مناطق “غصن الزيتون” في أيلول: 53 حالة اعتقال تعسفي و25 من انتهاك آخر على يد الفصائل الموالية لأنقرة
المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة
منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر أيلول 2023، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.
الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر أيلول، مقتل واستشهاد 9 أشخاص بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، توزعوا على النحو التالي:
امرأة وطفلة بجريمة قتل
* 7 من العسكريين، هم:*
– 3 بانفجار عبوة ناسفة
– 4 في اشتباكات مع قوات تحرير عفرين
تفاصيل استشهاد المدنيين
– أقدم مسلحون مجهولون على قتل سيدة وطفلتها ورمي جثتيهما في بحيرة ميدنكي بناحية شران بريف عفرين، بعد اختطافها من قرية تلالين بريف مدينة مارع شمالي حلب
تفاصيل مقتل الغير مدنيين
– قتل 4 عناصر يتبعون لفرقة السلطان مراد وفرقة الحمزة، جراء اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بينهم، وبين مجموعات من قوات “تحرير عفرين”، وذلك في محاولة تسلل للأخيرة على جبهة كيمار بناحية شيراوا بريف عفرين شمال غرب حلب.
– قتل قيادي وعنصران يعملان بالتفخيخ مع حركة أحرار الشام الإسلامية وأصيب 3 آخرون، نتيجة انفجار لغم كان بحوزتهم عن طريق الخطأ داخل المنزل، الذي يستخدمه كورشة عمل للتفخيخ ضمن منطقة سكنية، كما عثر بالمنزل على مواد تستخدم بصناعة المتفجرات.
انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر أيلول 2023، 53 حالة اعتقال تعسفي بينهم طفل و4 نساء.
إلى جانب حالات الاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 25 انتهاك بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:
– 4 حالات بيع ومصادرة منازل تعود ملكيتها الى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا تراوحت أسعارها ما بين 700 إلى 1200 دولار أمريكي.
– 7 عمليات قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 310 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
– 8 عمليات “فرض إتاوة” من قبل الفصائل والشرطة العسكرية والاستخبارات التركية، 5 منها مقابل إطلاق سراح معتقلين تراوحت قيمة الفدية ما بين 1000 إلى3000 ألاف دولار أميركي.
وحالة فرض إتاوة من قبل الجيش الوطني على السكان الأصليين في حي الأشرفية بمدينة عفرين تتراوح قيمتها ما بين 100- 300 دولار أمريكي مقابل السماح لهم بإقامتهم في منزلهم، وسط تهديدات في حال اعترضوا على دفع إتاوات مالية.
وحالة فرض إتاوة من قبل عناصر من الشرطة العسكرية على مواطن عاد مؤخراً إلى ناحية معبطلي بريف عفرين قادماً من مناطق النزوح في ريف حلب الشمالي، دفع إتاوة مالية قدرها 1000 دولار أمريكي، لقاء السماح له بالعيش في ناحية معبطلي.
وحالة فرضها عناصر من فصيل “العمشات” بقيمة مالية قدرها 50 دولار أمريكي، على المهجرين في المخيمات ضمن مناطق سيطرتها في ناحية شيخ الحديد، ممن يستفيدون من المعونات الغذائية والمبالغ المالية المقدمة من المنظمات الدولية والعربية والتي تقدر بـ 150 دولار أمريكي، حيث اشترط فصيل العمشات على المستفيدين باقتطاع 50 دولار أمريكي لقاء السماح لهم بالبقاء في المخيمات، مهددين من يمتنع عن دفع الاتاوة بإخراجهم من المخيم بقوة السلاح.
– حالة اعتداء وحيدة، حين اعتدى عناصر من الشرطة العسكرية، بالضرب على بعض الأهالي من مهجري مدينة دمشق، وإطلاق النار صوبهم بشكل مباشر، وذلك بعد مشادة كلامية بين الطرفين، بسبب موقف سيارة، في سوق ناحية راجو بريف عفرين.
في حين أحصى المرصد السوري خلال شهر أيلول، مقتل وإصابة 13 بانفجار مخلفات حرب وعبوات ناسفة ضمن مناطق “غصن الزيتون”.
ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.