منطقة “بوتين-أردوغان” في أيلول: مقتل واستشهاد 87 شخصا بأعمال عنف متنوعة.. وتحرير الشام تعتقل عملاء “التحالف” في صفوفها
المرصد السوري يجدد مطالبه للمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين بعيداً عن المصالح "التركية-الروسية"
تشهد منطقة “خفض التصعيد” أو ما يعرف بمنطقة “بوتين-أردوغان” الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، وقفًا لإطلاق النار في منطقة “خفض التصعيد”، انبثق عن اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في الـ 5 من شهر آذار/مارس 2020.
بيد أن هذا الاتفاق إعلامي فقط، حيث تشهد المنطقة تصعيداً كبيراً من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية والتابعة لها وللروس، عبر قصف يومي بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، مخلفة خسائر بشرية ومادية فادحة، على مرأى “الضامن” التركي الذي يكتفي بإطلاق قذائف على مواقع لقوات النظام، لم تمنعه الحد من هذا التصعيد الكبير الذي يتركز بالدرجة الأولى على ريف حلب الغربي والقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، وبِدرجة أقل القطاع الشرقي من ريف إدلب وبلدات وقرى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وجبال اللاذقية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره، عمل على رصد وتوثيق الانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري في تلك المنطقة، خلال الشهر التاسع من العام 2023، سواء بما يتعلق بالتصعيد العسكري من قبل النظام والروس، أو حالة الفوضى والفلتان الأمني الذي يؤثر بشكل سلبي على حياة المواطنين في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، وسط تعامي دولي عنهم.
الخسائر البشرية الكاملة بأعمال عنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل واستشهاد 87 شخص بأعمال عنف ضمن منطقة “بوتين-أردوغان” خلال أيلول من العام 2023، توزعوا على النحو التالي:
13 من مدنيين بينهم طفلين وسيدتين، هم:
– 6 بينهم سيدة وطفلين باستهدافات برية على يد قوات النظام
– 4 بينهم سيدة بحوادث فلتان أمني.
– 3 على يد “الجندرما” التركية
11 من العسكريين، هم
– 6 من الجهاديين باستهدافات برية لقوات النظام
– 5 من أنصار التوحيد بقصف جوي روسي
63 من قوات النظام على يد الفصائل والجهاديين
مقتل واستشهاد 75 شخص في 39 عملية متنوعة
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال أيلول، مقتل واستشهاد 75 شخصا، في 39 عملية، تنوعت ما بين عمليات تسلل واستهدافات مباشرة وهجمات، والقتلى هم:
– 6 مدنيين بينهم سيدة وطفلين بقصف بري لقوات النظام
– 63 من قوات النظام بينهم ضباط
– 5 من “هيئة تحرير الشام”
– 1 من أنصار التوحيد الجهادي
كما أصيب بالعمليات آنفة الذكر أكثر من 11 من العسكريين، و20 من المدنيين بينهم 6 أطفال و2 سيدات.
نحو 1000 قذيفة مدفعية وصاروخية
لم تتوقف عمليات القصف البري على المنطقة في شهر أيلول، حيث رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، 950 قذيفة وصاروخ سقطت ضمن مناطق سكنية وعسكرية، أطلقتها قوات النظام والمسلحين الموالين لها على مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل والمجموعات الجهادية، مستهدفة منطقة في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية.
توزعت كالآتي:
-400 قذيفة في ريف حلب، على محيط مدينة دارة عزة وقرى كفرنوران وكفرعمة وتقاد وتديل وكفر تعال والأبزمو ومحيط الأتارب.
– 300 قذيفة ضمن ريف إدلب استهدفت محاور وقرى بينين وحرش بينين وسفوهن والرويحة والفطيرة، كما سقطت قذائف على كنصفرة وأحسم وبليون والموزرة ومعارة عليا ودير سنبل والبارة ومعارة النعسان وفليفل ومنطف ومعربليت وكدورة وسان ومدينة سرمين وآفس والنيرب.
-100 قذيفة ضمن ريف حماة، على السرمانية والمباقر والمشيك والعنكاوي وخربة الناقوس وتل واسط والمنصورة والقرقور والزيارة والقاهرة.
-150 قذيفة ضمن ريف اللاذقية، على كل من محور التفاحية وتلال كبانة ودير الأكراد، ومحاور أخرى بجبل في التركمان.
مقتل وإصابة 8 عناصر جهاديين بـ 38 ضربة جوية روسية
نفذت الطائرات الحربية الروسية، 38 غارة جوية على جبل الزاوية بريف إدلب، وسهل الغاب، في أيلول، تركزت غالبيتها على خطوط إمداد الملاجة التي حاولت قوات النظام البرية استعادة نقاط متقدمة خسرتها لصالح فصيل أنصار التوحيد الجهادي، وقتل نتيجة الغارات 5 عناصر من أنصار التوحيد الجهادي وأصيب 3 آخرين.
“الجندرما” تقتل وتصيب 6 باحثين عن ملاذ آمن
يعاني أبناء سورية من وضع معيشي مترد يدفعهم للمغامرة والبحث عن ملاذ آمن في دول الجوار سالكين طرقات محفوفة بالمخاطر مجازفين بحياتهم للوصول إلى حياة أفضل.
