منطقة “بوتين-أردوغان” في آب: مقتل واستشهاد 45 شخصا بأعمال عنف.. التحالف الدولي يغتال قيادي جهادي.. واجتماعات تركية روسية لافتتاح الطرق
المرصد السوري يجدد مطالبه للمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين بعيداً عن المصالح "التركية-الروسية"
تشهد منطقة “خفض التصعيد” أو ما يعرف بمنطقة “بوتين-أردوغان” الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، وقفًا لإطلاق النار في منطقة “خفض التصعيد”، انبثق عن اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في الـ 5 من شهر آذار/مارس 2020.
بيد أن هذا الاتفاق إعلامي فقط، حيث تشهد المنطقة تصعيداً كبيراً من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية والتابعة لها وللروس، عبر قصف يومي بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، مخلفة خسائر بشرية ومادية فادحة، على مرأى “الضامن” التركي الذي يكتفي بإطلاق قذائف على مواقع لقوات النظام، لم تمنعه الحد من هذا التصعيد الكبير الذي يتركز بالدرجة الأولى على ريف حلب الغربي والقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، وبِدرجة أقل القطاع الشرقي من ريف إدلب وبلدات وقرى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وجبال اللاذقية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره، عمل على رصد وتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري في تلك المنطقة، خلال الشهر الثامن من العام 2024، سواء بما يتعلق بالتصعيد العسكري من قبل النظام والروس، أو حالة الفوضى والفلتان الأمني الذي يؤثر بشكل سلبي على حياة المواطنين في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، وسط تعامي دولي عنهم.
الخسائر البشرية الكاملة بأعمال عنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل واستشهاد 45 شخصا بأعمال عنف ضمن منطقة “بوتين-أردوغان” خلال آب 2024، توزعوا على النحو التالي:
10 من المدنيين بينهم سيدتين وطفلين هم:
– 8 بحوادث انفلات أمني بينهم سيدتين وطفلة.
– 1 على يد قوات النظام
– طفل بانفجار مخلفات الحرب.
10 من الفصائل والجهاديين، هم:
-4 من تحرير الشام على يد قوات النظام
-1 من تحرير الشام بظروف مجهولة
-4 من تحرير الشام في اشتباكات مع خلايا “التنظيم”
-1 قيادي جهادي على يد “التحالف الدولي”
22 عنصرا من قوات النظام على يد الهيئة
*3 من خلايا التنظيم والعصابات في اشتباكات مع “الهيئة”.
مقتل وإصابة 45 شخصا بهجمات برية و بطائرات مسيرة
وثق المرصد السوري منذ بداية شهر آب، 28 عمليات في منطقة “بوتين– أردوغان” أدت لمقتل واستشهاد، 27 هم: 22 من قوات النظام بينهم 3 ضباط، ومدني واحد، و4 عناصر من “الهيئة”، بينما أصيب 18 هم: 7 عناصر من قوات النظام، و 11 مدنيين بينهم 3 أطفال.
مسيّرة لـ”التحالف الدولي” تغتال قيادي جهادي في ريف إدلب
استهدفت مسيرة لـ”التحالف”، في 24 آب، المدعو “أبو عبد الرحمن المكي” سعودي الجنسية من الجزيرة العربية، وهو قيادي سابق في تنظيم جهادي، وشرعي لدى تنظيمات جهادية، استهدفته وهو يقود دراجته الناربة، على الطريق الواصل بين بلدتي إحسم والبارة بمنطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، حيث أدت الضربة إلى مقتله وبتر قدميه، ويشار بأنه كان معتقلاً في سجون “هيئة تحرير الشام” خلال الفترة السابقة.
وتعد عملية الاغتيال هذه هي الأولى من نوعها بعد حادثة اغتيال ميسر الجبوري “أبو ماريا القحطاني” عراقي الجنسية في 4 نيسان الماضي بتفجير حزام ناسف من قبل خلايا “التنظيم” استهدفه داخل مضافته في مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي.
مقتل وإصابة 10 أشخاص بحوادث انفلات أمني
سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان، 9 حوادث انفلات أمني، أدت لمقتل 9 أشخاص، توزعوا على النحو الآتي:
-1 عنصر من لواء أبي بكر الصديق.
-8 مدنيين بينهم سيدتين وطفلة.
