مناطق نفوذ النظام السوري: كارثة إنسانية تهدد حياة ملايين المواطنين في عموم المحافظات وسط فشل ذريع للسلطات بإدارة الأزمات.. والمرصد السوري يجدد مطالبه للمنظمات الدولية بالتدخل
تشهد مناطق نفوذ النظام السوري كارثة إنسانية حقيقية، ضحيتها المدني السوري القابع هناك والذي لا ناقة له ولا جمل، حيث باتت الحياة أشبه بالمستحيلة في عموم المحافظات السورية، فالأوضاع المعيشية والأزمات الحياتية التي تعصف في العاصمة دمشق ذاتها التي تعصف بالعاصمة الاقتصادية حلب ومحافظات الساحل السوري والجنوب السوري ووسط البلاد، في الوقت الذي يقف فيه النظام متفرجاً على انهيار الاقتصاد ولا يستطيع تقديم أي حلول للمواطنين، وهو ما يزيد الطين بله بالنسبة للمدنيين، المستائين من إدارة النظام والحكومة للأزمات وباتوا يحملونهم المسؤولية الكاملة عن ما آلت إليه الأوضاع في سورية، فراتب الموظف الذي له من الخدمة سنوات طويلة بالكاد يصل إلى 90 ألف ليرة سورية شهرياً، بينما متوسط دخل الفرد لا يتعدى 60 ألف ليرة، وهو الكارثة الأعظم، فماذا له أن يفعل بمثل هكذا مردود وهي لا تكفي ليومين أو 3 أيام فقط، في ظل الغلاء الفاحش بجميع السلع الغذائية وما إلى ذلك من مصاريف يومية ليكي يتابع المواطن يومه الاعتيادي.
يأتي ذلك في ظل تقاعس المنظمات الدولية من تقديم يد العون للمواطنين القابعين ضمن مناطق النظام السوري، فهم لا ذنب لهم بأي شيء، ولا حتى المتواجدين في دول الخارج لا يستطيعون تقديم يد العون بشكل كافي، وعليه إن المرصد السوري لحقوق الإنسان يواصل مطالبه للمنظمات الدولية بتقديم يد العون للمدنيين ضمن مناطق النظام السوري لأن ليس لهم ذنب بوجودهم هناك فليس الجميع يتسطيع النزوح أو اللجوء، فالأمر فاق حد التحمل لديهم وباتت المشاهد التي نرصدها ونواكبها هناك لا تمت للإنسانية بصلة.
وكان المرصد السوري أشار في الثاني من الشهر الجاري، إلى أنه وسط تصاعد في الغلاء الفاحش بأسعار المواد الغذائية، بات الوضع ضمن مناطق النظام أقل ما يمكنه وصفه بالكارثي، فلا يتناسب دخل المدني الشهري ولا بأي شكل من الأشكال مع التضخم والغلاء، إذ أعلى راتب شهري قد يحصل عليه المدني لا يتجاوز 90 ألف ليرة سورية بينما الشريحة الأكبر يتراوح متوسط راتبها الشهري بين 30 و60 ألف.
وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة، أبرزها: هل تتحول ثورة الكرامة والحرية والعدالة التي خرج بها الشعب السوري قبل نحو عقد من الزمن إلى ثورة جياع؟!، ثم لماذا هذا التقصير من قبل المنظمات الدولية، لماذا تقتصر المساعدات الدولية على شمال غرب وشمال شرق البلاد، وهل عقوبات قيصر هي وراء تجويع أبناء الشعب السوري أم فساد النظام؟!.