مناطق “نبع السلام” في آب: عمليات نزوح جديدة للأهالي هرباً من الانتهاكات المتواصلة للفصائل الموالية لأنقرة

المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

154

تتصاعد معدلات الانتهاكات الحقوقية في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريفي الحسكة والرقة، المعروفة بمناطق “نبع السلام”، والتي سيطرت عليها في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.
تصاعد الانتهاكات يأتي مقابل تحقيق المآرب والأطماع السياسية والاقتصادية على حساب استغلال هذه الأراضي وثرواتها ومواردها وأهلها أسوء استغلال، وقد رصد ووثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الثامن من العام 2024.

حيث بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الشهر الفائت 3 قتلى جميعهم من العسكريين، توزعوا على النحو الآتي:
-1 على يد القوات التركية
-2 باقتتال مسلح

 

وجاءت التفاصيل لعمليات القتل على النحو الآتي:
-قتل قيادي في أحرار الشرقية المعاقب أمريكيا وهو قيادي سابق في تنظيم “الدولة الإسلامية” في اقتتال مع عنصر آخر من الفصيل ذاته في مدينة رأس العين بريف الحسكة ضمن مناطق “نبع السلام”، حيث تطور شجار بينهما، بسبب خلاف على تهريب البشر، إلى استخدام السلاح، ورمي قنبلة مما أدى إلى مقتله ومقتل الآخر أيضاً.
-عُثر على جثة عنصر من فصيل “أحرار الشرقية” المنضوي ضمن صفوف “الجيش الوطني” ملقاة على طريق M4 بالقرب من الساتر الترابي في منطقة مبروكة بريف الحسكة، فارق الحياة إثر استهدافه برصاص حراس القاعدة التركية بالقرب من محطة تحويل الكهرباء برأس العين في منطقة “نبع السلام”، حيث رفض العنصر الذي يعمل في تهريب البشر الامتثال لأوامر الحراس الأتراك ودفع أجرة طريق التهريب الذي يمر عبر تلك المنطقة إلى الأراضي التركية، كما أُصيب 3 مدنيين كانوا مع العنصر، أحدهم في حالة خطيرة.

وبالانتقال إلى ملف الانتهاكات المستمرة من قبل الفصائل الموالية لأنقرة، فقد أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمغادرة 8 عوائل من قرية أم عشبة شرق مدينة رأس العين شمال الحسكة في منطقة “نبع السلام” منازلها، تاركة خلفها ممتلكاتها ومنازلها، حيث تمكنت من الوصول إلى تركيا عبر طرق التهريب، هرباً من الانتهاكات من قبل عناصر فصيل “جيش الإسلام” المنضوي ضمن صفوف “الجيش الوطني” وممارساتهم بحق أهالي القرية حيث وقعت العديد من حوادث القتل والسرقة والتحرش بنساء.
وفي سياق متصل، يتعمّد عناصر فصيل “الحمزات” المنضوي ضمن صفوف “الجيش الوطني” التضييق على سكان بلدة تل حلف غرب رأس العين المتبقين في منازلهم بهدف تهجيرهم والسيطرة على أملاكهم، حيث يستخدم عناصر الفصيل التهديد بالسلاح ، ويقومون بقطع الطرق ومنعهم من الدخول والخروج إلا بعد دفع الأتاوات.

وفي 23 آب، اعتقلت الشرطة المدنية التابعة لتركيا 3 باحثين عن ملاذ آمن أثناء محاولتهم عبور الحدود السورية التركية بريف الحسكة ضمن منطقة “نبع السلام”، عبر طرق غير شرعية بإشراف فصائل “الجيش الوطني. وتم الإفراج عن اثنين منهم مقابل فدية مالية قدرها 5000 دولار أمريكي، بينما لايزال الثالث قيد الاحتجاز لعدم قدرته على دفع الفدية.

وإجمالاً ستظل هذه الصورة القاتمة تزداد وتتمدد مع استشراء الفساد والاستبداد اللذين تمارسها الفصائل الموالية لأنقرة دون وازع أو رادع يقف أمامهم للحيلولة دون ارتكابهم لمزيد من الجرائم الإنسانية في حق المواطنين السوريين في مناطق “نبع السلام”، وعليه فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل والمتمثلة بعمليات سرقة وقتل ونهب وسلب واعتقال واختطاف.