الهيئة تفكك خلايا تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية”
نفذ جهاز الأمن العام عدة عمليات دهم ضد متهمين بالانتماء لفصيل “حراس الدين”، خلية تابعة لـ تنظيم “الدولة الإسلامية” وفيما يلي التفاصيل خلال شهر آب:
-13 آب، نصب جهاز الأمن العام التابع لـ “الهيئة” في منطقة دير حسان بريف إدلب الشمالي كميناً بالقرب من أحد المخيمات، استهدف سيارة تقل متهمين بالانتماء لفصيل “حراس الدين”، من بينهم شخص يدعى “أبو قسورة معرزاف”، بعد ملاحقة السيارة ورفض المجموعة التوقف، حيث أقدم عناصر جهاز الأمن العام على إطلاق النار بكثافة على السيارة بعد إجبارها على التوقف، واشتبكوا مع أفرادها، مما أدى لمقتل 3 عناصر منها على الفور وإصابة عنصر رابع واعتقال 3 آخرين، كما أصيب عنصر من القوى الأمنية بجروح، وتبع ذلك انتشاراً واسعاً واستنفاراً لعناصر جهاز الأمن العام في المنطقة ونصب حاجز أمني لعدة ساعات.
-25 آب، نفذ “جهاز الأمن العام” التابع لـ”هيئة تحرير الشام” عملية أمنية في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي، استهدف خلالها خلية تابعة لـ تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد رصد ومتابعة تحركاتهم في البلدة ونصب كمين لهم.
وعقب رفض المطلوبين تسليم أنفسهم، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر “جهاز الأمن العام” التابع لـ”هيئة تحرير الشام” وأفراد الخلية في البلد، أسفرت عن مقتل أحد المطلوبين ويدعى “عبد القادر” وإصابة آخر قبل اعتقاله، كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل 3 من قوى الأمن العام لهيئة تحرير الشام،”.
استشهاد وإصابة 5 أشخاص بانفجار مخلفات حرب
تشكل مخلفات الحرب هاجس خوف لدى المواطنين الراغبين بالعودة إلى منازلهم ومتابعة أعمالهم، في ظل تقاعس السلطات المحلية على اختلافها والمنظمات الإنسانية عن إزالتها.
وحصدت مخلفات الحرب روح طفل وأصابت عائلته المكونة من أب وأم وأخته الطفلة. إضافة إلى إصابة طفل بحادثة أخرى، وفيما يلي تفاصيل الحوادث:*
-1 آب، استشهد طفل بعمر خمس سنوات، وأصيب كل من والده ووالدته، وأخته بعمر ثلاث سنوات بجروح بليغة، إثر انفجار جسم من مخلفات الحرب في منزلهم بمدينة سرمين في ريف إدلب.
-7 آب، أصيب طفل بجروح في منطقة القدم نتيجة شظايا انفجار جسم من مخلفات الحرب في قرية معارة النعسان بريف إدلب ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام.
نحو 1000 قذيفة مدفعية وصاروخية
لم تتوقف عمليات القصف البري على المنطقة في تموز، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 950 قذيفة وصاروخ سقطت ضمن مناطق سكنية وعسكرية، أطلقتها قوات النظام والمسلحين الموالين لها على مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل والمجموعات الجهادية، مستهدفة منطقة في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية.
توزعت كالآتي:
-300 قذيفة في ريف حلب، على محيط مدينة دارة عزة وقرى كفرنوران وكفرعمة والشيخ سليمان وتقاد وتديل وكفر تعال ومحيط الأتارب.
– 350 قذيفة ضمن ريف إدلب استهدفت محاور وقرى وفليفل ومنطف وسرجة ومعربليت وكدورة وسان ومدينة سرمين وبينين وحرش بينين وسفوهن والرويحة والفطيرة، كما سقطت قذائف على ومعارة النعسان وغانية والشيخ سنديان وآفس ومصيبين وكنصفرة ومعارة عليا ودير سنبل والبارة والنيرب.
-200 قذيفة ضمن ريف حماة، على السرمانية والمباقر وخربة الناقوس وتل واسطوالمشيك والعنكاوي والمنصورة والقرقور والزيارة والقاهرة.
-100 قذيفة ضمن ريف اللاذقية، على كل من محور التفاحية وتلال كبانة ودير الأكراد، ومحاور أخرى بجبل في التركمان.
