السرافيس في حي الأشرفية بمدينة عفرين بريف حلب الشمالي، ، مما أدى إلى سقوط إصابة شخصين ، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
الانفجار الثالث كان بتاريخ 25 آب، حين قتل عنصر من فصيل محمد الفاتح بانفجار قذائف في مستودع للذخيرة ضمن مقر عسكري تابع لفصيل محمد الفاتح بالقرب من المجلس المحلي في مدينة عفرين.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.