منبج تحبس أنفاسها وتستعد لما بعد رحيل القوات الأمريكية
واصلت القوات التركية، أمس، إرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع سوريا، وسط مخاوف السكان المحليين من حدوث حالة من الفوضى والاضطرابات مع رحيل القوات الأمريكية، واندفاع أطراف أخرى؛ لملء الفراغ، فيما نفى المرصد السوري، صحة ما تردد عن تسلم الجيش السوري السيطرة على «سد تشرين» على نهر الفرات.
وذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، أن دفعة جديدة من التعزيزات العسكرية التركية وصلت، أمس، إلى ولاية شانلي أورفة جنوبي البلاد؛ لنشرها ضمن الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا. وأشارت الوكالة إلى أن القافلة العسكرية، التي انطلقت من ولاية هتاي في وقت سابق، وصلت إلى قيادة المدرعات في منطقة خليلية بولاية شانلي أورفة.
وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت، السبت، أن الجيش التركي أرسل للمرة الأولى مدافع «الهاوتزر» إلى الحدود الجنوبية مع سوريا.
وعلى بعد 30 كلم من الحدود التركية، تحتل المدينة موقعاً حساساً على خريطة الصراع السوري؛ إذ تقع قرب نقطة التقاء ثلاث مناطق منفصلة؛ تمثل مجالاً للنفوذ الروسي والتركي، وحتى الآن، الأمريكي. وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية لم ترحل بعد، إلا أن تداعيات قرار ترامب، بدت ظاهرة بالفعل في منبج.
ودخلت القوات الحكومية السورية، التي تدعمها روسيا ضواحي المدينة، يوم الجمعة، للمرة الأولى منذ سنوات؛ بدعوة من «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تخشى أن يفتح رحيل القوات الأمريكية الطريق أمام هجوم تركي. ولم تدخل القوات الحكومية السورية المدينة؛ لكنها انتشرت في مناطق قريبة، تمثل خطوط مواجهة مع مسلحي المعارضة السورية، الذين تدعمهم تركيا. وقال مصدر عسكري في «مجلس منبج العسكري»: «إن مناقشات مع الحكومة السورية؛ أفضت إلى اتفاق بشأن الحاجة لمنع الاحتلال التركي لمنبج». وأضاف المصدر: «إن انتشار الجيش السوري في منطقة منبج حتى الآن؛ هو انتشار جزئي»، مشيراً إلى أن مزيداً من عمليات الانتشار في المنطقة، ستأخذ في الحسبان الوجود الأمريكي. وبالنسبة للدولة السورية، وما إذا كانت تستعد لاستعادة سلطتها على منبج، قال المصدر: إنه سيتم «تشكيل لجان في وقت لاحق؛ بشأن كيفية إدارة المدينة».
وواصل مسلحون محليون من «مجلس منبج العسكري» المتحالف مع «قوات سوريا الديمقراطية»، المدعومة من الولايات المتحدة، التي تسيطر على المدينة منذ 2016 القيام بدوريات اعتيادية، يوم السبت، وهم يحملون بنادق الكلاشينكوف.
إلى ذلك، نفت مصادر موثوقة، للمرصد السوري، أمس، صحة الأنباء، التي نشرت حول تسليم «قوات سوريا الديمقراطية»، «سد تشرين» على نهر الفرات، قرب مدينة منبج، لقوات النظام. وأكدت المصادر، أن منطقة السد القريبة من منبج، شهدت، صباح أمس، تخريج دفعة من قوات الدفاع الذاتي، التابعة ل«قوات سوريا الديمقراطية». وحسب المرصد، تأتي هذه الشائعات؛ بعد نحو 48 ساعة من انتشار قوات النظام على خطوط التماس بين مناطق تواجد القوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب، وقوات «مجلس منبج العسكري» و«جيش الثوار» من جانب آخر، في ريفي منبج الشمالي والغربي.
المصدر: الخليج