بـ 35 مسيرة انتحارية.. قوات النظام تهاجم مناطق مدنية وعسكرية
هاجمت 35 طائرة مسيرة مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، خلال آب، في ظل الاستهدافات المتبادلة بين الأخيرة وقوات النظام، استهدفت مواقع مدينة وعسكرية بريفي حماة وحلب وإدلب الشرقي والجنوبي أسفرت عن أضرار مادية بممتلكات المدنيين، فيما أسقطت فصائل الهيئة 7 مسيرات أحدها بواسطة بندقية صيد من قبل أحد المدنيين في قرية قسطون.
سلسلة مظاهرات ضد “الجولاني” ومحاولات التطبيع مع النظام
شهدت المناطق التي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام في شمال غربي سوريا مظاهرات مناهضة لـ “الهيئة”، تطالب بإسقاط زعيمها “أبو محمد الجولاني” والإفراج عن المعتقلين، وكف يد الأجهزة الأمنية، وتوقف الانتهاكاتها بحق المدنيين، بالإضافة إلى رفض التطبيع مع النظام السوري.
وتظاهر أهالي في مدينة إدلب، إضافة إلى مخيمات ريف حلب الجنوبي، وبلدتي كفرلوسين وكللي، ومدينتي بنش وأريحا وقورقونيا ومخيمات أطمة في ريف إدلب، كللي، دير حسان، بلدة تفتناز، مخيم عقربات، مخيم كفرلوسين، وكفرتخاريم ومخيم ريف حلب الجنوبي في ريف إدلب، ومدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي.
وكذلك مدينة الأتارب غرب حلب، وقرية بابكة وأبين سمعان في ريف حلب الغربي.
وشاركت النساء في المظاهرات، طالبوا برحيل الجولاني وبالإفراج عن المعتقلين في سجون الهيئة والدعوة إلى استعادة القرار العسكري من الفصائل المسلحة ورفض محاولات المصالحة والتطبيع مع النظام السوري. كما شددوا على تمسكهم بمبادئ الثورة السورية ورفضهم أي مصالحات مع النظام.
اجتماعات بين الأتراك والروس والإيرانيين لافتتاح المعابر وتأمين الطرقات
التقى الروس والأتراك في 20 من آب، لمناقشة افتتاح معبر على الطريق M4، الذي يربط بين محافظتي حلب واللاذقية، وهو آخر عقدة طرق عامة تربط غرب سوريا بشرقها.
وحضر الاجتماع وفد من المخابرات والجيش التركي مع نظيرهما الروسي، اجتماعين منفصلين، داخل النقطة الروسية في بلدة الترنبة بريف إدلب الشرقي.
وجاءت هذه التحركات بعد فتح معبر أبو الزندين ووضعه قيد الخدمة، مما أفسح المجال لربط مناطق النظام مع تركيا.
وفي 26 آب، عقد اجتماع ثلاثي ضم كل من الوفد التركي والروسي والإيراني في مدينة سراقب بريف إدلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وناقش الوفد الروسي والتركي افتتاح الطرقات السريعة في شمال سورية “m4” وتأمين الطريق إضافة إلى تأمين حماية إضافية لطريق “m5” حلب-دمشق.
وطرح المجتمعون مخططات عدة لإقناع السوريين وتهيئة الظروف لافتتاح الطرقات والمعابر التجارية بين مناطق سيطرة الفصائل والنظام، بعد تطورات أحداث افتتاح معبر أبو الزندين، ورفض السكان لفتح أي معبر أو طريق مع النظام.
وجاء الاجتماع الجديد استكمالاً للاجتماعات السابقة التي دأب الروس والأتراك على مناقشتها في افتتاح المعابر والطرق المغلقة في سورية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، إذ يقدم رصداً مفصلاً لكافة التطورات ضمن منطقة “خفض التصعيد” خلال الشهر الفائت، فإنه ومن دوره كمؤسسة حقوقية، يطالب كافة القوى الدولية الفاعلة في سورية، والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإيقاف سيلان دماء السوريين، وتطبيق القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين وتحييدهم عن العمليات العسكرية والصراع الدائر بين القوى المسلحة في المنطقة.
كما يطالب المرصد السوري ضامني اتفاق “بوتين- أردوغان” بالالتزام بالاتفاقات ومنع الخروقات والانتهاكات من قصف بري وجوي واستهدافات بالأسلحة الثقيلة، والتي يكون ضحاياها مدنيين سوريين لجأوا إلى مناطق خفض التصعيد أملاً في أمانٍ فقدوه، وهرباً من موت يلاحقهم.