مناطق “نبع السلام” في كانون الثاني: الجندرما التركية تقـ ـتل 4 مدنيين خلال محاولتهم البحث عن ملاذ آمن.. واقتـ ـتـ ـالات عشائرية وعائلية تؤكد الفـ ـلـ ـتـ ـان الأمـ ـنـ ـي
المرصد السوري يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة
تتصاعد معدلات الانتهاكات الحقوقية في مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريفي الحسكة والرقة، المعروفة بمناطق “نبع السلام”، والتي سيطرت عليها في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.
تصاعد الانتهاكات يأتي مقابل تحقيق المآرب والأطماع السياسية والاقتصادية على حساب استغلال هذه الأراضي وثرواتها ومواردها وأهلها أسوء استغلال، وقد رصد ووثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان جميع الأحداث التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الأول من العام 2023.
حيث بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الشهر الفائت 6 قتلى من المدنيين والعسكريين وفقاً لتوثيقات المرصد السوري، توزعوا على النحو التالي:
5 من المدنيين، هم:
– 4 رجال برصاص قوات حرس الحدود التركية “الجندرما” بريف رأس العين (سري كانييه)
– رجل من أصول شيشانية بجريمة قتل برصاص أحد أقاربه في ريف رأس العين (سري كانييه)
قيادي سابق في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” عراقي الجنسية يدعى “أبو مسلم العراقي”، قتل على خلفية إطلاق النار عليه بشكل مباشر، من قبل مسلحين مجهولين، يستقلون دراجات نارية في قرية عين الحصان بريف رأس العين
في حين شهدت مناطق نبع السلام اقتتالين اثنين بين عوائل وعشائر مسلحة، خلال شهر كانون الثاني، أسفرت عن سقوط جرحى.
الاقتتال الأول كان بتاريخ 13 الشهر، حين اندلع اشتباك مسلح بين عائلتين نازحتين يقطنون في مدينة رأس العين بسبب خلاف نشب بينهما، أحداهما من عائلات تابعة لفصائل “الجيش الوطني”، وسط إطلاق النار بشكل كثيف بين المدنيين وإغلاق كافة المحلات في المدينة.
أما الاقتتال الثاني فكان في 15 الشهر، حيث دارت اشتباكات بين عشيرتي ” القرعان” و”السياد” في مدينة رأس العين، واستخدمت الأسلحة الثقيلة والرشاشة، بسبب قضية ثأر بين العشيرتين، ما أدى إلى وقوع 3 جرحى بين الطرفين.
وبالانتقال إلى ملف الانتهاكات، فرصد المرصد السوري جملة من الانتهاكات خلال الشهر الأول من العام الجديد، ففي مطلع العام اقتحم عناصر من “فرقة الحمزة” منزل مواطن في قرية تل أرقم بريف رأس العين، ضمن منطقة “نبع السلام” بريف الحسكة، وذلك بسبب امتناع صاحب المنزل عن دفع إتاوات لعناصر الفرقة.
وفقا لمصادر المرصد السوري، فإن عناصر “فرقة الحمزة” الموالية لتركيا انتهكوا حرمة المنزل، وأطلقوا الرصاص العشوائي في القرية وعلى سكان المنزل، ما أدى إلى إصابة ابن صاحب المنزل بجروح خطيرة، جرى نقله إلى مستشفى في جيلان بنر في تركيا.
ويشار إلى أن، المصاب يعمل في بيع الهواتف في قرية تل أرقم بريف رأس العين، إلى جانب العمل في الزراعة، ولا ينتمي لأي جهة عسكرية.
وفي 21 الشهر، استولى فصيل “السلطان مراد” المنضوي ضمن صفوف “الجيش الوطني”، على مدرسة قرية السفح جنوب رأس العين ضمن منطقة” نبع السلام”، وحولوها إلى قاعدة عسكرية.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عناصر الفصيل رفضوا تسليم المدرسة إلى أبناء البلدة لإكمال تعليم أبنائهم فيها، حيث اضطر التلاميذ تلقي دروسهم في غرف مسبقة الصنع صغيرة الحجم لا تكفي عددهم، مما دفعهم لمتابعة تعليمهم في مقر الإرشادية الزراعية غير مخصصة للتعليم ولا تتوافر فيها.
وفي هذا السياق، طالب أهالي البلدة عناصر الفصيل بتسليم المدرسة وتفريغها من عناصرهم المسلحة لإكمال أبنائهم دراستهم لهذا العام.
وفي 12 الشهر، داهم عناصر فرقة “السلطان مراد”، بدعم من الشرطة العسكرية التابعة لتركيا، قريتي العامرية والأهراس بريف رأس العين الجنوبي الشرقي ضمن منطقة “نبع السلام” بريف الحسكة.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المنطقة شهدت حملة اعتقالات واسعة نفذها عناصر فرقة “السلطان مراد”، بحق العديد من شباب القريتين بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية حيث تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وحسب المعلومات، فإن فرقة “السلطان مراد ” اعتقلت أكثر من 12 شاباً، بعد انتهاك حرمة منازلهم وتوجيه كلام سيء لأسرهم، وتم تقييد بعض النساء أثناء اعتراضهم الدورية، التي اعتقلت أبنائهم، وتم سرقة هواتفهم النقالة، الأمر الذي خلق حالة من السخط والغضب في القريتين والقرى المجاورة.
وإجمالاً ستظل هذه الصورة القاتمة تزداد وتتمدد مع استشراء الفساد والاستبداد اللذين تمارسها الفصائل الموالية لأنقرة دون وازع أو رادع يقف أمامهم للحيلولة دون ارتكابهم لمزيد من الجرائم الإنسانية في حق المواطنين السوريين في مناطق “نبع السلام”، وعليه فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل والمتمثلة بعمليات سرقة وقتل ونهب وسلب واعتقال واختطاف.