ووثق المرصد السوري استشهاد 3 مواطنين وإصابة 3 آخرين، في رحلة البحث عن ملاذ آمن برصاص واعتداءات الجندرما، أثناء عبورهم من جهة ريف إدلب.
اعتقال 16 شخصا بينهم 13 عسكري بينهم قيادات بتهمة التخابر لصالح “التحالف الدولي”
شن جهاز الأمن العام التابع لـ “الهيئة” حملة اعتقالات استهدفت عناصر وقياديين في صفوفها بتهمة العمالة، وثق المرصد السوري منذ بداية شهر أيلول، اعتقال 16 أشخاص هم:
-3 أشخاص بتهمة الانتماء لحزب التحرير.
-13 شخص بينهم قياديين أحدهم أفغاني و المدعو ” أبو يونس” بالإضافة إلى رئيس نيابة مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي بتهمة التعاون مع “التحالف الدولي”.
تعزيز النقاط وتدريب سوريين.. أبرز التحركات التركية
استقدمت القوات التركية، 47 آلية تحمل معدات عسكرية ولوجستية، خلال أيلول، لتعزيز النقاط في ريف إدلب وحلب، كما دربت مجموعات من الفصائل الموالية لها على صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف، أبرز التحركات العسكرية التركية:
-9أيلول، استقدمت القوات التركية، نحو 20 آلية عسكرية تحمل على متنها مواد لوجستية ومعدات، واتجه الرتل إلى محاور في البارة وكنصفرة بريف إدلب الجنوبي، لتعزيز النقاط العسكرية.
-11أيلول، دخل رتل عسكري عبر معبر كفرلوسين الحدودي بريف إدلب الشمالي، يضم نحو 15 آلية عسكرية تحمل معدات عسكرية ولوجستية، اتجه نحو قاعدة المسطومة بريف إدلب، وتزامن دخول الرتل جرى استهدافه من قبل مجهولين بقذائف آربيجي، على طريق أوتوستراد باب الهوى بالقرب من منطقة باتبو بريف إدلب الشمالي.
-16أيلول، دخل رتل عسكري للقوات التركية يضم 12 آلية وشاحنة تحمل مواد لوجستية ومعدات عسكرية عبر معبر كفرلوسين الحدودي بريف إدلب الشمالي واتجه الرتل نحو النقاط التركية في جبل سمعان بريف حلب.
-18أيلول، دخلت 15 آلية عسكرية تركية محملة بمواد لوجستية، عبر معبر كفرلوسين الحدودي بريف إدلب الشمالي، لتعزيز محاور في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
-28 أيلول، نفذت القوات التركية مشروعا تدريبيا لعناصر الفصائل الموالية لتركيا في ريف إدلب ضمن منطقة “بوتين-أردوغان”.
وأجرى 150 عنصرا من فصائل الجبهة الوطنية للتحرير على استخدام 3 أنواع من صواريخ الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، وذلك في القاعدة العسكرية ببلدة المسطومة قرب مدينة إدلب “معسكر الطلائع”.
مقتل 4 بينهم شابة بحوادث فلتان أمني
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال أيلول، مقتل 4 أشخاص بينهم شابة تبلغ من العمر 18 عاماً، نتيجة الانفلات الأمني في مناطق الهيئة، وجاءت تفاصيل الجرائم كما يلي:
-2 أيلول، قتل شاب يبلغ من العمر 18 عام، جراء تعرضه لطلق ناري، من قبل شخص آخر، نتيجة خلاف جرى بينهما في مدينة إدلب.
-12أيلول، قتل مواطن طعناً بأداة حادة، إثر خلاف نشب بينه وبين أشقاء زوجته، في بلدة سرمين بريف إدلب الشرقي.
-19أيلول، عثر أهالي على شابة 18 عام مقتولة خنقا بسلك كهربائي وملقاة جثتها بالقرب من منزل ذويها بجانب مركز بنك الدم بمدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، في حين تم نقل الجثة إلى الطبابة الشرعية في إدلب.
-29 أيلول، فارق يافع 17 عام حياته اليوم، جراء تعرضه لطلق ناري، من عصابة سرقة، أثناء تواجده في عمله كحارس مزرعة، على طريق إدلب- بنش، دون معرفة الجهة الفاعلة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، إذ يقدم رصداً مفصلاً لكافة التطورات ضمن منطقة “خفض التصعيد” خلال الشهر الفائت، فإنه ومن دوره كمؤسسة حقوقية، يطالب كافة القوى الدولية الفاعلة في سورية، والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإيقاف سيلان دماء السوريين، وتطبيق القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين وتحييدهم عن العمليات العسكرية والصراع الدائر بين القوى المسلحة في المنطقة.
كما يطالب المرصد السوري ضامني اتفاق “بوتين- أردوغان” بالالتزام بالاتفاقات ومنع الخروقات والانتهاكات من قصف بري وجوي واستهدافات بالأسلحة الثقيلة، والتي يكون ضحاياها مدنيين سوريين لجأوا إلى مناطق خفض التصعيد أملاً في أمانٍ فقدوه، وهرباً من موت يلاحقهم.